يعتبر جبور الدويهي من أكثر الروائيين العرب وصولاً إلى القوائم الطويلة والقصيرة لجائزة البوكر غير أنه لم يفز بالجائزة قط ففى محاولاته الثلاث السابقة توقف عند القائمة القصيرة، وهو أمر يدعو للتقدير أكثر من التأٍسف على الحظ القليل.
وتطغى على روايات الدويهى موضوعات الصراع بوجه عام إذ أنه مولع بفك العقد التي يضعها بنفسها ويحكم وثاقها، وهو بارع في إحكام العقدة وفتلها لتبدو وكأنها لم تكن وهو ما فعله في رواية الملك الهند التي تحوى تيماته المفضلة وهي الحروب العائلية والحرب الأهلية اللبنانية وتأثيراته والتاريخ الذى يبدأ عنده من نهايات القرن التاسع عشر أيام كان اللبنانيون يسافرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليثبتوا أنهم دائما في طليعة المغامرين والراحلين إلى أراضى الغربة والترحال.
وتبدأ الرواية من العثور على زكريا مبارك مقتولا عند حدود قريته، تل صفرا، بعد أيام من عودته من غربة طويلة بين أوروبا وأمريكا وأفريقيا وقد اختار العودة محتفظا بلوحة "عازف الكمان الأزرق" لمارك شاجال، التي أهدتها له صديقته الباريسية.
وبأسلوب مشوق تحكي الرواية قصة مقتل زكريا عند تقاطع خطر اختلطت فيه خرافات الذهب وحروب الأشقاء مع حب النساء الفرنسيات ووعد الثورة الزائف وعداوات طائفية تظهر وتختفي منذ قرن ونصف.
وجبور الدويهي روائي لبناني من مواليد زغرتا، شمال لبنان، عام 1949، وقد حصل على شهادة الدكتوراة في الأدب المقارن من جامعة السوربون ويعمل أستاذا للأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية. نشر حتى 8 روايات بالإضافة إلى مجموعات قصصية وكتب أطفال، حازت روايته الأولى "اعتدال الخريف" (1995) على جائزة أفضل عمل مترجم من جامعة أركنساس في الولايات المتحدة، كما انضمت روايتاه مطر حزيران وشريد المنازل إلى القائمة القصيرة للبوكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة