"شمال سيناء شهدت نقطة تحول كبيرة بعد افتتاح محطة معالجة مياه بحر البقر".. كلمات قالها اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء تؤكد مدى اهتمام الدولة بإنشاء مشروعات وتجمعات تنموية زراعية متكاملة، مضيفا أن محطة بحر البقر ستوفر مياه لري مساحة 500 ألف فدان بشمال سيناء، بجانب 400 ألف فدان أخرى يتم ريها من مياه ترعة السلام، بحيث ستصبح بشمال سيناء مليون فدان لها مقرر مائى وصالحة للزراعة، بخلاف المساحات المنزرعة على مياه الآبار حاليًا.
وانتهت الدولة من تجهيز 500 ألف فدان لزراعتها بالمياه المعالجة من محطة بحر البقر التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم لتكون هذه المياه مصدر لزراعات جديدة بسيناء واستصلاح مساحات صحراوية كانت رمالا خالية من أى لون أخضر، والمساحات الجاهزة للزراعة تقع فى نطاق محافظة شمال سيناء بمناطق وسط سيناء وجنوب بئر العبد ومقررا وفقا للبيانات الرسمية من وزارة الزراعة ومحافظة شمال سيناء وأنه سيتم زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والزيتون، واستصلاح الأراضي في سيناء وبنظام الري بالتنقيط .
وأشار محافظ شمال سيناء إلى أنه من المقرر توصيل مليون متر مكعب من المياه المعالجة من مصرف المحسمة إلى شرق القناة لزراعة (50) ألف فدان ضمن استراتيجية تنمية سيناء ويتكون المشروع من (سحارة- محطة المعالجة- أعمال مسار مصرف المحسمة بالجهة الغربية- إنشاء عدد (2) محطة رفع على مصرف المحسمة) .
وشهدت المناطق المقرر زراعتها زيارات وأبحاث أعدها فريق من المتخصصين فى مجال التربة والمياه والجهات التنفيذية المعنية خلال فترة عمل انطلقت يناير الماضى، وتم تحديد الأماكن التي سيتم زراعتها، وإعداد خريطة بصلاحية الأراضى القابلة للزراعة.
وتشكل فريق العمل لتحديد المناطق الزراعية الصالحة من 14 عضوًا من عدة جهات مختلفة تمثل مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية وجامعة القاهرة وجامعة الزقازيق وجامعة قناة السويس.
وقدمت الأجهزة المختلفة ومحافظة شمال سيناء ووزارة الزراعة ممثلة بمديرية الزراعة بشمال سيناء ورموز ومشايخ القبائل والنواب فى تلك المناطق الدعم المناسب وتسهيل مهمة الفريق البحثى أثناء العمل الميدانى، وقام الفريق بالتحقق الميدانى من نتائج الدراسات السابقة والخاصة بتحديد المناطق البديلة المقترحة (ش. ش البحيرات – ج. ج القنطرة شرق - السر والقوارير – المزار والميدان) والبالغ مساحتها 165.71 ألف فدان، والمعاينات الميدانية لاستكشاف مساحات جديدة من الأراضى تكون صالحة للزراعة بشمال ووسط سيناء، وإعداد خريطة توزيع بالأراضى الصالحة للزراعة وتحديد مساحاتها ومواقعها بشمال ووسط سيناء.
وقام فريق العمل بالتحقق الميدانى على أرض الواقع لمساحات الأراضي البديلة بمناطق (السر والقوارير – المزار والميدان – شرق شرق البحيرات – جنوب جنوب القنطرة) بإجمالي مساحة 165.71 ألف فدان، كما قام فريق العمل باستكشاف مساحات جديدة في شمال ووسط سيناء بإجمالي مساحة 592.4 ألف فدان وتم التحقق من الأراضى البديلة سابقًا ( يإجمالى 165.71 الف فدان)، ثانيًا تم استكشاف أراضى جديدة واعدة للتنمية الزراعية بشمال سيناء بإجمالى (153 ألف فدان)، ثالثًا تم استكشاف اراضى جديدة بوسط سيناء بواقع منطقة وادى البروك 276 الف فدان، منطقة محور بئر تماده / الجفجافة 87.5 ألف فدان، منطقة محور شرق البحيرات– الجفجافة (56 ألف فدان) - منطقة محور الجفجافة – بغداد(9.9 ألف فدان )، منطقة جنوب قرية بغداد(10 آلاف فدان)، والتى تصل إلى 758.11 ألف فدان، و التراكيب المحصولية المقترحة في ضوء النتئج الأولية (خصائص وطبيعة التربة ـ المقنن المائى المتوفر ـ آلية تخصيص الأراضى)، فانه يمكن زراعة العديد من المحاصيل كالآتى (محاصيل حبوب – خضر – فاكهة – نباتات زيتية – طبية وعطرية – أعلاف).
وقال عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، إن الزراعات الجديدة تساهم فى توطين أكثر من 8 ملايين مواطن ومستثمر ومزارع فضلا عن فوائد متعددة قائمة على الزراعات ووجود تجمعات بشرية فى هذه المناطق التى تنتظر مستقبل واعد زراعيا وهى مناطق جنوب مأخذ بئر العبد، بين نطاق مركزى “بئر العبد” و”الحسنة”، ووادى قرية ووادي البروك، والمنطقة بين الجفافجة وبغداد، ومناطق النسيلة ” وجميعها أراضي مسطحة تم أخذ عينات من التربة لتحليلها وعمل دراسة متكاملة حولها.
وأشار وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، إلى أن هذا الاتجاه المعد له لاستصلاح أراضى جديدة فى وسط سيناء، سبقه اجراء فعلى نفذته الدولة وهو إنشاء تجمعات تنموية زراعية متكاملة تم الإعلان عنها مسبقا أمام المستفيدين وعددها 18 تجمع بنطاق شمال وجنوب سيناء ، بينها 11 تجمع بشمال سيناء فى مركزى الحسنة ونخل بوسط سيناء، وتوفر فيها بيت ومساحة ارض زراعية مجهزة لكل مستفيد، وإجمالى ما ستحققه هذه التجمعات من مساحات زراعية 5000 فدان وستزرع بزراعات ثبت نجاحها وهى الزيتون ونخيل والخضروات الموسمية، وما يستجد من اصناف زراعية تناسب التربة وملوحة المياه.
وكان أكد الدكتور مصطفى مدبولى، خلال كلمته أثناء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم، لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، أن حجم الاستثمارات، التى تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة والتى لا تزال الدولة تنفذها فى شبه جزيرة سيناء وإقليم قناة السويس سيتجاوز 700 مليار جنيه عند اكتمال جميع هذه المشروعات، ولتوضيح حجم الإنفاق على هذه المشروعات والتى تبلغ المئات من المليارات، والتى تساءل بعض المواطنين عنها، قارن رئيس الوزراء بين ما تم تنفيذه من مشروعات فى سيناء منذ تحريرها وحتى عام 2014، والذى لم يتجاوز حجمه بضع عشرات من المليارات، وبين ما تم تنفيذه خلال السنوات السبع الماضية، مؤكدا أن ذلك يؤكد رؤية الدولة فى الإسراع بعمليات التنمية فى هذه البقعة الغالية.