ملامح مصرية جذابة تخطفك من الوهلة الأولى، تلك المرأة الستينية التى تقف وسط غصوص الذهب الأبيض، فتخطف الأنظار، وهى تردد "يا قطن يا حرايري واللى ميزرعكش يبات طول السنة حزين"، كلمات تتغنى بها فى موسم جني القطن المصرى.
الحاجة نعمات 67 سنة من قرية أبو سنيطة بالمنوفية تزوجت وهى فى السابعة عشر من عمرها من فلاح بسيط يقف بجانبها فى تلك المشهد التصويري السابق ابتسامته لا تفارق وجهه رغم كبر سنه، لكنه وسط القطن كالطفل الصغير فى حركته وفرحته بهذا العمل.
"روحت المدرسة لحد خمسة ابتدائي رغم إنى كنت بحب التعليم بس والدى رفض أكمل، أنا لحد دلوقتى لو شوفت ورقة على الأرض بوطى أجيبها أشوف فيها إيه ولو على الطريق فى عربية لازم أقعد جنب الشباك زى العيال وأقرأ أي حاجة قدامى بحب أبقى مثقفة".
واستكملت حديثها: "أنا ربنا رزقنى ببنتين دخلوا جامعات وجوزتهم ولما جوزى حب يبقى فيه أخ للبنات خطبتله "شربات" طيبة وبنت حلال عشرة عمر وخلفت محمد دلوقتى الحمد لله فى الجامعة"، تلك المرأة التى تحب غيرها وتتعامل فى ود مع ضرتها التى اعتقدت فى بادئ الأمر أنها شقيقتها وليست الزوجة الثانية لزوجها.
وتابعت: "أنا لسة بشتغل بايدي مقدرش أقعد دا موسم الخير كله القطن وطول ما أنا فيا مثقال ذرة عافية هشتغل لحد مموت. أما عن أمنيتها فهى لا تتمنى سوى زيارة بيت الله الحرام لتكون قد أدت رسالتها فى الحياة.
