تحبس ألمانيا أنفاسها يوم غدًا لاختيار خليفة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، حيث يتوجه ملايين الناخبين الألمان إلى صناديق الاقتراع، غدا الأحد، للتصويت في انتخابات تشريعية ، تخوض فيها 3 أحزاب و3 مرشحين للمستشارية سباقا مفتوحا على حكم ألمانيا، بعد أن قررت المستشارة ميركل التقاعد طواعية من الحياة السياسية بنهاية ولايتها الحالية وعدم خوض الانتخابات للمرة الأولى منذ 16 عاما.
وتعد هذه الانتخابات، الاقتراع التشريعي رقم 20 في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وتجري انتخابات البرلمان الألماني "البوندستاج" وفق نظام مختلط يجمع بين القائمة النسبية المفتوحة والمقاعد الفردية، وبصفة عامة، يُجرى الاقتراع على نصف مقاعد البرلمان البالغ عددها 598، من خلال القوائم النسبية التي تطرحها الأحزاب المختلفة للتنافس على هذه المقاعد، فيما تشهد 299 دائرة انتخابية عملية انتخاب مباشرة على مقاعد فردية، يتنافس فيها أيضا مرشحو الأحزاب والمستقلون.
ويختار كل ناخب قائمة حزبية ومرشح مباشر في ورقتي التصويت التي يحصل عليهما في مراكز الاقتراع المنتشرة في ولايات البلاد الـ16.
كما حظرت الحكومة الألمانية منذ آخر انتخابات تشريعية في 2017، التصوير أو التقاط الصور الذاتية "السلفي" بالهواتف الذكية داخل مقصورة التصويت، وينص القرار على استبعاد أي شخص يصور أو يلتقط صورًا في مقصورة الانتخابات بهاتفه الذكي، من التصويت في المستقبل.
كما يحق لكل ألماني مؤهل للتصويت، الإدلاء بصوته عن طريق البريد دون الحاجة إلى تقديم مبررات لذلك.
ويمكن للناخب الحصول على وثائق التصويت البريدي من السلطة المحلية لمقر إقامته الرئيسي، ثم يملئ نموذج التصويت البريدي المرفق بإشعار التصويت وإرساله مرة أخرى إلى السلطة المحلية عبر البريد العادي.
وقبل يومين، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن أنجيلا ميركل تستخدم هذه المرة وسائل التصويت عبر البريد ، وفي الانتخابات التشريعية الألمانية هذا العام، قرر عدد كبير من الألمان الاستفادة من خيار التصويت عبر البريد.
ومن المتوقع أن يصوت ما يقرب من نصف الناخبين عن طريق البريد، في رقم قياسي، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
ويشارك 47 حزباً في الانتخابات التشريعية يوم غد الأحد، وهو رقم قياسي منذ إعادة التوحيد ألمانيا الشرقية والغربية في 1991، حيث يشارك 40 حزبا في انتخابات القوائم النسبية والمقاعد الفردية المباشرة، فيما يشارك 7 أحزاب في انتخابات المقاعد الفردية فقط.
ولا تنجح جميع هذه الأحزاب في الوصول إلى البرلمان، إذ أن مقاعد البرلمان تقسم عادة بين الأحزاب الكبيرة، وهي الاتحاد المسيحي "يمين وسط"، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، والحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط"، وحزب الخضر "يسار وسط" وحزب اليسار وحزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف".
وينص القانون الألماني على تكليف رئيس البلاد، مرشح الحزب الفائز بالأكثرية، لمنصب المستشار، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات، وبالتالي يصبح هذه المرشح تلقائيا رأس الحكومة.
وعادة، تقدم الأحزاب التي تتصدر المراكز الثلاثة الأولى في استطلاعات الرأي في العام الذي يسبق الانتخابات، مرشحا للمستشارية، لأنها هي التي تملك فرصة الفوز الفعلية بالأكثرية.
وفي انتخابات الأسبوع المقبل، يوجد 3 مرشحين للمستشارية، وهم: أرمين لاشيت، مرشح الاتحاد المسيحي الحاكم، وأولاف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأنالينا بربوك مرشحة حزب الخضر.
