لا بد لنا كدول عربية أن نصب كامل الجهود من أجل مكافحة الإرهاب ووضع مقاربة شاملة لمواجهة هذا الأمر الخطير
لم تعد أي دولة في مأمن من التهديدات الإرهابية
نعمل على تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين اللبنانيين بشتى الوسائل المتاحة
تشكيل أي حكومة في لبنان يخضع لجملة عوامل نظراً للتركيبة الداخلية
نأمل تشكيل الحكومة العتيدة في أسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ لبنان
كان لمصر تجربة ناجحة مع صندوق النقد الدولي نأمل أن تترجم واقعاً كذلك في لبنان
مصر كانت ولا تزال من الدول العربية الشقيقة التي وقفت إلى جانب لبنان سياسياً واقتصادياً وإنسانياً
مصر متقدمة في مواجهة الإرهاب وعملت على محاربة الفكر المتطرف
توحيد وتكثيف الجهود ووضع الخطط والأفكار بين الدول العربية سيؤدى إلى مواجهة آفة الإرهاب بكل أبعادها
نثق بالقضاء اللبناني في قضية مرفأ بيروت وقمنا كوزارة دفاع بكل ما يلزم اتجاه ذوي شهداء الفاجعة
على جميع القوى السياسية التخلي عن مصالحها الخاصة من أجل تحقيق المصلحة العليا للبلاد
يجرى العمل على منع الاحتكار والتهريب في لبنان من قبل الأجهزة الأمنية المختصة ووزارة الاقتصاد
وأضافت وزيرة الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء اللبنانية، خلال حوار خاص مع "اليوم السابع"، من بيروت، أن مصر أولت قضية مكافحة الإرهاب أهمية كبيرة ومتقدمة وعملت على محاربة الفكر المتطرف، مؤكدة أنه لا بد كدول عربية أن نصب كامل الجهود من أجل مكافحة الإرهاب ووضع مقاربة شاملة لمواجهة هذا الأمر الخطير.. وإلى نص الحوار:
كيف ترين دعوات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة توحيد الجهود العربية لمكافحة الإرهاب؟
كيف ترين جهود مصر في مكافحة الإرهاب؟
لا ننسى التقرير الوطني الذي أطلقته وزارة الخارجية المصرية هذا العام حول مكافحة الإرهاب، والذي يستعرض جهود الدولة المصرية ومقاربتها الشاملة لمكافحة الإرهاب، ونحن نشجع مع الرئيس السيسي هذا الأمر، ولا بد لنا كدول عربية أن نصب كامل الجهود من أجل مكافحة الإرهاب ووضع مقاربة شاملة لمواجهة هذا الأمر الخطير، والذي يتنامى بشكل واسع، حيث لم تعد أي دولة في مأمن من التهديدات الإرهابية، وقد لعب لبنان دوراً كبيراً في مواجهته ومكافحته لا سيما في معركة فجر الجرود وعرسال ضد تنظيم داعش وخرج منها منتصراً.
هل ستشاركين في اجتماعات الجامعة العربية في دورتها العادية 156 التي ستعقد قريباً؟
أتمنى أن تؤلف حكومة قبل ذلك، ولكن إذا لم يحدث ذلك فسأشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في التاسع من الشهر الجاري في مقر الجامعة العربية في القاهرة لمناقشة جملة مواضيع، أهمها صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، ومسألة العمل العربي المشترك ومتابعة تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومسألة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وتفعيل مبادرة السلام العربية ودعم صمود الشعب الفلسطيني، وسيكون الوضع اللبناني حاضراً إلى جانب قضايا الدول العربية من سوريا إلى ليبيا والسودان واليمن وغيرها من الدول، إضافة إلى الشؤون السياسية الدولية وموضوع النزوح، ونأمل أن تتوحد الجهود العربية لتصب في المصالح العربية.
