أجمع عدد من خبراء الاقتصاد، على أن فرض ضرائب على التجارة الإلكترونية مثل اليوتيوبرز والبلوجرز، يأتى في سياق الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في ذلك بسنوات، علاوة على استفادة الاقتصاد بشكل مباشر وفى الوقت نفسه الحفاظ على هؤلاء من خلال تعزيز ثقة المجتمع فيهم، وفيما يتم تقديمه للمجتمع من خلال تصاريح رسمية.
وأشار خبراء الاقتصاد أن ما ينطبق على التجارة العادية لابد أن يتم تطبيقه على التجارة الإلكترونية ولا سيما في ظل توسع العالم فيها ومصر جزء لا ينفصل عن العالم.
أشار الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة بقرار فرض ضرائب على اليوتيوبرز والبلوجرز باعتباره يمارسون تجارة الكترونية وليس مجرد سوشيال ميديا، وهى يصنفها البعض على كونها مشاركة اجتماعية، لافتا لأنه ما دام هناك نشاط تجارى يربح لابد أن يدفع ضريبة مثله مثل أي نشاط آخر.
وأضاف إبراهيم، أنه ليس من المنطق أن تدفع التجارة العادية ضرائب ومثيلتها الإلكترونية لا تدفع، رغم تحقيقها أرباح كبيرة ، لافتا أن فرض الضرائب الالكترونية مطبق في العديد من دول العالم منذ سنوات.
وأوضح أن فرض ضريبة على التجارة الإلكترونية يمنحها صيغة رسمية، بمعنى أنها بمثابة تصريح لها؛ مما يساهم في ثقة المجتمع فيها وثقتها في نفسها، وبالتالي استمراها ونموها بشكل مستمر لأن كافة المتعاملات ستكون موثقة وبالتالي سيحافظ كل طرف على اسمه خاصة ان عملاق التجارة امازون دخلت مصر مؤخرا مما سيزيد المنافسة بشكل كبيير.
أمر منطقة فرض ضرائب على التجارة الالكترونية
الدكتور جمال هيكل الخبير الاقتصادى أشار لأن فرض ضرائب على التجارة الإلكترونية أمر منطقى لأن كل فرد في الدولة له وظيفة أو نشاط يدفع الضرائب او يتم خصمها منها فلماذا لا يدفع من يربحون الملايين ضريبة مثلهم مثل غيرهم من المواطنين؟.
وأوضح هيكل، أن دفع الضريبة هو بمثابة الإقرار بالمواطنة وحق الدولة التي تكسب منها لأن الضريبة تذهب فى صورة خدمات لك وللمجمتع ، لافتا الى أهمية التوصل لآليات لتحديد قيمة دخول المتعاميلن بالتجارة الإلكترونية لضمان دفع ما عليهم من ضريبة دون تهرب، وذلك من خلال التعامل مع وزارة الاتصالات ومع بعض الشركات العالمية.
من جانبه يشير الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده، أن القرار مهم ولا سيما في ظل وجود يوتويبرو وبلوجرز يربحون ما بين 11 إلى 12 مليون دولار سنويا، بالتالى من حق الدولة والمجتمع عليهم ان يدفعوا ضريبة لأنهم ربحوا من المجتمع نفسه.
أضاف رشاد عبده ان الصناع والتجار الذين يعملون ويوظفون الآلاف، ويقومون بالتصدير والاستيراد ويوفرون العملة الصعبة، ويقدمون دعما كبيرا للاقتصاد من مصانعهم هؤلاء يدفعون ضرائب أليس من المنطق أن من يكسب مثله في التجارة الإلكترونية يدفع ضرائب؟ هذا امر منطقى قطعا.
ليس من المنطقى أن من يربح وهو يعرض محتوى أيا كان نوعه أن اقبل خده وأقول له شكرا ومن يتعب احصل منها على ضريبة، هذا ليس عدالة وبالتالي فإن الدولة تحصيل ضرائب من هؤلاء .
وأضاف: "أنا أتصور ان تكون هناك دراسات حول أعداد هؤلاء وأرباحهم ومشاهداتهم لتحيد قيم الضرائب عليهم بدقة مع رفع نسبة الإعفاء لمليون جنيه، خاصة أن السعودية اليوم فرضت ضريبة على من يزيد دخلة السنوي على 675 ألف ريال.
وأوضح انه من المنطقى مقابل الضرائب ان يتم منح مزايا لليوتيوبرز والبلوجرز وغيرهم مثلا بالسماح لهم بالتصوير في الشارع بتصاريح وشعورهم ان هناك مقابل لما يتم دفعه من ضريبة.
اقترح رشاد عبده أن يقوم الفنانون والممثلون ولاعبو كرة القدم والرياضيين، وغيرهم من الأثرياء بمساعدة الدولة من خلال مشاركة مجتمعية بالإضافة للضرائب التقليدية هذا هو دورهم الذين نأمله منه .