66 سنة ولسه بتتعلم.. الحاجة سكينة طالبة بجامعة العريش.. استكملت تمهيدى دراسات عليا وتسعى لنيل الدكتوراه.. وتؤكد: سعيت وراء طموحى بعد أداء رسالتى فى تربية الأبناء.. وتحصل العلم من الكتب ولاب توب قديم.. فيديو

الإثنين، 20 سبتمبر 2021 03:30 م
66 سنة ولسه بتتعلم.. الحاجة سكينة طالبة بجامعة العريش.. استكملت تمهيدى دراسات عليا وتسعى لنيل الدكتوراه.. وتؤكد: سعيت وراء طموحى بعد أداء رسالتى فى تربية الأبناء.. وتحصل العلم من الكتب ولاب توب قديم.. فيديو مع ابنتها فى جامعة العريش
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بملامح لا تخفى عمرها البالغ 66 عاما، وعزيمة تضاهى من حولها من شباب وفتيات تسابقهم فى خطواتها برحاب جامعة العريش، تطارد "سكينة سعد السيد حلبص" حلمها القديم للحصول على درجة الدكتوراه، حلم بدأته بعد إحالتها للمعاش قبل 6 سنوات، واستهلته بالدبلومات ثم الشروع فى إعداد رسالة الماجستير، ولاتزال تواصل وعينها على شهادة "الدكتوراه" وهدفها المحدد الخروج بأول انفراد علمى فى "اكتشاف سبب غريزة العنف عند بعض الأطفال مناطق سيناء".

من داخل جامعة العريش روت الحاجة سكينة لـ"اليوم السابع"، تجربتها الجديدة بقولها إنها تعيش مع كل يوم جديد أمل أن يتحقق لها ما تمنته عندما حصلت على شهادتها الجامعية قبل أكثر من 44 عاما، ولكن حالت ظروف التحاقها بالوظيفة ثم زواجها أن تحققه لأنها وجدت أنها أمام مقتضيات رسالة أهم وهى تربية أبنائها، وهى المهمة التى انتهت منها، كما انتهت من واجبات عملها الوظيفى بعد الإحالة للمعاش ومن هنا بدأت الخطوات من جديد لتحقيق حلمها وهى لا تمل ولا تكل ولم تيأس وتواصل.

فى-بيتها-تراجع-دروسها
فى-بيتها-تراجع-دروسها

أضافت، أن زوجها رمضان أبو درب، على المعاش وهى أم لـ 4 أبناء، وابنة عامل فى السكة الحديد بمحافظة كفر الشيخ من مدينة دسوق، أصر على تعليمها وأشقائها الأربعة، وكانت تطمح أن تلتحق بكلية اقتصاد وعلوم سياسية، ولكن تغير مسارها التعليمى وحصلت على بكالوريوس تجارة جامعة الإسكندرية دفعة عام 1977 قسم محاسبة، بعد زواجها استقرت فى العريش منذ عام 1979 وقت كانت سيناء تخضع للاحتلال الإسرائيلى، والتحقت بوظيفة محاسبة بالمديرية المالية حتى الإحالة للتقاعد قبل 6 سنوات فى عام 2015.

مع-ابنتها-فى-جامعة-العريش
مع-ابنتها-فى-جامعة-العريش

وأشارت إلى أن قرارها استكمال دراستها العليا جاء بعد سن التقاعد حيث عينها على تحقيق ما كانت تبحث عنه وشغل وقت فراغها فى تقديم عمل يفيد المجتمع خصوصا بعد أن اطلعت عن قرب وعايشت كثير من مشاكل اجتماعية وقضايا تعانيها الأسر وأطفالها ومنها مشاكل زواج الأقارب الذى ينتج عنه أطفال معاقين، وزواج القاصرات، والعنف عند بعض الأطفال.

