تعيد رواية "سلالم ترولار" الصادرة عن دار البرزخ عام 2019 والتى وصلت إلى القائمة الطويلة لبوكر 2020 صياغة تاريخ الجزائر السياسى بأسلوب ساخر، يستمد مادته من عوالم فانتازية تحاكى الواقع، وتمضى الرواية فى رصد حيوات تتقاطع وتتناسخ حسب السيناريوهات المحتملة فى عاصمة الجزائر التى نقرأ قصتها فى قصة جمال حميدى وزوجته السابقة أولجا وغيرهم.
النص له طابع فانتازى تخيلى، حيث يصور كيف تختفى الأبواب من البيوت والمبانى والمقرات الحكومية والسجون، وتنتفى الحواجز بين الداخل والخارج.
اسم الرواية مأخوذ من حى ترولار وهو حى شعبى مهمش فى الجزائر العاصمة، كما تقدم كتابة سياسية فانتازية مكتوبة بسخرية لاذعة، حيث تتحول فيها الجزائر إلى سيرك يديره مسوخ غريبو الأطوار، ويتحول الشعب إلى شعب معوّق محقون بوهم أن الجزائرى هو الرجل الخارق.
وفى مرحلة لاحقة من الرواية يتحول الشعب إلى مخدر بعد غسَل مخه عن طريق نشرات الأخبار الكاذبة، والخطابات الرنانة حيث ينتشر مواطنون بلا رؤوس وببطون كبيرة ، ويتحول نقيب البوابين المشلول إلى رئيس، وتختفي الأبواب والنوافذ فجأة فتنكشف كل الأسرار ويتساوى الداخل مع الخارج، والشرف مع العفة.
وسمير قسيمى روائى جزائرى ولد عام 1974 بالجزائر العاصمة حصل على الليسانس فى الحقوق وصدرت له تسع روايات، منها "تصريح بضياع" (2009) وهي أول رواية جزائرية تتحدث عن السجن في الجزائر، وعنها فاز بجائزة هاشمي سعيداني للرواية عن أفضل أول رواية جزائرية، و"يوم رائع للموت" (2009)، التي بلغت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2010، و"هلابيل" (2010)، و"في عشق امرأة عاقر" (2011) التي اختارت مجلة بانيبال الإنجليزية فصولا منها لتنشرها مترجمة إلى الإنجليزية، و"الحالم" (2012)، و"حب في خريف مائل" (2014) وقد ترجمت أعماله إلى الفرنسية.