يعانى الكثيرون من بعض أنواع الفوبيا التى تصيبهم بالاضطراب والخوف والارتباك، وقد تكون هذه الفوبيا من أشياء بسيطة أو صغيرة، ولكنها تسبب لهم حالة كبيرة من القلق وتخرجهم عن حالتهم الطبيعية.
واشتهر عدد من نجوم الزمن الجميل بأنهم يعانون من الفوبيا والخوف من أشياء غريبة، ما تسبب لهم فى العديد من المواقف الطريفة خلال حياتهم.
صراصير يوسف وهبى
كان من بين هؤلاء النجوم، الفنان الكبير يوسف وهبى، عميد المسرح العربى، الذى عرف بقوة شخصيته، وكان يقوم فى أغلب مسرحياته بأدوار الرجل القوى المهاب الشجاع الذى لا يخاف الموت، ويستطيع أن يقضى على أعدائه وأن يقتلهم جميعا، ورغم كل هذه القوة التى ظهر واشتهر بها يوسف بك وهبى، إلا أنه كان يعانى من فوبيا الصراصير بشكل كبير، وكان يصيبه الرعب والارتباك إذا شاهد صرصارا صغيرا.
وفى إحدى الليالى التى كان يوسف بك وهبى يقوم فيها ببطولة مسرحية «الاستعباد» فى منتصف عشرينيات القرن الماضى، والتى يقوم فيها ببدور البطل الذى يتحدى الموت، وبعد أن ضج المسرح بتصفيق الجمهور وهتافه، فوجئ موظفو المسرح وعماله بالفنان الكبير مضطربا يطلق الرصاص من بندقيته ويجرى فى الكواليس، فظنوا أنه يطارد لصا أو شخصا يهدده، ولكنهم فوجئوا بأنه يطارد صرصارا صغيرا رأه فى المسرح حتى قتله، ولم يشعر بالرحة ولم يعد له هدوؤه إلا بعد أن تأكد من موته.
وكان يوسف بك يعتبر الصراصير وسيلة لنقل الموت والمرض للبشر، وفى إحدى المرات نزل فى أحد الفنادق بالإسكندرية، وفى المساء دخل غرفته فرأى صرصارا صغيرا يجرى واختفى فى لحظة، فصرخ الفنان الكبير وأصابه الفزع واستدعى مدير الفندق والخدم ليبحثوا عن الصرصار المختفى ولكنهم لم يعثروا عليه، فصمم يوسف وهبى على أن يغادر الفندق رغم محاولات مدير الفندق و العاملين به لطمأنته، مؤكدا أنه لا يستطيع أن ينام فى غرفة واحدة مع هذه الصرصار الصغير.
كما كان بيت الفنان الكبير يمتلئ بعشرات الأدوية والمواد الكيماوية المضادة للصراصير، وكان أكثر ما يخشاه الخدم فى بيته أن يجد صرصارا لأن ذلك يعنى أنهم مهددون بالطرد من وظائفهم لأنهم أهملوا فى حمايته من الصراصير.
شادية وفوبيا القطط
وقد لا يعرف الكثيرون أن محبوبة الجماهير الفنانة الكبيرة شادية كانت تعانى من فوبيا القطط. وحدث عندما كانت شادية طفلة عائدة من المدرسة، أن وجدت على باب البيت قطة تجلس فى صمت وسكون، فخافت الدلوعة من دخول البيت خوفا شديدا، ووقفت تنتظر أن تغادر القطة مكانها حتى تستطيع الدخول ولكن القطة ظلت فى مكانها ولم تتحرك، فلم تجد شادية وسيلة لدخول منزلها سوى أن ذهبت إلى عسكرى يقف فى الطريق وطلبت منه أن يبعد القطة عن باب المنزل، وأشفق العسكرى عليها عندما رأى خوفها الشديد، وبالفعل ذهب معها ليطرد القطة من أمام المنزل، فدخلت شادية إلى بيتها. وفى واقعة أخرى، انتقلت أسرة شادية إلى منزل جديد وتصادف أن كانت إحدى الجارات تربى عددا كبيرا من القطط، وكانت شادية تضطرب وتفزع حين ترى أيا منها على باب المنزل، وشعر والدها بالخطر والخوف الشديد الذى يصيب ابنته بسبب القطط، وبعد فترة قرر أن يترك المنزل إلى آخر حتى تشعر صغيرته بالاطمئنان.
الوحش بيخاف من الأسانسير
ورغم القوة التى كان يظهر بها الملك فريد شوقى فى أعماله الفنية والتى جعلته يحظى بالعديد من الألقاب ومنها «وحش الشاشة»، و«ملك الترسو»، إلا أنه كان يعانى من أحد أنواع الفوبيا، وهى الرعب والخوف من ركوب الأسانسير، لذلك كان يحرص دائما على السكن فى الأدوار المنخفضة، خاصة الدور الأول حتى لا يضطر لاستخدام المصاعد.
وذات مرة نزل وحش الشاشة فى أحد فنادق الإسكندرية، وكانت حجرته فى الطابق الأخير، واضطر لركوب الأسانسير، وشاءت الظروف أن يتعطل لدقائق فظل وحش الشاشة يصرخ ويستغيث حتى خرج جميع نزلاء الفندق من غرفهم على صوته، وتم إصلاح العطل ولكن نقلوا فريد شوقى إلى غرفته وهو مغمى عليه.
نحل نعيمة ونمل كاريوكا وفئران مديحة
أما نعيمة عاكف فكانت تخشى النحل وتعانى من فوبيا بسببه، حيث كانت تسكن قبل زواجها من المنتج حسين فوزى فى منزل بالدقى قريب من مزارع وزارة الزراعة التى تربى فيها النحل، وكانت نعيمة تصرخ كلما سمعت صوت النحل أو رأت نحلة، وتطلب من الخدم أن يساعدوها فى مطاردة هذا العدو.
وكانت مديحة يسرى ترتعب من الفئران، وإذا رأت فأرا لا تنام الليل من الخوف.
أما الفنانة الجريئة والقوية تحية كاريوكا، فكانت رغم قوتها وشجاعتها التى جعلتها تواجه أخطار الاحتلال والسجن وتتسم بالمقاومة طوال حياتها، إلا أنها كانت تخاف من النمل خوفا شديدا، وحدث ذات مرة أنها دخلت المطبخ فوجدت طابورا من النمل، ما أصابها بالرعب ، فسكبت البنزين على النمل وأشعلت النيران لتتخلص منه، ولكن اشتعلت النيران بقوة وكادت تحرق المنزل وتم استدعاء المطافئ التى أخمدت الحريق.
فوبيا الطائرات والسيارات والدراجات
وعلى الرغم من أن الفراشة سامية جمال كانت معروفة بحبها لشراء السيارات واقتناء أحدث موديل منها واستبدالها من حين لآخر إلا أنها كانت تعانى من فوبيا القيادة، ولا تجرؤ على قيادة سيارتها بنفسها.
ولم تكن الفراشة تخشى القيادة فقط، ولكنها كانت تشعر بالرعب بمجرد جلوسها على كرسى القيادة وأمام الدريكسيون، وذات مرة حاولت إحدى صديقاتها أن تعلمها قيادة السيارة، وما كادت سامية جمال تجلس على عجلة القيادة حتى ارتعشت وأصيبت بالرعب وغادرت السيارة.
أيضاً كان معروفا عن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، أنه كان يعانى من فوبيا الطائرات، وظل لفترة طويلة لا يستطيع ركوب الطائرة حتى اضطر لركوبها مرغما فى رحلة إلى أوروبا.