برأيك كيف يمكن للدول العربية أن تواجه الإرهاب الذى تعانى منه المنطقة؟
إن توحيد وتكثيف الجهود ووضع الخطط والأفكار وتعزيز التنسيق والتعاون فيما بين الدول العربية، يمكن أن يؤدي إلى مواجهة هذه الآفة بكل أبعادها لأنها تمثل تهديداً مشتركاً للسلم والأمن والاستقرار في عالمنا العربي.
لننتقل إلى لبنان.. ما أبرز التحديات التى تواجه لبنان الآن؟
إن لبنان يمر في مرحلة صعبة للغاية سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً، ونحن نعمل على تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين بشتى الوسائل المتاحة، ولا بد من توجيه الشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة على الدعم المستمر للبنان والوقوف إلى جانبه في هذه الأزمة التي تعصف ببلدنا بعد انهيار الاقتصاد وانفجار مرفأ بيروت المشؤوم، كما أن الجهود تنصب اليوم على تشكيل حكومة تكون قادرة على القيام بالإصلاحات المنشودة من أجل تحقيق الإنقاذ المطلوب والخروج من الصعوبات التي تلقي بظلالها على كاهل المؤسسات والمواطنين.
برأيك.. لماذا تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن؟
إن تشكيل أي حكومة في لبنان يخضع لجملة عوامل نظراً للتركيبة الداخلية والتي تخضع لمعايير لا تشبه أي بلد آخر إضافة إلى التحالفات السياسية التي تؤثر بشكل مباشر على عملية تأليف الحكومة، فهناك دائما شروط وشروط مضادة للتيارات والأحزاب والقوى الفاعلة على الأرض مما يعيق تسهيل الأمور، إلا أن الأمور تاريخياً وعند تشكيل الحكومات وفي آخر المطاف تذهب الى تأليف حكومة تقوم بإدارة شؤون البلاد، وهذا أحوج ما نريده في الوقت الحاضر، فالحكم استمرار ونأمل تشكيل الحكومة العتيدة في أسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ لبنان.
كيف ترين اختيار نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة الجديدة.. وهل تتوقعين نجاحه في تشكيل الحكومة؟
لقد سبق للرئيس المكلف نجيب ميقاتي أن ترأس حكومتين في لبنان سابقاً، ويقوم إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالعمل من أجل تذليل العقبات التي تواجه عملية التشكيل لا سيما في موضوع الحقائب والأسماء.هل عرض عليك الاستمرار في منصب وزارة الدفاع خلال مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة؟
لقد أخذت حصتي في هذه الحكومة، وأتمنى كل التوفيق للوزراء الذين سيتسلمون الوزارات من بعدي، لأنه كما سبق وذكرت فإن الحكم استمرارية، وقمت بكل الجهود وبراحة ضمير بأعمال تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين.
برأيك كيف يتمكن لبنان من العبور من أزمته الاقتصادية والمالية؟
لا بد من البدء بالإصلاحات وفي الدرجة الأولى في القضاء والبدء بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي عند تشكيل حكومة جديدة، إضافة إلى إقرار جملة قوانين في مجلس النواب لتحقيق هذه الإصلاحات، وتطوير عمل وإدارة المؤسسات العامة، وتحقيق الرقابة وفرض هيبة القانون وغيرها من الأمور، وقد كان لمصر تجربة ناجحة مع صندوق النقد الدولي نأمل أن تترجم واقعاً كذلك في لبنان.ما رسالتك للقوى السياسية من أجل الحفاظ على مستقبل لبنان خاصة في ظل الاختلاف الكبير فيما بينها؟
على جميع القوى السياسية التخلي عن مصالحها الخاصة من أجل تحقيق المصلحة العليا للبلاد، والعمل يداً واحدة من أجل وضع الخطط المناسبة لمستقبل لبنان، وصب كل الجهود والتكاتف والتضامن لما فيه خيرهذا البلد.هل ترين أن المؤتمرات الدولية التي تعقدها دول العالم لدعم لبنان من الممكن أن تؤتي بثمارها؟ وكيف يحدث ذلك؟