ويتنافس على خلافة أنجيلا ميركل، ثلاثة سياسين وكان وزير المالية ، أولاف شولتز ، آخر من حصل على ختم حزبه بالموافقة على ترشيحه لمنصب المستشارة في مؤتمر عبر الإنترنت في نهاية الأسبوع، وكانت هذه الخطوة إجراء شكلي ، لكنها أكدت قائمة ثلاثة مستشارين محتملين سيواجههم الألمان عندما يصوتون في الانتخابات العامة في سبتمبر.
وتترشح أنالينا بربوك ، مرشحة حزب الخضر لمنصب المستشارة، وهى مساعد رئيس حزب الخضر ، والتى بعد أن درست في هامبورغ ولندن ، حيث حصلت على شهادة في القانون الدولي ، عملت بربوك في أحد أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل قبل أن تعود إلى ألمانيا وتفوز في انتخابات البوندستاج,
وحينما كانت شابة كانت بربوك لاعبة جمباز تنافسي في الترامبولين وهي حقيقة أثارت استعارات سياسية لا نهاية لها في الصحافة الألمانية
وجلب ترشيح بربوك طاقة جديدة للحملة وحشد القاعدة الخضراء، ومع ذلك ، لا يزال بعض الألمان غير مستعدين لوضع مستقبلهم في أيدي شخص منهم ، على الرغم من سجلها في القفز إلى المجهول والهبوط على قدميها ، إلا أنها لم تشغل منصبًا تنفيذيًا أبدًا.
أما المرشح ارمين لاشيت ، فهو مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لمنصب المستشار، ووظيفته الحالية رئيس وزراء ولاية نوردراين فيستفالن ، ونشأ لاشيت ، وهو ابن عامل مناجم الفحم ، في أسرة كاثوليكية من الطبقة العاملة وفاز بمنحة جامعية من مؤسسة كونراد أديناور (مؤسسة قريبة من الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، وأمضى معظم حياته المهنية في السياسة ، بما في ذلك فترة عمله كعضو في البرلمان الأوروبي.
و الميزة الرئيسية لاشيت أنه يمثل الوضع الراهن و قد يكون أيضًا ذلك هو الذى سيكلفه الانتخابات. بعد 16 عامًا من "ميركل" ، أصبح العديد من الألمان مستعدين للتغيير.
أما أولاف شولز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطى هو وزير المالية الألماني ، نائب المستشار، وكان رئيس بلدية هامبورغ السابق ومحامي عمالي ، سياسي مهني معتدل شغل مقعدًا أماميًا بسبب الانحدار التدريجي لحزبه، وعلى الرغم من أنه قد يبدو مملًا بعض الشيء ، إلا أن الألمان يثقون به كما أن معدلات قبوله قوية.
و بصفته اشتراكيًا شابًا في الثمانينيات ، كان شولتز من أشد المعارضين للرأسمالية ووصف الناتو بأنه "إمبريالي".
وفي تقدير معظم الألمان ، يتمتع شولز بالخبرة والفكر والثقة للتعامل مع الوظيفة العليا. لأشهر ، فشلت شعبيته في التغلب على حزبه ، لكن مع دخول الانتخابات المرحلة النهائية ، عاد الديمقراطيون الاشتراكيون للظهور ، حيث حققوا أعلى مستوياتهم منذ 15 عامًا ، مما جعل شولتز المرشح الذي يجب الفوز عليه.
وتلقى جميع الناخبين المؤهلين للتصويت اخطارًا فى موعد كان أقصاه 5 سبتمبر عبر البريد، يحتوي على معلومات مهمة حول التصويت، على سبيل المثال ، معلومات عن وقت التصويت ومعلومات عن مكان التصويت، يتم أيضًا إرفاق نموذج مع إشعار التصويت ،كما أمكن لمن يحق لهم التصويت التقدم بطلب للحصول على قسيمة التصويت من أجل التصويت عن طريق البريد .
وتم طباعة أوراق الاقتراع اعتبارًا من 5 أغسطس 2021، لذلك كان من الممكن الإدلاء بأصواتهم عن طريق البريد في وقت مبكر من أغسطس.
ويمكن أيضًا التصويت عبر البريد لأولئك الذين يحق لهم التصويت والذين يعيشون في الخارج، لكي تتمكن من المشاركة في الانتخابات الفيدرالية في عام 2021 ، يجب على الأشخاص الذين يعيشون في الخارج تقديم طلب إلى البلدية المسؤولة لإدراجهم في السجل الانتخابي، و كان يجب تقديم الطلب بحلول 5 أغسطس 2021 على أبعد تقدير.