قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن جائحة كورونا مازالت تُخيم بظلها الثقيل على الاقتصاد العالمي وحركة التجارة الدولية وقد عانت المنطقة العربية، كمثيلاتها في العالم، من تبعات الجائحة، وتمر اليوم بمرحلة من التعافي الصعب، في ظل مستوى عالٍ من انعدام اليقين بشأن الوضع الصحي العالمي جراء انتشار سلالات متحورة من كورونا.
وأضاف الأمين العام في كلمته أمام اجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعي على المستوى الوزارى اليوم الخميس، أن الحاجة تشتد لمراجعة الأداء وتقييم الفترة الماضية لكي نضع أيدينا على نقاط الضعف في مجمل الأداء العربي، خاصة ما يتعلق بقدرة الدول العربية على مواجهة أوضاع ضاغطة، وتسيير العجلة الاقتصادية في وقت الأزمة.
وأوضح أن الأزمة الراهنة أبرزت ضرورة العمل بشكل حثيث على تسريع مسار التكامل الاقتصادي العربي، فربما كان واحدٌ من أهم دروس جائحة كورونا هو خطورة ما تتعرض له سلاسل التوريد من اضطراب جراء أزمات مفاجئة لها طبيعة عالمية، وما ينطوي عليه ذلك من انعكاس خطير على حركة التجارة، وتوفر الإمدادات من السلع، وبخاصة الأساسية منها،
واستطرد أن التكامل الإقليمي وتعزيز التجارة البينية وتعميق أطر التعاون والتنسيق الاقتصادي في المنطقة العربية.. يوفر شبكة أمان مهمة وضرورية في وضع عالمي تتصاعد فيه المخاطر الحالية والمستقبلية.
وشدد أبو الغيط على أن المنطقة العربية تُعد من أكثر مناطق العالم تأثراً بظواهر الاحتباس الحراري والتغير المناخي وهو ما يجعل هذه القضية هماً حاضراً وليس رفاهية مستقبلية وليس من الصعب رصد التأثيرات المختلفة للتغير المناخي في عددٍ من الدول العربية، بما في ذلك ما يُعرف بالحوادث المناخية المتطرفة، وتزايد ظواهر الجفاف والتصحر فضلاً عن ارتفاع منسوب البحر وتأثير ذلك على المدن الساحلية.
وأوضح الأمين العام، أن قضية ندرة المياه تظل ذات أهمية خاصة في هذا الصدد، فالمنطقة العربية تُعاني من الشح المائي أكثر من أي منطقة أخرى في العالم وهي تُعاني في ذات الوقت من أكبر فجوة غذائية.
وأضاف "لا شك أن هذا الوضع يمس مستقبل المنطقة الاقتصادي والاجتماعي، ربما أكثر من أي تهديد آخر ولا شك أن العلاقة بين الدول العربية وجيرانها التي تشترك معها في مجاري الأنهار سواء في دجلة أو الفرات في المشرق، أو النيل في افريقيا، تحتاج إلى صياغة عادلة تضمن الحقوق العربية المشروعة في المياه من خلال اتفاقات قانونية ملزمة... وأكرر أن هذه القضية هي قضية عربية، ولا تخص فقط الدول التي تُعاني مشكلات مع جيرانها."
ودعا الأمين العام إلى العمل من أجل المساعدة في تخفيف حدة هذه الأزمات الضاغطة التي يضاف لها أيضاً الوضع المالي الصعب للسلطة الفلسطينية، وكذلك الأزمة الإنسانية المُستمرة والمتصاعدة التي يُعاني منها السوريون.
وتوجه الأمين العام، في ختام كلمته، بالتهنئة الى الشباب العرب الفائزين بميداليات خلال دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020