"يا مخلف البنات يا شايل الهم للممات" من الأمثال الشعبية التى رسخت معلومات مغلوطة عن خلفة البنات وكأنه تحذير للأباء عن مدى الصعوبة التى تواجهم فى المستقبل نتيجة إنجاب الفتيات ورغم أن طارق الشرقاوى واحد من الرجال الذى كانت أمنيته الوحيدة هى إنجاب الولاد ولكنه بعد سنوات طويلة تأكد أن خلفة البنات كانت السند والعون له فى مرضه وضعفه وأن بناته الخمسة بـ100 راجل.
فكانت نور الشرقاوى وهى أصغر بنات عم طارق والتى لم يتعدى عمرها الـ 18 عاما، هى سنده فمع دراستها وتفوقها فى الرسم والزخرفة، قررت أن تتولى مسؤلية عربة الكبدة الخاصة بوالدها وتقف عليها بدلا من والدها، وذلك بعد إصابته بمشاكل فى العين .
قالت نور الشرقاوى لـ "اليوم السابع "، أنا فى ثانية ثانوى صنايع واختارت صنايع لأنى بحب الزخرفة والرسم جدا وناوية تكون دى دراستى وأكمل فيها وكمان أخواتى الخمسة بيحبوا الرسم وكلنا واخدنها وراثة من ماما لأنها بتحب الرسم جدا جدا .
واضافت: "والدى كان بيشتغل محاسب وفى نفسه الوقت عنده عربية كبدة بيشتغل عليها بعد الشغل وده بقاله أكثر من 30 سنة لكن بعد المعاش بقى على العربية بس، ومع الوقت عمل عمليتين فى عينه والدكتور منعه من البخار والضوء والشمس، وساعاتها أنا قررت أكمل مكانه وانزل اشتغل على العربية، لكن بابا كان دايما يرفض ويقولى مينفعش وانتى بنت، وكمان قدامنا فيه قهوة بلدى وشباب كتير بتقعد، بس قعدت اقنعه كتير لغاية ما وافق.
وتابعت: "كانت إيدى بتترعش فى أول يوم نزلت فيه على العربية وانا بعمل السندوتشات من الخضة والناس والزحمة لكن مع الوقت خدت على الشغل، وبقيت بعرف اعمل واحضر السندوتشات بسرعة وبطعم حلو".
واستطردت حديثها قائلا:" بابا زمان كان نفسه إنى أكون ولد لإنى أخر العنقود واخواتى كلهم بنات بس انا طلعت بنت واحسن من 100 راجل وهفضل مع بابا وهقف جمبه لأنى بحبه جدا، وهو أقرب حد ليا وربنا يقدرنى واسعده هو وماما، أما بالنسبة للعربية انا هكبرها وهفتح محلات كمان والمشروع ده هيفضل باسم بابا بس انا اللى هشتغل عليه .
وقال والدها طارق الشرقاوى: "ربنا بيعوض وبيدى كل واحد رزقه أنا أه كان نفسى أخلف ولد لكن الخمس بنات اللى عندى فعلا هم سعادتى وسندى كفاية حنيتهم وطيبتهم .
