أصدر الكاتب اللبنانى الراحل جبران خليل جبران كتابه الأول المجنون باللغة الإنجليزية عام 1900 أي أنه كان فى السابعة عشرة فقط من عمره، إذ ولد عام 1883 بلبنان، وقد تمت ترجمة الكتاب فيما بعد إلى العربية ولغات أخرى غير أن اللافت للنظر أنه أصدر كتابا آخر على صغر سنة في نفس العام، وهو كتاب المواكب.
وقد ضم الكتاب خمسًا وثلاثين حكاية وقصيدة نثرية ويتضمن "المجنون" حكايات لاذعة التهكم تجسد مرارة الخيبة والنقمة على الخبث والجهل والتحجر، وقد جعل جبران بطله مجنوناً ليصح فيه قول المثل: "مجنون يحكي وعاقل يفهم" أو لأن الجنون على حد زعمه هو أول خطوة نحو التجرد، وهو يساعد في عرفه كما في عرف المدرسة السريالية، على إدراك ما وراء نقاب العقل من أسرار.
يتناول الكتاب موضوعًا واحدًا، وهو علاقة الذات بالآخرين، بالكون وبالله، أى أن الكتاب استبطانى بمعنى أنه يستبطن الذات، كما يمثل الثائر على نفسه وعلى تقاليد مجتمعه وقيمه والمتحرر فيها، ويضم الكتاب أيضاً مجموعة أمثال ترمز إلى التحرر ونبذ التقاليد، والسمو الروحي والتوق إلى الكمال وذلك بلغة مبسطة تعتمد الدرامية المؤثرة والاستعارات والتشبيهات الدقيقة.
وقد عاش جبران في الولايات المتحدة بعد هجرته إليها مع أسرته وكان عضوًا في رابطة القلم في نيويورك، المعروفة بشعراء المهجر جنبًا إلى جنب مؤلفين لبنانيين مثل الأمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي.
اشتهر في المهجر بكتابه النبي الذي صدر في عام 1923، وهو مثال مبكر على "الخيال الملهم" وقد ترجم كتاب النبي إلى ما يصل إلى 110 لغة منها الصينية.
توفي جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931عن عمر ناهز 48 عاماً، بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان، وتحققت أمنيته في 1932، حيث نقل رفاته إليها، ودفن هناك فيما يُعرَف الآن باسم "متحف جبران".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة