بدأ المستخدمون بمختلف أنواعهم في الاهتمام بالخصوصية عبر الإنترنت في الفترة الأخيرة، خصوصًا بعدما بدأت الحرب بين فيسبوك وآبل.
وتشتهر الثانية باهتمامها البالغ بخصوصية وأمان مستخدمي منتجاتها. في حين أن فيسبوك لا تفعل ذلك.
ووفقا لما ذكرته البوابة العربية للأخبار التقنية، لعل أسباب فيسبوك مفهومة، حيث إن الشركة تعتمد بشكل كامل على الإعلانات، ولا يمكن استهداف المستخدمين بالإعلانات دون جمع بيانات عنهم.
وأعلنت آبل عن خاصية جديدة تصدر مع iOS 15 والتي تجعل المستخدمين قادرين على منع التطبيقات من تتبعهم.
وهذا يعني أن مستخدمي هواتف آيفون سيكونون قادرين على منع فيسبوك من تتبع استخدامهم للإنترنت عبر الآيفون.
ويترتب على ذلك عدم قدرة فيسبوك على جمع البيانات وبالتالي عدم قدرة استهداف هؤلاء المستخدمين بالإعلانات.
ولا شك أن هذه الميزة تسوق لآبل بشكل إيجابي تمامًا. حيث تظهر الشركة يظهر اهتمام الشركة بخصوصية وأمان المستخدمين في ظل جعل فيسبوك في وضع سيئ جدًا.
وحسب التقارير الأخيرة فإن فيسبوك تفكر فعليًا في مقاضاة آبل. إلى جانب أنها بدأت في استعطاف المستخدمين موضحة أن نموذجها يسمح للمشاريع الصغيرة والمتاجر بأن تستهدف العملاء المهتمين بأقل تكلفة ممكنة. وتطبيق هذا الأسلوب الجديد قد يعصف بهذه المشاريع.
وصرح مارك زوكربيرج ضمن أحد الاجتماعات الداخلية في شهر يناير السابق بأنه يرى أن آبل لن تقدم هذه الخاصية فقط لحماية الخصوصية، لكنها تفعل ذلك للضغط على فيسبوك ومنافستها. كما ذكر أن آبل تستغل وضعها وسيطرتها على جزء كبير من سوق الهواتف الذكية خصوصًا ضمن الولايات المتحدة في التأثير على فيسبوك.
ولاحقًا ظهرت أولى التقارير التي توضح أن فيسبوك تخطط لرفع دعوى قضائية ضد آبل، ولاحقًا وضمن فعاليات مؤتمر Computers, Privacy and Data Protection تحدّث تيم كوك عن الأمر.
وذلك حيث ذكر أن التقنية لا يجب أن تؤثر على خصوصية وأمان المستخدمين بأي شكل. وذلك في حين أنه لم يذكر اسم فيسبوك أو يشير إليها بشكل مباشر. إلا أن موقف تيم كوك كان واضحًا، حيث أنه يقف ضد جمع بيانات المستخدمين بشكل عام أيًا كان الهدف.
ويقدم نظام iOS مجموعة كبيرة من مميزات الخصوصية، ويتيح النظام لمستخدمه معرفة البيانات التي يتم جمعها وكيف يتم جمعها. إلا أن خاصية منع التتبع الجديدة App Tracking Transparency (ATT) كانت الأشد وقعًا، سواء على فيسبوك أو غيرها.
ولا شك أن اهتمام آبل بخصوصية المستخدمين يسوق لها ولمنتجاتها. ومن ناحية أخرى فإن سمعة فيسبوك فيما يتعلق بخصوصية المستخدمين وأمانهم ليست جيدة أبدًا، إلا أن خاصية منع التتبع الجديدة قد تؤثر فعليًا على أصحاب المشاريع الصغيرة بشكل كبير. خصوصًا أن فيسبوك قد أوضحت أن استخدام إعلانات غير موجهة – بسبب منع التتبع وجمع البيانات – سيؤدي لانخفاض المبيعات بنسبة تصل إلى 60%.