الرئيسية

تحقيقات وملفات

بعد تصدر التريندات غير الهادفة.. الشباب: وسيلة للهروب من الواقع والفراغ سبب انتشارها.. خبير معلومات: هدفها إلهاء مناطق معينة بموضوعات "تافهة".. متخصصون: العلاج يحتاج دراسة وعودة الحوار والتماسك الأسري والتوعية

الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 03:53 م

استخدام مواقع التواصل الإجتماعى

كتبت- نورا طارق

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طالما يُحذر الخبراء والمتخصصين من خطر السوشيال ميديا على الرأي العام وبخاصة الشباب والأطفال، وضرورة الوعي بأنها سلاح ذو حدين، لها الكثير من الإيجابيات إذا تم استخدامها على أسس وإجادة توظيفها في المجال المُراد، والابتعاد عن الانسياق وراء الشائعات والتريندات غير الهادفة، التي تبدو وكأنها للترفيه في حين أنها أحيانًا كثيرة يكون لها أضرار نفسية وسلوكية ومجتمعية على المدى البعيد.

في الغالب يستخدم الشباب السوشيال ميديا، للتواصل مع أصدقائهم، وكذلك التعبير عن ما يشعرون به من سعادة أو استياء من موقف ما، ولكن في الفترة الأخيرة ومع جلوس الشباب معظم الوقت في المنزل، في ظل جائحة كورونا، ومطالبة الناس بمنع التواجد في الأماكن العامة والتجمعات منعاً للعدوى، إضافة إلى تحويل بعض المهن من العمل في المكاتب إلى العمل في المنزل؛ فقدد تسبب ذلك في شعور الكثير بالفراغ، وأصبح الكثير من الشباب يقضون معظم وقتهم أمام مواقع التواصل الاجتماعى، ويتفاعلون مع بعض "التريندات" المنتشرة عليها، خاصة غير الهادفة، بغرض الترفيه، والملاحظ في هذه الظاهرة مشاركة آلاف المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعى، من الشباب لأيام وربما لعدة أشهر، في حين وصل الأمر في بعض التريندات إلى أنها أصبحت وسيلة لترويج سلع دون النظر إلى ماهيتها وترصد "اليوم السابع" في هذا التقرير أبرز التريندات التي اشتهرت خلال الشهور الماضية، مع آراء خبراء ومتخصصين حول خطورة هذا الأمر، وكيفية الحذر من الانسياق في هذا التيار دون الوعي الكافي.

تريندات أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى

من العدد الورقي لجريدة اليوم السابع

لعبة الصبارة الراقصة

وهي لعبة ظهرت من خلال مقاطع فيديو انتشرت على السوشيال ميديا، لاقت رواجًا كبيرًا مع اللحظة الأولى من ظهورها؛ ما تسبب في ارتفاع سعرها إلى حد كبير بالنسبة لسعرها الأصلي، وذلك على الرغم من تحذير الكثير من الخبراء على خطورتها خاصة بالنسبة للأطفال، وتوضيح أنها من الممكن أن تتسبب في مرض التوحد. وعلى الرغم من محاولة عدد من مواقع البيع الأون لاين المُتاجرة بهذه اللعبة بعد أن أصبحت شهيرة، إلا أن الكثير من الشباب سعى لشرائها.

لعبة نبات الصبار

تريند بسكويت وكيكة العشر دقائق

قضى العالم معظم الوقت في المنزل خلال الفترة الأخيرة بسبب انتشار كورونا، الذى أجبر العالم على التواجد في المنزل وتجنب الاختلاط بالأخرين، ما جعل النساء يشعرن بالفراغ، لذلك اتجهت الكثيرات منهن إلى البحث عن وصفات بسيطة يمكن طهيها في المنزل، خلال وقت قصير، وربما أبدع بعضهن في ابتكار وصفة بسكويت وكيكة العشر دقائق، التي يمكن تحضيرها خلال 10 دقائق فقط، والتي تداولتها الكثيرات على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، مع صور ملتقطة لها بعد تنفيذها. وذلك على الرغم من تحذير الكثير من أطباء التغذية خلال هذه الفترة من كثرة الأكل وعدم تنظيم العادات الغذائية ما بدوره يؤثر سلبيًا على المناعة.

بسكويت العشر دقائق

تريند "التكييف على العروسة ولا العريس؟!"

مع حلول فصل الصيف يظهر "تريندات" تتحدث عن شراء جهاز التكييف عند الاتفاق على الزواج، وهل شرائه اجباري على العريس أم العروس، الأمر الذى يتفاعل معه الكثير من الشباب، بمواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، ليبدون رأيهم في هذا الموضوع، ولكنه سريعًا ما يتحول إلى مشادة "افتراضية" بين الشباب بجنسيه، والإساءة في كثير من الأحيان إلى بعضهما البعض.

