عاد الحزب الاشتراكي إلى زمن الانتصارات بعد غياب لعب خلاله دور الشريك الثاني مع التحالف المسيحي خلال دورتين انتخابيتين، وأكد الاشتراكيون الديمقراطيون في ألمانيا، قدرتهم على تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك بعد أن أفادت نتائج الانتخابات بتقدمهم في الانتخابات على تحالف المحافظين الذي كانت تقوده المستشارة أنجيلا ميركل.
وأظهرت نتائج نتائج أولية رسمية، اليوم الاثنين، تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطـي بـنسبـة 25.7% علـى حساب تحالـف المستشارة أنجيلا ميركـل، في الانتخابات الألمانية التى جربت أمس الأحد.
أولاف شولتز
وبهذه النتائج، فإن الحزب الديمقراطي الاشتراكي سيكون له الحق في قيادة الحكومة الألمانية المقبلة، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2005، ما يعني كذلك إنهاء حكم المحافظين المستمر منذ 16 عاما بقيادة المستشارة الألمانية ميركل.
واعترف المحافظون في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ترأسه ميركل، والاتحاد الاجتماعي المسيحي، بالخسارة.
المستشارة الألمانية
وأقر الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي باول زيمياك، بما وصفه "خسائر مريرة" في الانتخابات التشريعية، وقال في تعليق على النتائج "هذا مؤلم".
ويتقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتز بفارق طفيف، على المسيحيين الديمقراطيين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذي حل ثانياً مع 24,5% من الأصوات بحسب استطلاعات لدى الخروج من مكاتب الاقتراع، فيما توقعت قناة "ايه آر دي" نسبة متساوية من الأصوات بين الحزبين بلغت 25%.
وأظهر استطلاع جديد أجرته القناة الأولى بالتلفزيون الألماني أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيمتلك أقوى كتلة في البرلمان الألماني المقبل، وحسب الاستطلاع، فإن الحزب الاشتراكي سيحصل على 200 مقعد في البرلمان متفوقا لأول مرة على تحالف المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الذي سيحصل على 198 مقعدا. وسيتملك الخضر ثالث أقوى كتلة في البرلمان بعد الاشتراكيين والمسيحيين بـ113 مقعدا. واستند إلى هذا الاستطلاع إلى توقع بأن إجمالي عدد مقاعد البرلمان المقبل سيصل إلى 730 مقعدا.
فرحة الاشتراكيين
وبعد النتائج الأولية قال مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني أولاف شولتز: "أنا مسرور وممتن أيضا للغاية على تصويت الناخبين لأن المواطنين قرروا حصول الحزب الاشتراكي على تكليف بتشكيل الحكومة".
وأضاف شولتز أن المواطنين أظهروا بانتخابهم أنهم يريدون "مني أن أحاول تشكيل الحكومة" مشيرا إلى أنه يشعر بأنه ملتزم بهذا وأردف: "لدينا نسب قبول جيدة ورأينا ودعم الحزب الاشتراكي آخذ في الارتفاع بينما ينخفض الدعم للتحالف المسيحي وهذه إشارة واضحة بعث بها الناخبون".
ونوه شولتز إلى أن المواطنين يتمنون الآن قيادة جديدة ورأى أنه يجب التمهل مبدئيا فيما يتعلق بخيارات الائتلافات حتى يتم فرز كل الأصوات.
ومن المؤكد أن المسيحيين الديمقراطيين سيعانون نكسة غير مسبوقة ستؤدي إلى اضطرابات داخلية وتعد بخلافة معقدة لأنجيلا ميركل. وستكون النتيجة التي تقل عن 30% بمثابة "كارثة"، وفق صحيفة بيلد اليومية.
حزن بعد الخسارة
كما تلقي هذه الانتكاسة بظلالها على نهاية عهد ميركل التي بقيت شعبيتها في أوجها بعد أربع ولايات لكنها أثبتت عدم قدرتها على الإعداد لخلافتها.
ويتعين على الحزب الديمقراطي الاشتراكي الوسطي أن يؤلف ائتلافاً من ثلاثة أحزاب، وهو سابقة في تاريخ ألمانيا المعاصر.
لذلك من المرجح أن تستمر المفاوضات أشهراً، ما يثير استياء شركاء أكبر اقتصاد أوروبي الذين يخشون شلل الاتحاد الأوروبي حتى أوائل العام 2022.
وقد يكون حزب الخضر الذي لم يخف خلال الحملة الانتخابية استعداده لدخول حكومة اشتراكية ديمقراطية، جزءاً من المفاوضات.
سيدة تدلى بصوتها
شولدر ومنافسه