شارك الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمى، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، اليوم الأثنين، فى فعاليات اليوم الثانى للمنتدى الدولى للاتصال الحكومى 2021 فى دورته العاشرة.
وتحدث فى الفعاليات كلا من توماس هندريك إلفيس، رئيس جمهورية استوينا السابق (2006-2016)، وعمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعى والاقتصاد الرقمى وتطبيقات العمل عن بعد فى دولة الإمارات، والمهندس صخر مروان دودين – وزير الدولة لشؤون الإعلام، فى المملكة الأردنية الهاشمية، والسير كرايغ أوليفر، مدير شركة الاستشارات الدولية Teneo، فى جلسة حوارية إدارتها مقدمة البرامج الإذاعية والتلفزيونية سالى موسى.
وكشف المتحدثون خلال الجلسة التى حملت عنوان "أدوات الاتصال الحكومى.. هل لا تزال نافعة للغد؟" دور الذكاء الاصطناعى والتقنيات الحديثة فى تغيير مشهد وأدوات الاتصال الحكومى، وذلك عبر استعراض تجارب بلادهم فى التحول والانتقال نحو توظيف هذه التقنيات لتخدم الرسائل والخطاب الحكومى وتعزيز أثره المتوقع فى المجتمع.
وتحدّث توماس هندريك إلفيس عن تجربة استونيا كحكومة فى تبنى التكنولوجيا الحديثة، قائلًا :" الإشكالية الحقيقية التى واجهتنا فى رحلة تبنى الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة منذ البداية، أننا كنّا متأخرين للغاية، ولذلك كان علينا أن نبدأ استثمارنا فى هذا الأمر من المحطة التى وصلت إليها الدول المتقدمة، وقد ساهمت النظرة البعيدة التى كانت تتحلى بها حكومتنا آنذاك فى سرعة تبنى هذا التوجه ".
ولفت توماس هندريك إلى أن اعتماد التقنيات الحديثة فى المعاملات الحكومية لدى بلاده ساهم فى عدم الحاجة إلى إغلاق المؤسسات الحكومية عند بدء تفشى كوفيد-19، وذلك لعدم حاجة الأفراد للتوجه إليها من الأساس.
وأكد عمر العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعى والاقتصاد الرقمى وتطبيقات العمل عن بعد فى دولة الإمارات أن الذكاء الاصطناعى بات اليوم فى صميم أدوات الاتصال وتحديدًا المنصات الإلكترونية، متابعا:" فالذكاء الاصطناعى يعدّ الوسيلة الأفضل والأكثر تأثيرًا للمضى قدمًا فى تعزيز الخطاب والرسائل الحكومية، ولا بدّ من أن نكون على قدر المسؤولية، وأكثر حكمة فى توجيه هذه الرسائل عبر هذه التقنيات، وبشكل يسهم فى تعزيز أثرها المتوقع".
وتابع:" هذا الأمر يدفعنا لضرورة فهم ما الذى يحدث على المنصات الإلكترونية، ومع أنّنى لست من الداعين إلى فرض القيود على وسائل التواصل والمنصات الإلكترونية، إلا أنه من الضرورى جدًا رفع حالة الوعى المجتمعى بهذا الفضاء الواسع"، مؤكدًا ضرورة وجود منصة حكومية معتمدة لتوثيق المحتوى وتحديدًا السلبى منه، والذى يؤدى إلى نشر أفكار مغلوطة.
بدوره تطرّق صخر دودين إلى الدور الذى تقوم به الأردن على هذا الصعيد، والمقترح الذى تقدمت به خلال مؤتمر وزراء الإعلام العرب فى القاهرة قبل ثلاثة أشهر، والمتعلق بضرورة تأطير المحتوى العربى على منصات التواصل الاجتماعى عبر التواصل مع الشركات العملاقة، مشيرًا إلى أن وجود 400 مليون مستخدم ومشترك عربى يحتم ضرورة احترام ومنع أى تجاوزات تطال المحتوى العربى وتسيء له بطريقة أو بأخرى.
