كان من المفترض أن تحتفل الولايات المتحدة هذا الصيف بالاستقلال عن كورونا، لكنها بدلا منذ ذلك، أصبحت تحت وطأة الفيروس بشكل أكبر مع استمرار ارتفاع الوفيات كل يوم لتصل إلى المستوى الذى كانت عليه فى مارس الماضى، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية.
فمرضى متغير دلتا يملأون المستشفيات، ويصيب الفيروس المتحور أعدادا مثيرة للقلق من الأطفال، ويرفع الوفيات فى بعض الأماكن إلى أعلى مستوى لها منذ بداية الوباء على الإطلاق، وتحولت بعض الأنظمة الدراسية التى كانت قد فتحت فصولها إلى التعليم عن بعد مرة أخرى بسبب التفشى. واندلعت النزاعات القانونية والتهديدات والعنف حول متطلبات ارتداء الكمامة واللقاح.
وتقول أسوشيتدبرس إنه لم يكن من المفترض أن تسير الأمور على هذا النحو، فبعد أكثر من ستة أشهر على بداء حملة التطعيم فى الولايات المتحدة، أقام الرئيس باين حفلا فى الرابع من يوليو بالبيت الأبيض للاحتفال بتحرر أمريكا من اللقاح، وكان لدى قادة سياسيين آخرين آمالا كبيرة بصيف أقرب للحياة العادية. لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب.
وقد تسبب فى موجة الإصابات المرتفعة متغير دلتا شديد العدوى والمقاومة الشرسة للتطعيم التى تشكلت على أساس سياسى وجغرافى، بحسب ما قال د. ستين فيرموند، من كلية يال للصحة العامة، مشيرا إلى أن الفيروس كان أكثر كفاءة فى الانتشار بين غير الحاصلين على اللقاح، مما أدى إلى إضعاف الفائدة المتوقعة من اللقاح.
وتصاعدت الأزمة بشكل سريع من يونيو إلى أغسطس. فتم تسجيل 400 ألف إصابة بكورونا طوال شهر يونيو فى الولايات المتحدة، وهو نفس الرقم الذى تم تسجيله فى ثلاثة أيام فقط الأسبوع الماضى.
كما سجلت الولايات المتحدة 26 ألف وفاة وأكثر من 4.2 مليون إصابة طوال شهر أغسطس، وهو رابع أعلى شهر فى تسجيل الحالات الإيجابية منذ بداية وباء كورونا العام الماضى.
وتلفت وكالة أسوشيتدبرس إلى أن متغير دلتا يقتل الأمريكيين الأصغر سنا بمعدل أعلى بكثير من الموجات السابقة فى الوباء فى ولايات الشمال الشرقى فى الربيع الماضى، وفى ولايات الجنوب فى صيف 2020، والارتفاع القاتل فى الشتاء خلال فترة العطلات.
وخلال ذروة هذه الموجات، عانى الأمريكيون فوق السبعين من أعلى نسبة وفيات من الفيروس، وكانت الفئة العمرية الأكثر عرضة للوفاة تلك التى تتراوح أعمارها بين 50 إلى 64 عاما، وفقا لبيانات المسئولين الأمريكيين.
وبشكل عام فإن التفشى لا يزال أقل مما كان عليه فى الذروات السابقة خلال الشتاء، عندما وصلت الوفيات إلى 3400 يوميا، والحالات الجديدة نحو ربع مليون فى يوم واحد.
ويلقى الرئيس الأمريكى جو بايدن خطابا مساء اليوم، الخميس، والذى من المتوقع أن يكشف فيه تفاصيل خطة إدارته لفرض ضغوط على الشركات الخاصة والوكالات الفيدرالية والمدارس من أجل تطبيق أوامر إلزامية أشد صرامة بالتطعيم ضد فيروس كورونا وتطبيق سياسات الاختبار مع استمرار انتشار متغير دلتا فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
وبحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز، فإن انتشار المتغير شديد العدوى دفع متوسط الإصابات اليومية فى الولايات المتحدة إلى أكثر من 150 ألف إصابة لأول مرة منذ أواخر يناير الماضى، ويطغى على المستشفيات فى المناطق الأكثر تضررا، وأودى بحياة ما يقرب من 155 شخص فى يوم واحد.
وسيلقى بايدن، الذى تم تقديم إحاطة له من قبل فريقه من مستشارى كورونا مساء أمس الأربعاء، الخطاب فى الحادية عشرا مساء وسيتحدث عن ستة مجالات التى يمكن أن تشجع فيها إدارته، أو تضغط فى هذه المرحلة من أجل حصول مزيد من الأمريكيين المؤهلين على اللقاحات، وفقا للبيت الأبيض.
ولم يقدم المسئولون تفاصيل كثيرة، وأكدوا على أن الخطة لا تزال تتكشف، إلا أنهم قالوا إن رسالتهم ستكون أن الطريق الوحيد للعودة إلى إحساس بالحياة الطبيعية هى حصول أكبر عدد ممكن من الناس على اللقاح.
ويرى المسئولون إشارات أن مزيد من الأشخاص فى الولايات المتحدة منفتحون إزاء الحصول على الجرعات، فحصل نحو 14 مليون شخص على أول جرعة لهم فى أغسطس، وحصل أربعة ملايين آخرين على الجرعة فى يوليو، بحسب ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى.
إلا أن نحو 27% من الأمريكيين المؤهلين للحصول على اللقاح من سن 12 عاما وأكبر لم يحصلوا عليهه، وفقا لبيانات المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض والسيطرة.
فى المقابل حصل 1.3 مليون شخص من المطعمين بالكامل على جرعة ثالثة بعد موافقة السلطات الفيدرالية على منحها للذين يعانون من مشكلة فى المناعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة