لا تزال مصارعة الثيران شائعة فى إسبانيا، ولا تزال تحتفظ بالكثير من المتابعين لها، وينجذب إليها الكثير من السياح، حيث إنها تعد أهم تراث شعبى لدى البلد الأوروبى، وبعد عام ونصف من التوقف بسبب أزمة وباء كورونا، عادت مصارعة الثيران مجددا فى إشبيلية، مع سعة قصوى 60% من المقاعد للمتفرجين.
وقالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية إنه اعتبارا من أمس الاثنين ستكون جميع ساحات وأماكن مصارعة الثيران فى فيتناس، قادرة على ممارسة نشاط مصارعة الثيران، مع سعة لا تتجاوز 75% من السعة المصرح بها.
وقالت صحيفة "دياريو دى إشبيلية"، إن روكا رى، أحد مصارعين الثيران المعروفين كان الفائز فى الجولة الأولى من مصارعة الثيران، وخرجت 10 ثيران فى شوارع فيلاسيكا دو لا ساجرا، ولم يصب أحد بأذى خلال جولة الركض الأولى فى القرية التى يبلغ عدد سكانها 1700 نسمة وتقع على بعد 65 كيلومترا جنوبى مدريد.
اشبيلية
وفى السنوات الأخيرة، اكتسبت الحركات المؤيدة لحقوق الحيوان قوة وتسببت فى توقف مصارعة الثيران فى أجزاء معينى من إسبانيا، والمنطقة الوحيدة التى بموجب القانون لا تحتفل بمصارعة الثيران هى جزر الكنارى .
وأوضح استطلاع أجرته شركة إلكتومانيا فى 2020 أن 47 % من الإسبان يؤيدون منع مصارعة الثيران بينما يعارض 18.6 % إلغاءها، فيما يعترض 37 % على مصارعة الثيران لكنهم لم يبدوا الرغبة فى منعها.
عودة مصارعة الثيران
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك مناطق فى إسبانيا لجأت إلى وقف عروض مصارعة الثيران لأسباب تختلف عن كورونا، مثل خيخون، التى قامت بوقف عروض الرياضة فى الحلبة المخصصة لها بسبب أسماء حيوانات قتلت خلال أحد العروض، حيث أُطلق عليهما "نسوى" و"نيجيرى"، وهو ما أثار جدلا واسعا فى البلاد وجعلت رئيسة البلدية آنا جونزاليس تتخذ قرار بوقف العروض.
وقالت جونزاليس لقناة "كادينا سير" الإسبانية " إن "خطوطاً كثيرة تم تجاوزها، وتحديداً اثنان، أحدهما بسبب تسمية، نسوى والآخر بسبب تسمية نيجيري". وأضافت "لا يمكننا أن نسمح بمثل هذه الأمور".
وتابعت قائلة فى خضمّ نقاش ساخن تشهدت إسبانيا فى شأن النسوية "فى مدينة تؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل وبالاندماج ..لا يمكننا السماح بهذا النوع من الأشياء".
واعتبر خوليان لوبيز الذى قتل أحد الحيوانين فى مقطع فيديو نشره على "فيسبوك" أن هذا القرار "سخيف" و"مخز" وذو طابع "عقيدي". وأوضح أن "أحد ثيران القطيع قبل 40 عاماً كان يدعى نسوى والثانى نيجيرى، ولكل نسلهما الاسم نفسه بهدف استمرار السلالة".
مصارعة الثيران ..تراث شعبى يرفض الاندثار
وتشكّل مصارعة الثيران تقليداً راسخاً ضمن الثقافة الإسبانية، إلا أن منظمات عدة تندد بإساءة معاملة الحيوانات وإشراكها فى العروض.
وقالت صحيفة "إيه بى سى " الإسبانية إنه فى 28 يوليو 2010، وافق برلمان كتالونيا على إلغاء مصارعة الثيران بناء على مبادرة تشريعية روجت لها المنظمات المدافعة عن الحيوانات، ولكن فى أكتوبر 2016 ألغت المحكمة الدستورية هذا الحظر، معتبرة أن مصارعة الثيرات مسئولية الدولة، حيث تم اعلانها تراثا ثقافيا غير مادى وبالتالى لا تمتلك الإدارة الكتالونيى أى سلطة عليها.
وفى جاليسيا اكتسبت الحركة المناهضة لمصارعة الثيران قوة كبيرة فى السنوات الأخيرة، ويعد معرض بونتيفيدرا لمصارعة الثيران هو المعرض الوحيد الذى لا يزال يقام فى جاليسيا، على الرغم من أنه لم يتم تنظيمه منذ عامين بسبب قيود كورونا.
فى عام 2015، أكد مجلس مدينة بالما دى مايوركا أن لديه التزام حكومة البليار بتنفيذ التعديلات التشريعية ذات صلة لمنع الاحتفال بالأحداث التى تعزز إساءة معاملة الحيوانات مثل مصارعة الثيران، وبالتالى وافقت حكومة البلدية على اقتراح بإعلان بالما دى مايوركا مدينة لمكافحة مصارعة الثيران ولكنها لم تستطيع الاستمرار فى ذلك لأن ترخيصه مستقل عن المدينة.
وفى عام 2017 قدمت حكومة البليار قانونا إلى البرلمان للحد من مصارعة الثيران فى الأرخبيل، وبالتالى يمكن إقامة مصارعة الثيران، ولكن بدون أعلام أو أى شيء يمكن أن يجرح أو يقتل الحيوان. كما تم تضمين عقبات قانونية واقتصادية مختلفة تهدف إلى تقليل عدد عروض مصارعة الثيران فى المجتمع. ومع ذلك، فى ديسمبر 2018، أصدرت المحكمة الدستورية حكمًا ألغى المواد الرئيسية فى القانون.