قدم تليفزيون "اليوم السابع" بثا مباشرا من أمام قبر الأستاذ محمد حسنين هيكل أشهر الصحفيين العرب فى القرن العشرين، بمناسبة ذكرى ميلاده، حيث حرص الراحل الكبير على كتابة عبارة "دار العودة" على باب قبره، ما لفت أنظار كل من يمر من أمام قبره.
ولد محمد حسنين هيكل فى مثل هذا اليوم 23 سبتمبر من عام 1923، وانتقل مع أسرته للقاهرة وتلقى تعليمه بمراحله المختلفة إلى أن اتجه مبكراً إلى دراسة وممارسة الصحافة، حيث التحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" كمحرر تحت التمرين فى قسم الحوادث عام 1943 ثم فى القسم البرلماني، ثم اختاره رئيس تحرير "الإيجيبشيان جازيت" لكى يشارك فى تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة برؤية مصرية، ثم تم تعينه عام 1945 كمحرر بمجلة آخر ساعة التى انتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى جريدة أخبار اليوم خلال الفترة (1946 -1950).
أصبح هيكل بعد ذلك مراسلاً متجولاً بأخبار اليوم، وتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان وأفريقيا والشرق الأقصى حتى كوريا، ثم استقر فى مصر عام 1951 حيث تولى منصب رئيس تحرير "آخر ساعة" ومدير تحرير "أخبار اليوم" واتصل عن قرب بمجريات السياسة المصرية.
اعتذر "هيكل" فى المرة الأولى عن مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام وذلك فى عام وفى عام 1956، إلا أنه قبل فى المرة الثانية وظل رئيساً لتحرير الأهرام لمدة 17 عاما، كما بدأ عام 1957 فى كتابة عموده الأسبوعى بالأهرام تحت عنوان "بصراحة" والذى انتظم فى كتابته حتى عام 1994.
ساهم "هيكل" فى تطوير جريدة الأهرام حتى أصبحت واحدة من الصحف العشرة الأولى فى العالم، كما أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، بالإضافة إلى مركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.
وإلى جانب العمل الصحفى شارك محمد حسنين هيكل فى الحياة السياسية، حيث تم تعيينه وزيراً للإعلام فى عام 1970، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين فى غياب وزيرها الأصلى محمود رياض.
يعد هيكل أحد ظواهر الثقافة العربية فى القرن العشرين، كما أنه مؤرخ للتاريخ العربى الحديث خاصة تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، حيث قام بتسجيل سلسلة من البرامج التأريخية ولديه أيضاً تحقيقات ومقالات للعديد من صحف العالم فى مقدمتها "صنداى تايمز" والتايمز" فى بريطانيا.
وقام بنشر أحد عشر كتاباً فى مجال النشر الدولى ما بين 25- 30 لغة تمتد من اليابانية إلى الإسبانية من أبرزها "خريف الغضب" و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان" و"أوهام القوة والنصر" و"أبو الهول والقوميسير"، بالإضافة إلى 28 كتاباً باللغة العربية من أهمها "مجموعة حرب الثلاثين سنة" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل".
وقرر اعتزال الكتابة المنتظمة وهو فى أوج مجده عام 2003، وذلك بعد أن أتم عامه الثمانين، وأثار ضجة كبيرة بمقاله الوداعى ذى الجزئين، إلا أنه عاد إلى جريدة الأهرام بنفس العمود الأسبوعى "بصراحة" فى أعقاب ثورة 25 يناير، ورحل عن عالمنا فى 17 فبراير 2016.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة