تستمر المعركة بين روسيا وشركات التكنولوجيا الأمريكية، التى تراها حكومة موسكو أداة لتقويض استقرار البلاد، لاسيما بعد الدور الذى لعبته تلك الشركات فى مرحلة ما قبل انتخابات مجلس الدوما التى أجريت هذا الأسبوع.
حيث تستعد هيئة تنظيم الإنترنت فى روسيا لرفع الغرامات التى فرضتها بشكل كبير على شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل فيس بوك وألفابيت (جوجل)، فيما وصفته وكالة بلومبرج بأنه تصعيد من قبل الكرملين لمساعى الحد من لوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت.
وقالت هيئة مراقبة الاتصالات الفيدرالية فى روسيا، فى رسالة بالبريد الإلكترونى الاثنين، إن الشركات التى ترفض حذف المحتوى الذى يعتبر غير قانونى فى روسيا قد تواجه قريبا تعديلات تتراوح بين 5 إلى 20% من إيراداتها السنوية المحلية.
وأضافت الشركة أنه بالنسبة لعدد من الشركات التى رفضت بشكل منهجى الامتثال للمطالب القانونية للوكالة، يتم النظر فى مسألة الغرامات على الإيرادات فى المستقبل القريب. وأضافت أنها ستدرس أيضا وسائل أخرى للتنفيذ.
وصعدت روسيا من ضغوطها على شركات التكنولوجيا الأجنبية، ففى الأسبوع الماضى، أذعنت شركتا أبل وجوجل للضغوط لإزالة تطبيق التصويت الذكرى للمعارضة الذى كان يهدف إلى تقويض فرص المرشحين المدعومين من الكرملين فى انتخابات مجلس الدوما التى أجريت من الجمعة إلى الأحد الماضيين، والتى حقق فيها الحزب الحاكم روسيا الموحدة أغلبية أكثر من 300 مقعد، وجاء هذا بعدما اتهمت السلطات هذه الشركات، والولايات المتحدة، بالتدخل فى الانتخابات.
وكانت سلسلة من القوانين والقواعد التنظيمية التى تم سنها فى روسيا فى عامى 2018 و 2019 قد وسعت من قدرة السلطات على تنقيح المحتوى بشكل تلقائى على الإنترنت، بحسب ما ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش، وطلبت حكومة موسكو من مقدمى خدمات الإنترنت تدشين جهاز يمكنه منع المواقع الإلكترونية، وحذر الرئيس فلاديمير بوتين فى خطاب له فى مارس الماضى من أن المجتمع سينهار من الداخل ما لم يخضع الإنترنت ليس فقط للقواعد القانونية الرسمية ولكن أيضا للقوانين الأخلاقية للمجتمع الذى نعيش فيه.
وتم تغريم فيس بوك 66 مليون روبل روسى، حوالى 900 ألف دولار هذا العام، بينما تم تغريم تويتر 38.4 مليون روبل، وجوجل 26 مليون روبل، وفقا لهيئة تنظيم الاتصالات الروسية روسكومنادزور.
وكثفت روسيا من طلباتها لإزال المحتوى من مواقع جوجل فى السنوات الأخيرة. ووفقا لتقارير الشفافية الخاصة بجوجل، فتلقت الشركة فى عام 2015 طلبات لإزالة أقل من 5 ألف فقرة من مواقعها، وارتفع هذا الرقم فى 2020 ليصل إلى أكثر من 340 ألف.
كما تم تغريم جوجل وأبل أيضل لارتكاب انتهاكات أخرى. فأمرت السلطات الروسية أبل فى إبريل الماضى بدفع 12 مليون دولار لانتهاكها قوانين الاحتكار. بينما تم إصدار أوامر لجوجل فى يوليو الماضى بدفع غرامة 3 مليون دولار لرفضها تخزين بيانات شخصية لروس على خوادم فى البلاد.
وقبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، طلبت السلطات الروسية من جوجل وأبل إزالة تطبيق وموقع التصويت الذكرى الذى طرحه المعارض المسجون إلكسى نافالنى لدعم المرشحين المرجح فوزهم أمام منافسيهم المدعومين من الكرملين.