أكد مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشئون الشرق الأدنى جوي هود أن سيناريو أفغانستان لن يتكرر في العراق وسوريا وأن القوات الأميركية لن تنسحب من هناك، وأوضح هود في مقابلة مع قناة "الحرة" أن القوات الأمريكية موجودة في سوريا لمحاربة داعش وليس لقتال نظام الأسد. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي لتغيير تصرفات الأسد.
ودعا هود القادة السياسيين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة الآن تقوم بإجراء إصلاحات. وشدد على أن الولايات المتحدة لا تشجع حكومة لبنان على استيراد النفط من إيران لأنها خاضعة للعقوبات. ووصف حزب الله الذي يسعى إلى جلب النفط من إيران بأنه "ليس الحكومة على حد معلوماتي". ودعا إلى إجراء انتخابات عادلة وشفافة في لبنان، وأعلن هود أن الولايات المتحدة ضد ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة في ليبيا لأنه مجرم حرب وخاضع لعقوبات أميركية وأممية محذرا من إشكالية هذا الأمر.
وردا على سؤال هل سيتكرر سيناريو أفغانستان فى سوريا والعراق، أكد هود أن أفغانستان ليست العراق ولا سوريا، العراق بلد فريد من نوعه، وإنه واحد من أكثر الدول تعددية في الشرق الأوسط ولديه مصالح ستستمر مع الولايات المتحدة، ومهمتنا فى أفغانستان اكتملت، ومصالحنا في العراق ستستمر مع الوقت وهذا لا يشمل الأمن فقط إنما أيضاً مساعدة قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية لهزيمة داعش بشكل نهائى وهذا سيأخذ وقتاً، ولدينا مصالح أكثر ستستمر هناك في مجالات الإقتصاد والتجارة والثقافة والتربية، وهذا لن يفاجئك ربما أن هناك مليوناً ونصف طالب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا درسوا في الولايات المتحدة في العقدين الماضيين، ولدينا أكثر من مئة وستين مليار دولار في تجارة البضائع لا تشمل الخدمات والنفط .
وأضاف هود أن وجودنا العسكرى فى العراق وسوريا سيبقى، مضيفا أن فى العراق يتحول إلى مهمة غير قتالية لأن قوات الأمن العراقية قامت بعمل جيد في استخدام معداتنا وتدريبنا وإرشاداتنا ومعلوماتنا الإستخبارية لقتال داعش وهذا سيتواصل، مؤكدا أن برنامج "تأشيرات هجرة خاصة" للناس الذين ساعدونا في العراق عمل لعدة سنوات وهو مستمر. فلا مشكلة في ذلك.
وأضاف هود أن جيشنا في سوريا من أجل قتال داعش وهذا هو السبب الوحيد لوجوده هناك. لا نسعى إلى تغيير النظام في دمشق. ولكن نسعى بالتأكيد إلى تغيير تصرفات نظام الأسد، ولذلك لدينا عقوبات مثل قانون قيصر ولدينا إجراءات أخرى نتخذها ضد النظام وداعميه على مدى أعوام ولكننا لسنا في سوريا لقتال بشار. نحن هناك لقتال داعش، وأكد أنه عندما اجتمع وزير الخارجية الأميركية مع وزراء خارجية آخرين على هامش إجتماعات روما للحديث خصيصاً عن هذا الموضوع، ونريد أن نعمل مع المجتمع الدولي لتغيير تصرفات نظام الأسد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار حيث يمكن للناس أن يبدأوا ممارسة حياة صحية من جديد. ولكن هذا غير ممكن عندما يلاحق نظام الأسد شعبه لأنه يتظاهر ويطالب بحياة أفضل.
وأكد هود أن واشنطن لا تشجع الحكومات على إستيراد النفط من إيران لأنها تخضع للعقوبات ولكننا نتطلع إلى أي وسيلة ممكنة لمساعدة الشعب اللبناني ليس فقط في مجال النفط إنما أيضاً في المساعدات الإنسانية. لذلك الحكومة الأميركية هي أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني ليس فقط منذ انفجار المرفاً في أغسطس من عام 2020 ولكن لسنوات عديدة مضت.
وعن الانتخابات التشريعية المقبلة فى لبنان قال هود أن واشنطن تؤمن بشدة بالديمقراطية ونعتقد أن الإنتخابات هي الوسيلة الديمقراطية الأفضل للشعب للتعبير عن رأيه، لذلك نريد أن نرى انتخابات عادلة وشفافة في لبنان ولكن لا يمكن للناس الإنتظار فإنهم بحاجة إلى حكومة تعمل الآن ويريدون أن تطبق حكومتهم إصلاحات تفيدهم الآن، وليس هناك أي سبب لعدم تمكن القادة السياسيين من التوافق على تحقيق ذلك، مؤكدا، أعرف أن هناك وفداً من الكونجرس موجود في بيروت الآن يحمل نفس الرسالة هذه من المشرعين الأميركيين وسيستمع القادة السياسيون إلى نفس الرسالة من الرئيس بايدن والوزير بلينكن حتى يشكلوا حكومة قادرة على تحقيق إصلاحات.
وعن القضية الفلسطينية، توقع هود أن يكون لدينا انخراط قوى مع الشعب الفلسطيني ومع الشعب الإسرائيلي، لأنه ما نحاول فعله الآن هو توفير الشروط التي بموجبها يمكن تحسين حياة الناس في إسرائيل والأراضى الفلسطينية وهذا يعني تحسين الكهرباء والمياه والعناية الصحية والتلقيح ضد كورونا. لماذا؟ لتوفير الظروف من أجل أن يصبح حل الدولتين ممكناً.
وبالنسبة لإعادة إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية، قال هود إن واشنطن لم تتردد في وضع أشخاص ومسؤولين حوثيين على لائحة العقوبات بالشكل المناسب، ولكن وضع كل المنظمة على لائحة الإرهاب صعبة وتخلق صعوبات لعملية تسليم الأغذية والنفط ولا نريد خلق هذا الوضع، وسنواصل التركيز على أفعال الأفراد ونحاول تغيير تصرفاتهم كي يتحول اليمن من أسوأ كارثة إنسانية فى العالم ليصبح بلداً مستقراً ليس في حالة حرب مع جيرانه مثل السعودية وحيث يمكن لحكومة وحدة وطنية أن تبدأ بإعادة توحيد البلاد.
وعن إسلام القذافى، قال هود أعتقد أن كل العالم لديه مشكلة في ذلك، وهو واحد من مجرمى الحرب، ويخضع لعقوبات الأمم المتحدة ولعقوبات أميركية. من يترشح للانتخابات الرئاسية أمر يقرره الشعب الليبي ولكن نعم سيكون لدينا إلى جانب المجتمع الدولي الكثير من المشاكل إذا كان رجل مثله رئيساً لليبيا.