توفى ليل الجمعة الرئيس الجزائرى السابق، عبد العزيز بوتفليقة، عن عمر يناهز الـ84 عاما، أمضى منها قرابة العشرين عاما في السلطة، وقالت وسائل إعلام جزائرية نقلا عن مصادر رسمية، إن بوتفليقة سيحظى بجنازة رسمية وسيدفن في مربع الشهداء بمقبرة العالية، إلا إذا رفضت العائلة ذلك.
فما أبرز المحطات فى حياة الرئيس الراحل؟
ولد بوتفليقة يوم 2 مارس 1937 من أب وأم جزائريين، في مدينة وجدة المغربية التي عاش وترعرع بها إلى أن أنهى دراسته الثانوية.
التحق عام 1956 في سن التاسعة عشرة بجيش التحرير الوطني، حيث خدم في الولاية التاريخية الخامسة.
سنة 1961 أوفده قائد أركان جيش التحرير الوطني آنذاك، هواري بومدين، في مهمة سرية إلى قلعة أولنوا، حيث كان يقبع قادة الثورة الخمسة التاريخيون المسجونون، لإقناع أحدهم بالانضمام إلى معسكر بومدين في صراعه ضد الحكومة الجزائرية المؤقتة.
في سن الخامسة والعشرين وبعد استقلال الجزائر سنة 1962، ترك بوتفليقة مساره العسكري برتبة رائد وانضم إلى حكومة بن بلة بحقيبة الشباب والرياضة والسياحة، ثم تم تعيينه وزيرا للشؤون الخارجية.
إقالته من الخارجية
في 18 يونيو 1965، تمت إقالته من وزارة الخارجية، وفي اليوم التالي، حدث الانقلاب العسكري الذي نفذه وزير الدفاع آنذاك، هواري بومدين، فيما يعرف بـ"التصحيح الثوري"، وعاد بوتفليقة إلى منصبه الذي لم يفارقه إلا بعد 14 عاما.
بعد وفاة الرئيس هواري بومدين سنة 1978، وتولي الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية، وسحبت من بوتفليقة حقيبة الخارجية سنة 1979، وعين وزيرا للدولة دون حقيبة.
سنة 1981، طرد من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، كما طرد هو وعائلته من الفيلا التابعة للدولة، وغادر عبد العزيز بوتفليقة الجزائر، ولم يعد إليها إلا بعد 6 سنوات.
أصدر مجلس المحاسبة حكما فى 8 أغسطس 1983 يدين بوتفليقة باختلاس أموال عمومية تتجاوز قيمتها 60 مليون دينار جزائري آنذاك.
بعد 6 سنوات قضاها خارج الجزائر عاد إليها سنة 1987 بضمانات من الرئيس الشاذلي بن جديد بعدم ملاحقته.
العشرية السوداء
مع ارتفاع منسوب الأزمة الجزائرية بداية التسعينيات ودخول الجزائر في فترة "العشرية السوداء"، استقال الرئيس الشاذلي بن جديد وعوضت رئاسة الجمهورية بهيئة مؤقتة سميت المجلس الأعلى للدولة ترأسها محمد بوضياف.
في نفس السنة، اقترح على بوتفليقة سنة 1992 منصب وزير مستشار لدى المجلس الأعلى للدولة، ثم منصب مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، لكنه رفض العرضين، كما رفض عرضا آخر سنة 1994 بتولي منصب رئيس الدولة.
عام 1999، تقدم بوتفليقة مرشحا مستقلا للانتخابات الرئاسية إثر استقالة الرئيس اليامين زروال، وفاز فيها بعد انسحاب جميع منافسيه بسبب تهم بالتزوير.
في أبريل 2004، فاز بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، وحصل بوتفليقة على 84.99% من أصوات الناخبين.
ثم أعيد انتخابه لولاية ثالثة في أبريل 2009، بأغلبية 90.24 في المائة.
في نوفمبر 2005 بدأت متاعب بوتفليقة الصحية، عندما تعرض لوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، وأجرى عملية جراحية فى المعدة.
جلطة دماغية
وفي 27 من أبريل 2013، أصيب الرئيس الجزائري بجلطة دماغية، نقل على إثرها إلى المستشفى الفرنسي نفسه، وبقي إلى يوم عودته إلى الجزائر في 16 يوليو 2013 على كرسى متحرك.
الترشح لولاية رابعة
بعد عودته، شكك كثيرون في قدرته على ممارسة صلاحياته كرئيس للدولة وقائد أعلى للقوات المسلحة، رغم ذلك، ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة سنة 2014 وفاز بها بنسبة 81.53 في المئة من الأصوات.
في فبراير 2016، صادق البرلمان الجزائري على تعديل دستوري آخر عاد فيه بوتفليقة إلى تحديد رئاسة الجمهورية في ولايتين على الأكثر، فتعالت أصوات الأحزاب الداعمة له، للترشح لولاية خامسة في انتخابات 2019.
اندلاع الحراك الشعبي فى فبراير 2019 أفشل محاولات توليته، ودفعه إلى الاستقالة من منصبه في أبريل 2019.