تريند التكييف

تريند "الشتا أحلى ولا الصيف؟"

توجد بعض التريندات السنوية التي يطرحها الكثير من الشباب كل عام، خاصة عند حلول الشتاء أو الصيف، وهو تريند"الشتا أحلى ولا الصيف"، والذى يتفاعل معه الكثير من الشباب، ويذكر محبى الشتاء مميزاته من حيث حالة الطقس والأنشطة التي يقومون بها خلاله، والمشروبات الدافئة التي يتناولونها والملابس التي يرتدونها خلال الأيام الباردة، أم فصل الصيف، يذكر محبيه الأطعمة المثلجة التي يتناولونها طوال أيامه الحارة، مثل الأيس كريم، والسفر للمناطق الساحلية، وممارسة رياضة السباحة والغوص، والتنزه مع الأصدقاء في المساء، وربما تتحول مناقشات البعض للسباب بسبب عدم إتفاقهم على حب الشتاء أو الصيف.

تريند الشتاء أحلى ولا الصيف

تريند "التيك توك"

انتشر تطبيق "تيك توك" خلال الفترة الماضية مع انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، وجلوس معظم الناس في المنزل، والشعور بالفراغ، الذى جعلهم يبحثون عن أشياء لقضاء على الفراغ الذى يشعرون به، فأتجه الكثير لاستخدام "تطبيق "التيك توك"، حيث اختيار أغنية أو مشهد شهير لفيلم أو مسلسل أو مسرحية، لتشغيلها وتمثيلها ونشر مقطع الفيديو على التطبيق وتداوله، على مواقع التواصل الاجتماعى، ولقى هذا الإتجاه إعجاب الكثير سواء من الشباب أو بعض المشاهير الذين استخدموه بغرض الترفيه.

التيك توك

تريند تحدى المخدة

يعتبر تريند "تحدى المخدة" من التريندات التي لقت رواجاً كبيراً في بداية انتشار كورونا حول العالم، والذى يهدف إلى اختبار مدى رشاقة المرأة، وإمكانيتها لارتداء الوسادة كفستان، وانتشر هذا التريند حول العالم وشاركت فيه الكثير من الفتيات اللواتى نشرن صور لهن على صفحاتهن الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما يتسبب في تشويه صورة بعضهن حيث نظرة البعض لهن بشكل مختلف، والدخول في مناقشات حول مفهوم الحرية وأبعادها وما إلى ذلك من نقاشات.

تحدى المخدة

تريند العطسة

بعد عودة رحلات الطيران وإمكانية السفر مرة أخرى لبعض البلاد بعد توزيع لقاح فيروس كورونا المستجد، بدأ الكثير في السفر والتجول بين البلاد، وقضاء الإجازة الأسبوعية أو السنوية في بعض البلاد المختلفة، وانتشرت خلال هذه الفترة تريند "العطسة"، الذى يعتمد على تصوير مجموعة من الأشخاص أنفسهم فيديو، وكأنهم على استعداد للعطس، في مكان ما، ثم بعد العطس ينتقلون لمكان أخر الذى ينون قضاء الإجازة فيه، مع تشغيل أغنية عن الاستمتاع بالإجازة.

شباب : التريندات التافهة وسيلتنا للهروب من الواقع

التقينا ببعض الشباب المستخدمين للسوشيال ميديا، وطرحنا عليهم سؤال، لماذا تهتمون بالتفاعل مع التريندات الترفيهية وغير الهادفة بشكل أكبر ؟.. وكانت الإجابات كالآتى:

قالت شيرين حسين:"إهتمامى بالتريندات الترفيهية، بيكون ناتج عن الزهق، سواء من الشغل أو من بعض المشاكل التي أمر بها". وأكدت سارة فرج، نفس رأى شيرين، حيث قالت :" بهتم بالمشاركة في التريندات دى زى تريند لعبة الصبارة، عشان حاجة جديدة، وكمان زهقت من متابعة الحاجات الجادة".

وأضافت داليا رياض، قائلة :" تريند لعبة الصبار بصراحة دمه خفيف، وده اللى خلانى أتفاعل معاه وكذلك مشاركتى في التريندات الخفيفة، لما بلاقى حاجة دمها خفيف بتفاعل معاها"، وقالت دينا محمد:" بتفاعل مع التريندات الخفيفة كنوع من الهزار مع أصحابى مش أكتر "، وقال على محمد :" أنا بهتم بالتفاعل مع التريندات الترفيهية، بهدف إنى أعرف الجديد في الأفيهات والألش، عشان أقدر أتفاعل مع هزار أصحابى".

