قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، اليوم /الأربعاء/ إن ادعاءات الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن انسحاب قوات بلاده من أفغانستان كان نجاحا بدت غير مقنعة وكانت مجرد محاولة لتعزيز موقفه.
وأضاف سلوتسكي "تصريحات بايدن بشأن أفغانستان هي فشل ذريع تماما مثل حملة واشنطن التي استمرت 20 عاما في ذلك البلد.. بدا الزعيم الأمريكي غير مقنع للغاية.. ما قاله بدا محاولة ضعيفة لإنقاذ شعبيته.. وأشار إلى الانفجارات الأخيرة في مطار كابول التي أودت بحياة العشرات من بينهم جنود أمريكيون.. حسبما ذكرت وكالة أنباء (تاس) الروسية.
وفي الوقت نفسه، أشار سلوتسكي إلى أن بايدن كان على حق عندما قال إن عصر العمليات العسكرية التي تهدف إلى فرض تغييرات في البلدان الأخرى قد انتهى.
وقال سلوتسكي: "لا يسع المرء إلا أن يوافق على هذا.. الولايات المتحدة غير قادرة على التصرف بصفتها مدنيا، مستخدمة تعزيز الديمقراطية كغطاء، لكنها في الواقع تتدخل بفظاظة في شؤون الدول ذات السيادة".
وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن إجلاء المواطنين الأمريكيين ومواطني الدول الأخرى من أفغانستان كان "نجاحا غير عادي" وأن عصر العمليات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل دول أخرى قد انتهى.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة الأمريكية أنهت فى أفغانستان أطول الحروب فى تاريخها، مشيرًا إلى أنها أيضًا أنهت أكبر عملية إجلاء فى التاريخ.
وأضاف خلال كلمته حول الانسحاب من أفغانستان: "نجحنا بإجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان رغم استهداف داعش لمطار كابل"، موضحا أن عليهم عدم نسيان التضحيات التى تم تقديمها في أفغانستان، وتابع: "رغم تدريبنا وتسليحنا للقوات الأفغانية لكنها انهزمت ولم تقاتل"، موضحا أن الشعب الأفغانى راقب انهيار دولته وهروب رئيسه.
وأشار بايدن إنه كان هناك واحد من خيارين إما الالتزام باتفاق الإدارة السابقة أو تمديد بقاء قواتنا في أفغانستان، وأضاف أن توصيات قادة الجيش تقول إن السبيل الأفضل لتأمين مرور الأمريكيين هو الانسحاب من أفغانستان، وأكد أن طالبان كانت فى أقوى وضع عسكري منذ عام 2001 حينما توليت منصبى.
ولم تكن تلك الحرب هى الأطول فقط التى تخوضها أمريكا، ولكنها من بين الحروب الأكثر تكلفة ماديا وأسقطت عشرات الآلاف من القتلى من الأمريكيين والأفغان، وإن كانت قد انتهت من حيث بدأت بعودة سيطرة طالبان على أفغانستان، فمع إعلان انسحاب آخر جندى أمريكى من أفغانستان، أسدلت الولايات المتحدة الستار على أطول حرب تخوضها على الإطلاق والتى استمرت نحو 20 عاما لم تحقق فيها الانتصار المنشود برغم تكاليفها الباهظة وعودة طالبان إلى السيطرة على البلاد بعدما أطاح بهم الغزو الأمريكى فى 2001.
حرب أفغانستان كلفت الولايات المتحدة الكثير فقتل فيها أكثر من 2400 جندى وعسكرى و4 آلاف متعاقد مدنى من الأمريكيين وسقط خلالها 69 ألف عسكرى وشرطى و47 ألف مدنى من الأفغان و51 ألف من صفوف طالبان والمعارضة ليصبح إجمالى عدد القتلى أكثر من 173 ألف.
وأنفقت واشنطن على هذه الحرب 2.2 تريليون دولار بين نفقات دفاعية وأخرى فى التنمية، وقدرت مجلة فوربس تكلفة الحرب بـ 300 مليون دولار يوميا على مدار 20 عاما بما يعادل ثروات جيف بيزوس وإيلون ماسك وبيل جيتس وأغنى 30 ملياردير بأمريكا.