أدى الهجوم الإرهابي في أفغانستان إلى لعبة إلقاء اللوم، حيث أشارت مصادر أمريكية إلى أن البوابة التي تعرضت للهجوم ظلت مفتوحة لتسهيل عملية الإخلاء البريطانية مما تسبب في حالة من التوتر بين العلاقات الأمريكية - البريطانية.
دافع دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني عن حكومته رافضا المزاعم الأمريكية بأن بريطانيا كانت مسؤولة بشكل غير مباشر عن الهجمات الانتحارية في مطار كابول هذا الأسبوع من خلال الإصرار على إبقاء نقطة دخول آبي جيت إلى الموقع مفتوحة للسماح للمواطنين البريطانيين بدخول المطار.
وقال إن "القصة كانت ببساطة غير صحيحة" ، مضيفًا أنه لا يوجد شيء تفعله المملكة المتحدة يتطلب إبقاء آبي جيت مفتوحًا.
وفي دفاعه عن دور بريطانيا قبل التفجيرات الانتحارية التي نفذها داعش في مطار كابول ، قال: "لقد نسقنا بشكل وثيق للغاية مع الولايات المتحدة ، لا سيما حول تهديد داعش- خراسان ، والذي توقعناه على الرغم من أنه بشكل مأساوي لم نتمكن من منعه ، لكن من المؤكد أنه من الصواب لنفترض أننا أخرجنا مدنيينا من مركز المعالجة عن طريق بوابة "ابى"، لكن ليس صحيحًا أن نقترح أنه بخلاف تأمين المدنيين داخل المطار ، كنا ندفع لترك البوابة مفتوحة".
أقر راب بوجود زيادة في عدد مزاعم الأفغان الخائفين من انتقام طالبان الذين اتصلوا بوزارة الخارجية أو أعضاء البرلمان الذين يسعون للحصول على فرصة للمجيء إلى المملكة المتحدة الذين تقطعت بهم السبل في أفغانستان.
وتعهد بأن يتلقى أعضاء البرلمان ردًا مناسبًا في غضون أيام ، لكنه رفض قبول الادعاءات التي أبلغت عنها صحيفة الجارديان بأن ما يصل إلى 7000 مطالبة أو رسالة بريد إلكتروني لم تتم معالجتها بعد.
وقال إن عدد الرعايا البريطانيين الذين ما زالوا في أفغانستان أقل من المئات مشيرا الى ان بريطانيا أمنت ممرًا آمنًا منذ أبريل لـ 17000 شخص ، بما في ذلك 5000 مواطن بريطاني.
ونفى راب أن تكون المملكة المتحدة بطيئة في توقع الأزمة، واكد انه لا يزال العمل جاريا مع طالبان للسماح لقطر أو تركيا بالوصول إلى مطار كابول للمساعدة في جسر جوي مدني.
كما المح وزير الخارجية البريطاني بأنه لم يدعم الحملة العسكرية ، قائلاً: "كانت أفغانستان في الأصل تدور حول مكافحة الإرهاب لكنها تحولت إلى شيء أقرب إلى بناء الدولة.. نحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين بشأن المدى الذي تم فيه التوفيق بين هذه الأهداف ووسائل تحقيقها على مدى 20 عامًا"
جاءت تصريحات راب بعد ان ساد التوتر في العلاقات الامريكية البريطانية، بعدما زعمت تسريبات للبنتاجون أن واشنطن أبقت أحد بوابات مطار كابول مفتوحة على الرغم من معرفة أن هناك خطر كبير بوقوع هجوم، وذلك لمساعدة عمليات الإجلاء البريطانية.
واتهمت مصادر رفيعة المستوى بالحكومة البريطانية ونواب حزب المحافظين واشنطن بمحاولة تحويل اللوم، بعدما أشارت التسريبات إلى أن كبار مسئولى الجيش الأمريكى أرادوا إغلاق بوابة أبى يوم الخميس، قبل ساعات من وقوع التفجير القاتل.
وقيل أن الأدميرال بيتر فاسيلى، قائد القوات الأمريكية فى أفغانستان، قد أخبر زملائه فى اتصال يوم الخميس أن البوابة ستظل مفتوحة لأن القوات البريطانية قد سارعت من انسحابها.
ووفقا للتسريبات، يلقى الأمريكون باللوم على بريطانيا لزيادة خطر حدوث تفجير انتحارى. فخلال ساعات من مكالمة فاسيلى، سار إرهابيا يرتدى سترة انتحارية بين الحشود خارج بوابة أبى، ومات بعض الناس على الفور بينما نسف آخرون، وقتل 170 أفغانى على الأقل و13 من الجنود الأمريكيين فى التفجير. وقتل أيضا بريطانيان، وزوجة.
وجاءت التوترات فى الوقت الذى قال فيه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أن فصلا جديدا من الانخراط الأمريكى فى أفغانستان قد بدأ، وأضاف أن واشنطن ستقود بدبلوماسيتها، وأن المهمة العسكرية قد انتهت وبدأت مهمة دبلوماسية جديدة.
لكنه قدم تحذيرا لقادة طالبان بأن أى شرعية أو أى دعم يجب أن يكتسبا، مع إعلانه تعليق الولايات المتحدة وجودها الدبلوماسى فى كابول، وتحويل عملياتها إلى قطر.
تسبب التفجير الانتحاري في مطار العاصمة الأفغانية كابول الذي وقع الخميس الماضي حيث أصيب اكثر من المئات وقتل 13 جندي أمريكي، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة مغادر أخر جندي أمريكي للأراضي الأفغانية مساء امس.