ونوّه السير كرايغ أوليفر إلى ضرورة أن تعمل الحكومات على تحسين وسائل اتصالها بشكل سريع، وأن تنفّذ الخطوات الرئيسية لذلك على الوجه الأمثل، إلى جانب الوضوح والمعرفة، وتوفير المنصات المناسبة لذلك، والتى توظّف التقنيات الحديثة، ولا تعتمد فقط على الوسائل التقليدية فى ايصال رسائلها وخطابها الموجه للمجتمع. موضحًا أنه لا بدّ من الحديث بمصداقية وجودة عالية، وليس فقط الاعتماد على السرعة، لافتًا إلى أن مهارة السرد القصصى فى الخطاب الحكومى الحديث تسهم فعلًا فى جعل الخطاب منطقيًا ويلمس اهتمامات الفئات المستهدفة.
فيما وضعت الكاتبة والمخرجة اللبنانية ريمى عقل جمهور المنتدى الدولى للاتصال الحكومى 2021 أمام عرض تفاعلى ملهم مزج بين المؤثرات البصرية والغناء والتعبير الخطابى لتجيب عن السؤال المركزى الذى جعلته محور مشاركتها فى الدورة العاشرة من المنتدى: من أين أجلب قوتي؟، وأجابت على هذا السؤال بالقول إنها تستمد قوتها من تجاربها ومن عائلتها والمحيطين بها، ومن كل حرف فى العبارات التى تقال لها لتدفعها إلى اليأس، ومن الحوارات التى تجعلها تتساءل بشأن ما إذا كانت مخطئة فى خياراتها، ومن تشكيك البعض فى جدوى الفن، ورأت أن بإمكان المرء أن يستمد قوته أيضًا من الأخطاء التى يرتكبها ومن التأجيلات وخيبات الأمل ونقاط الضعف، ليستمر بعد ذلك فى المجاهدة لتحقيق الذات.
وتفاعل الجمهور مع العرض الذى بدأته عقل بفيديو بانورامى يتتبع رحلة أحلام الطفولة وجهادها بين غابة الأفكار وعادات المجتمع، وكيف يوسع الطفل زوايا من مخيلته ليتخطى حواجز اللاتواصل ويؤهل نفسه للاندماج مع العالم بشروطه القاسية، فى عالم يحفل بالفوضى والحروب والدمار واللامساواة فى الفرص وفى شروط الأمان ومستويات الكفاح لبلوغ الأحلام.
ووظفت ريمى عقل الغناء فى مشاركتها لاستكمال فكرتها، حيث حاولت أن توصل رسالة عن حضور المرأة المكتمل بذاتها وكينونتها، وأنها تستطيع أن تحقق لنفسها مكانة فى مجتمعها، وأن تحصد تميزها فى جوانب مختلفة من الحياة، فى الرياضة والفن والأنشطة العملية على اختلافها.
ووضعت عقل الجمهور أمام التساؤل بشأن مصادر الإلهام وما إذا كانت قراءاتنا ومشاهداتنا وحدها تمثل الخلفية التى تلهمنا، لتجيب بالقول أن الإلهام ينبع أيضًا من القلب ومن يومياتنا ومشاهداتنا فى الحياة، وأن القراءة مجرد مصدر واحد لا يلغى الحاجة إلى الغوص فى الذات وتأمل ما تقوله حياتنا اليومية وتأملاتنا للتفاصيل التى تختزنها.
وركزت ريمى عقل كذلك على توضيح أنها تتجنب العنف اللفظى والتعبيرات الغاضبة وتراعى حساسية اللغة حتى لا تتطابق مع عنف الواقع أو تستجيب له وتكرره، ورأت أننا بحاجة لمداخل وأساليب أخرى لرواية قصص تجعل من تواصلها مع العالم يستبدل اللغة العنيفة بلغة أخرى تليق بالمستقبل.
وحول موضوع النسوية فى أعمالها ترى أن مقابلة العنف بعنف مماثل لا يولد سوى المزيد من الفوضى والخطابات العنيفة، وأن مقابلة اللامبالاة بمثلها تولد مشاعر سلبية، وأن الطريقة المثلى للتواصل تقتضى التواضع، وختمت فى خطابها بالإشارة إلى غنى اللغة العربية وأنها تحفل بقاموس يسعفنا فى التعبير عن الأفكار والمشاعر دون اللجوء إلى الغضب وإلى العنف اللفظى فى التواصل.