تمر اليوم الذكرى الـ 486 على وصول الملاح الفرنسى جاك كارتييه إلى "منطقة هوشيلاجا" والتى أقيمت بها مدينة مونتريال العاصمة الاقتصادية لكندا، وذلك فى 1 سبتمبر عام 1535م، وهو بحار ومستكشف فرنسى أرست اكتشافاته أساس مطالب فرنسا بملكية الأراضى التى تعرف اليوم بكندا، وقاد كارتييه فى عام 1535م أول بعثة أوروبية شمالاً على نهر سانت لورنس.
وبحسب المكتبة الرقمية العالمية، استكشف جاك كارتييه خليج سانت لورنس أثناء رحلته الأولى إلى العالم الجديد عام 1534 حيث أقام صداقات مع هنود الإيروكواس. وبفضل رواياتهم عن مملكة ساغنايه فاحشة الثراء فقد تقرر القيام برحلة ثانية سريعاً، حيث نتج عن رحلة كارتييه الثانية إلى فرنسا الجديدة (كندا الحالية) فى الفترة بين 1535-1536 اكتشاف نهر سانت لورنس، وهو أهم طريق يؤدى إلى المناطق الداخلية من القارة، وقد رفع هذا الاكتشاف، لفترة طويلة، من آمال العثور على طريق للوصول إلى الصين، حيث سافر كارتييه أعلى النهر حتى وصل إلى هوشيلاجا، التى أصبحت فيما بعد موقعًا لمدينة مونتريال.
تَظهر هنا رواية كارتييه عن رحلته، التى تحتفظ مكتبة فرنسا الوطنية بالنسخة الأصلية منها. يقدِّم العمل تفاصيل جغرافية عديدة استمر وضعها على الخرائط لمدة 50 سنة أخرى. ويَحتوى كذلك على أول ملاحظات دقيقة لشخصٍ أوروبى عن النباتات والحيوانات والشعوب الأصلية فى كندا.
يَظهر العنوان الكامل مكتوباً على أول صفحة فى المخطوطة، ونصه: "الرحلة الثانية للقائد بالنيابة عن الملك فرانسيس الأول شديد الورع، بواسطة جاك كارتييه، فى عام ألف وخمسمائة وستة وثلاثين، التى انتهت باكتشاف الأراضى الغربية الواقعة عند خطوط عرض وظروف مناخية مشابهة لأراضى وممالك الملك، وهو اكتشاف مُهِّد له الطريق من قبل.
قاد جاك كارتييه، الحاصل على لقب "قائد وقبطان الملك" والمولود فى سان مالو دوليل ببريتاني، هذه الرحلة عام ألف وخمسمائة وستة وثلاثون." أول كلمات من المخطوطة هى خطاب موجه "إلى الملك شديد الورع." اختُتِمت الوثيقة بمسردٍ قصير يحمل العنوان "مُدرَج هنا لغة أراضى وممالك هوشيلاغا وكندا، المعروفة أيضاً بفرنسا الجديدة"، ويُقدِم المسرد المقابل الفرنسى للألفاظ الهندية للأرقام وأجزاء الجسم وأشياء متنوعة أخرى.