وقابلت ردود أفعال متباينة بين التشجيع والاستغراب من أسرتها، وكان المشجع والمحفز لها الدكتور عادل سرايا عميد كلية التربية الأسبق بالعريش الذى عندما علم بوجودها استدعاها لمكتبة وعرف قصتها وأصبح يذلل لها كل عقبة ويوجهها توجيه لازم وحتى بعد مغادرته جامعة العريش يتابع جديدها ويرفع من معنوياتها أن تستكمل دراستها وتستمر، كما أن جميع أساتذتها يقفون سند لها خصوصا أن مجال دراستها العليا يختلف عن تخصصها الأصلى، وحصلت على الدبلوم العام ثم الدبلوم الخاص وتمهيدى ماجستير، وفرغت من الإطار النظرى لرسالة الماجستير، وتسير فى إعداد رسالة الماجستير وعنوانها "أنماط التنشئة الاجتماعية المضطربة فى المجتمع السيناوى كمنبئات للعنف".

وحول سبب انها اختارت استكمال دراستها العليا بعد المعاش، قالت: "عندى أولوياتى، وأسرتى وأولادى يجب أن نربيهم وأوجه لهم كل الرعاية والاهتمام"، وتابعت: "بعد وصولهم لبر الأمان وحصول ابنها "إسلام" على وظيفة فى الرى وهو متزوج ولديه 4 ابناء، وحصول ابنتيها على وظائف معلمات فى التربية والتعليم، واستطردت الحاجة سكينة بقولها "خلاص وصلت أولادى لبر الأمان أقعد انا فاضيه أعمل إيه".

وأشارت إلى أنها لم تفضل استكمال دراستها فى مجال تخصصها وفضلت اختيار مشكلات اجتماعية سائدة لتساهم فى حلها، وهو البحث عن أسباب العنف تحديدا عند الأطفال، وهى تحاول أن تصل لنتيجة علمية هل هناك أنماط اجتماعية سائدة يعانيها الطفل فى صغره هى سبب هذا العنف، كما انها تبحث هل هذه العوامل تدفع بالطفل ممارسة "العنف" فى سن أكبر.

وحول صعوبات تواجهها قالت، إن أهم الصعوبات أنها لا تملك القدرة على التعامل مع الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وهذا يسبب لها عائق، حتى انها استعانت بحفيدها ابن ابنتها فى المرحلة الثانوية لمساعدتها فى التعلم على استخدام الكمبيوتر.

واردفت: "ألوم نفسى أن أول ما بدأت التكنولوجيا الحديثة لماذا لم أدرسها وأتقنها حتى من باب العلم بالشيء"، وشعارها الدائم بيت الشعر الشهير "العلم يرفع بيتا لا عماد له.. والجهل يهدم بيت العز والكرم"، بينما مثلها الأعلى "كل إنسان ناجح يصل لهدف يخدم به الآخرين".

وأكدت أنها إذا ما كتب لها العمر ستمضى فى إنهاء رسالة الماجستير ثم الدكتوراه ثم ستقوم بعمل علمى تعتبره صدقة جارية على روحها بعد وفاتها وهو مشروع يخدم كل أهالى سيناء ستفصح عن تفاصيله عند انطلاقه لتكون إنسانة تخدم مجتمعها من وراء الستار جندى مجهول لا يراه أحد.

وقالت إنها على العموم "نفسها كل أم وكل أب يشجعوا بناتهم على العلم ولا يكون هدفهم تزويج البنت ولكن تعليمها".

وتابعت أن احتياجاتها وأمنيتها تحديث جهاز لاب قديم تستخدمه فى المذاكرة ومذاكرة المراجع وإعداد الأبحاث وهو غير كافى"، مضيفة: "نفسى أتعلم كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالتكنولوجيا أوصل لها لأفيد غيرى".

وعن التكلفة المادية التى تتكبدها فى سبيل تحقيق حلمها قالت إنها تعتبر التكلفة المادية لا تساوى شيئا أمام تحقيق حلمها، لأنها تؤمن أنه فى كل حال الأموال ستنفق فلما لاتنفق فى اتجاه مفيد، وأى إفادة أفضل من العلم.