لا بد بداية من توجيه كل الشكر لفرنسا وكل الدول المانحة التي عملت على دعم ومساعدة لبنان من خلال المؤتمرات التي عقدت، ومن خلال المساعدات التي وصلت تباعاً الى لبنان خلال الأزمات التي عصفت به والتي لا تزال مستمرة.كيف ترين الموقف المصري بشأن دعم لبنان؟
مصر كانت ولا تزال من الدول العربية الشقيقة التي وقفت إلى جانب لبنان سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، وقد سعت بشتى الوسائل والجهود الدبلوماسية من أجل تشكيل الحكومة، وقامت بإرسال جسر جوي من أجل تقديم المساعدات عقب انفجار مرفأ بيروت وكذلك خلال جائحة كورونا، وبعد انفجار خزان المحروقات في عكار، حيث أوفدت مصر بسرعة قياسية وخلال عشر ساعات وبجهود من السفير المصري في لبنان ياسر علوي، خمسة أخصائيين في الحروق لمساعدة ومعاينة المصابين، إضافة للائحة المساعدات الطبية المطلوبة من قبل مستشفيات لبنان لمعالجتهم.وكيف ترين العلاقات المصرية اللبنانية؟
لا بد من توجيه كل الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية رئيساً وحكومة وشعباً على كل الدعم الذي يحظى به لبنان، ونتمنى لمصر الشقيقة كل التقدم والازدهار، ونحن نسعى دوماً إلى تطوير العلاقات الثنائية التاريخية والمميزة بين البلدين نحو الأفضل.مر عام على انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 ورغم تلك الفاجعة لم نجد أحكاما قضائية ضد المتهمين.. بما تفسرين هذا الأمر؟
نحن نثق بالقضاء اللبناني في هذه القضية الحساسة، والتي ذهب ضحيتها حوالى 200 شهيد و6 آلاف جريح وألحقت ضرراً كبيراً بالعاصمة بيروت، فيما التحقيقات لا تزال مستمرة، ونحن نريد تحقيق العدالة في هذا الملف، وقد قمنا كوزارة دفاع بكل ما يلزم اتجاه ذوي الشهداء وتطبيق القانون الذي اعتبر شهداء المرفأ شهداء الواجب في الجيش اللبناني، وتم صرف كافة التقديمات والحقوق من معاشات وطبابة وتعليم لجميع عوائل الشهداء، ونعمل ايضاً على متابعة أوضاع الجرحى ونأمل أن يصل القضاء إلى خاتمة لهذه القضية في أسرع وقت.
ما الخطوات التي يجب اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الفاجعة والكارثة الكبرى خاصة أنه منذ أسابيع تكرر الأمر بانفجار صهريج للمحروقات في عكار؟
ما حصل في عكار يعتبر فاجعة كبيرة وقد ذهب ضحية هذا الحادث الأليم عدد كبير من شباب لبنان، لا سيما من الجيش اللبناني، ونحن نرفض ونستنكر تخزين المحروقات في أماكن غير آمنة وبين المنازل، ويتم العمل على منع الاحتكار والتهريب من قبل الأجهزة الأمنية المختصة ومن قبل وزارة الاقتصاد كي لا يتم تكرار هذا الأمر الذي بات يهدد حياة المواطنين.
هل جرى الاتفاق على التفاصيل الفنية لتمرير الكهرباء والغاز المصري إلى لبنان مع الجانب السوري خلال الاجتماع الأخير؟
لقد أبدى المسؤولون السوريون استعدادهم لمساعدة لبنان على تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، وقد رحب الجانب السوري بالطلب، مؤكداً استعداد سوريا لتلبيته، وأتفق الجانبان على متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كلا البلدين، ونحن نعول كثيراً على تعاون الشقيقة مصر التي وافقت على استجرار الغاز المصري عبر الأردن وسوريا مما سيشكل دعماً قوياً لعودة الكهرباء إلى لبنان، وسيكون هناك لقاءات قريبة جداً من أجل البحث في هذا الموضوع.