تعامل الشباب مع مواقع التواصل الاجتماعى

خبير معلومات :مواقع التواصل الاجتماعى تتحكم في نشر التريندات بهدف إلهاء الناس

قال الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، لـ"اليوم السابع": " المحتويات الترفيهية أو المحتويات التي تحتوى على فضائح لبعض المشاهير، من المحتويات التي تلقى رواجاً كبيراً بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعى، وبالتالي هذا الإنتشار يعطى إشارة لمواقع التواصل الاجتماعى، إن الكثير من الناس مهتمين بتداول هذا الخبر أو الفيديو الذى يحتوى على هذا المحتوى، وبالتالي يعملون على نشر هذا المحتوى بشكل أكبر بين الناس".

وأضاف :"المنشورات المنتشرة على "الفيس بوك"، هي المتحكمة في نشره وظهوره في مناطق معينة، في العالم، لأنها تعلم المحتويات المفضلة والمنبوذة فى أنحاء العالم، كما يعمل على زيادة معدل انتشار المنشورات التي تتماشى مع سياسته أو يمنع التي لا تتماشى معه". وأشار خبير المعلومات إلى أن "الفيس بوك"، يعمل أكثر الوقت على نشر المحتويات الترفيهية بين الناس، مع تجنب انتشار المحتويات الثقافية، وذلك أما بهدف مدفوع نقداً من بعض الجهات التي ترغب في نشر هذا المحتوى، أو بهدف اجتماعى، وهو إلهاء الناس بمحتويات ليست ذات قيمة".

وأضاف: "سبب نشر التريندات بيكون له عدة أسباب أما رغبة موقع التواصل الاجتماعى في نشر المحتوى بين الناس، أو تحويل موضوع تافه إلى قضية شائكة في منطقة ما، أو تريندات وهمية والتي تفتعلها بعض الصفحات المزيفة، وبعض الجهات التي تدفع نقوداً لموقع التواصل الاجتماعى، لتفعيل الهاشتاج". وأشار خبير المعلومات إلى أن علاج هذه المشكلة، هو عقد الدولة لإتفاق مع شركات مواقع التواصل الاجتماعى، للتحكم في نشر المحتويات أو عمل منصة مواقع تواصل اجتماعى خاصة، ونشر التوعية الاجتماعية والثقافية بين الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعى".

فيس بوك

علم نفس :الفراغ العاطفى السبب والعلاج عند الأسرة

قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، لـ" اليوم السابع": "اهتمام الناس على مواقع التواصل الاجتماعى، بالتريندات التافهة، ناتج عن الشعور بالفراغ العاطفى، الناتج عن عزوف الشباب عن الزواج و الضغوط الحياتية والفراغ الوقتى، الناتج عن جلوس معظم الناس في البيت بسبب انتشار كورونا، فأصبحنا نهتم بكل شيء تافه". وأشار إلى علاج هذه المشكلة، قائلاً:"علاج هذه المشكلة يتوقف على عودة التماسك الأسرى والتكاتف بينهم والتواصل المستمر بين أفراد الأسرة والشعور بالدفء وعودة الحوار بين الوالدين والأبناء، مما يساعد بالقضاء على الشعور بالفراغ العاطفى والوقتى".

مواقع التواصل الاجتماعى

أستاذ علم الاجتماع: الأصدقاء والفراغ السبب والمشكلة تحتاج لدراسة

قال الدكتور، حسن الخولى، استاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس، لـ:" الشباب مهتم بكل موضوع يشغل وقته سواء ثمين أو تافه، والسوشيال ميديا، أصبح ميدان، مفتوح لكل من يريد أن يتحدث عن أي شيء في الحياة، ومن الأسباب التي تدفع الشباب للإهتمام أكثر بمثل هذه التريندات، هو الفراغ الذى يعانى منه الكثير، وأصدقاء السوء، وقضاء وقت معهم في الحديث عن موضوعات لا فائدة منها، كما للموضوع بعد نفسى أيضاً للشخص نفسه أو بعد اجتماعى خاص بعلاقة الشاب بأصدقائه والمحيطين به، كما إن المجتمع له علاقة بإهتمام الشباب بمثل هذه التريندات وكذلك وسائل الإعلام التي تعرض دائماً إعلانات عن بضائع باهظة الثمن، مما يدفع الشباب للسخرية من واقعهم من خلال السوشيال".

وعن علاج هذه المشكلة، حيث قال :"العلاج يكمن في توجيه الشباب للإهتمام بالثقافة، وتوعية الرأي العام وتوجيه وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، للتعبير عن مجتمع متماسك أفضل، كما إن هذه المشكلة تحتاج لدراسة لتقليل السلبيات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، ودفع الشباب للإهتمام أكثر بموضوعات هامة أكثر والمشاركة في بناء المجتمع ".