وقالت إن رسالتها للشباب المقبلين على العلم: "العلم ثم العلم ثم العلم، تصل لكل شيء وأن يكون عند أى شاب إرادة وتحدى وأنها تذكرهم كيف أن أول طبيب فى مصر هو من الفقراء وكافحت أمه حتى أصبح أول وأهم طبيب فى مصر".

وحول ما إذا كانت تحلم أن تصبح أستاذة جامعية قالت: "كنت أتمنى لكن القانون لا يسمح وأنها تبحث عن الرسالة العلمية لتفيد الآخرين وليس هدفها البحث عن مال أو كرسى أو منصب، وكل عينها على تحصيل العلم".

وبدورها قالت إيناس رمضان وهى ابنة الحاجة سكينة، وتعمل معلمة علوم بمدرسة عائشة أم المؤمنين بالعريش إن والدتها كانت داعم لهم وتشجيعهم على التعليم العالى واستكمال الدراسات العليا، ورسالتها عميقة جدا فى البحث عن أسباب المشكلات فى المجتمع عند سن الأطفال.

أضافت أن والدتها تقضى أحيانا يوم كامل وهى بين المراجع والكتب، وأنهم يتابعونها، ويحضرون لها ما تطلبه.

فيما قال الدكتور عادل سرايا، أستاذ قسم تكنولوجيا التعليم بكلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق وعميد كلية التربية بالعريش الأسبق، إنه قبل 6 سنوات فوجئ بسكينة بين الطلاب أثناء اختيارها مادة فى قسم المناهج وتكنولوجيا التعليم فى أول لقاء له بالطلبة الدارسين.

أضاف أنه كان يظنها حضرت لاستكمال أوراق أحد أبنائها، وتبين أنها دارسة جديدة، على المعاش، وتابع أن هذه السيدة فعلا مجدة وصاحبة رسالة لأن ما اختارته دراسة خارج تخصصها يحتاج لنفس طويل وجد واجتهاد غير عادى فضلا عن أنها تتعامل بوسائل تكنولوجية هى تجهل بعضها ومع ذلك اتقنتها ونجحت وتفوقت، بل ووضعت يدها على جروح مجتمعية ومشكلات يعانى منها المجتمع لتقول لكل من حولها أن العلم يستطيع أن يحل مشاكل اجتماعية ويوجه لمعرفة أسبابها.

وأكد أنه رغم انتقاله للعمل فى جامعة الزقازيق إلا أنه دائم التواصل معها وتشجيعها، والالتقاء بها وتسهيل أى عقبة تواجهها كما أن الزملاء الاساتذة المشرفين والمتابعين لها يولونها كل رعاية واهتمام.

واستطرد أنه يتمنى أن يرى أكثر من نموذج للسيدة سكينة فهى نموذج للسيدة المصرية التى حملت هم بيتها وفضلت تربية الأبناء وإعدادهم على كل ماتتمنى وعندما أدت رسالة بيتها تفرغت لخدمة المجتمع واختارت طريق العلم.

وأشار عميد تربية العريش الأسبق إلى أنه يتمنى أن تجد السيدة سكينة من يهتم بقيمتها العلمية فى المستقبل من كل جهات الاختصاص الأكاديمية والتنفيذية وترجمة دراستها وأبحاثها وأفكارها لخدمة المجتمع لواقع تنفيذ يفيد محافظة شمال سيناء على وجه الخصوص ومصر على العموم.

مع-احفادها
مع-احفادها

 

مع-عميد-كلية-التربية-الأسبق-بالعريش-اول-من-شجعه
مع-عميد-كلية-التربية-الأسبق-بالعريش-اول-من-شجعه

 

مع-محرر-اليوم-السابع-من-جامعة-العريش
مع-محرر-اليوم-السابع-من-جامعة-العريش

 

وهى-فى-الجامعة
وهى-فى-الجامعة

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة