ارتبط تاريخ الزعيم جمال عبد الناصر بحبه للإبداع والفكر، فأطلق جوائز الدولة لتحفيز المفكرين والأدباء على الاستمرار فى مجدهم الأدبى والعلمى، وكان الزعيم غير بعيد عن هذا الإبداع فكتب عددا من المؤلفات منها ما نشر خلال حياته ومنها ما نشر بعد رحيله من خلال مجموعة من أوراقه الخاصة التى سجلها بخط يده وتعبر عن أفكاره ووجهة نظره وسياسته المختلفة، ومع حلول ذكرى رحيله الـ51، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 28 سبتمبر من عام 1970م، نستعرض مؤلفاته.
كتاب "فلسفة الثورة"
فلسفة الثورة
كتاب "فلسفة الثورة" الذى يعد بمثابة سيرة فكرية للزعيم ناصر، حيث جاء فى مقدمة الكتاب أن ما يكتبه ليس لشرح أهداف ثورة 23 يوليو 1952 وحوادثها، وإنما دورية استكشاف لنفوسنا لنعرف من نحن وما هو دورنا فى تاريخ مصر المتصل الحلقات، واستكشاف الظروف المحيطة بنا فى الماضى والحاضر، لنعرف فى أى طريق نسير، واستكشاف أهدافنا والطاقة التى يجب أن نحشدها لنحقق هذه الأهداف، واستكشاف الظروف المحيطة بنا، لنعرف إننا لا نعيش فى جزيرة يعزلها الماء من جميع الجهات.
ويقول جمال عبد الناصر فى الكتاب: آمنت بالجندية طول عمري، والجندية تجعل للجيش واجبًا وأحدًا، هو أن يموت على حدود وطنه، فلمإذا وجد جيشنا نفسه مضطرًا للعمل فى عاصمة الوطن، لا على حدوده؟
يقول جمال عبد الناصر: دعونى أنبه إلى أن الهزيمة فى فلسطين، والأسلحة ألفاسدة، وأزمة نادى الضباط، لم تكن المنابع الحقيقية التى تدفق منها السيل، لقد كانت هذه كلها عوامل مساعدة على سرعة التدفق.
"يوميات عبد الناصر عن حرب فلسطين"
يوميات جمال عبد الناصر
والكتاب مقتطفات من يوميات عبد الناصر خلال وجوده فى جبهة القتال فى فلسطين خلال حرب 1948، عبارة عن سرد لأحداث يومية فى هذه الحرب كتبها بخط يده، وقد نشرت هذه اليوميات أول مرة فى مجلة آخر ساعة فى سنة 1955، وأعيد نشرها فى كتيب صدر عن مؤسسة الوطن العربى للطباعة والنشر فى باريس فى سنة 1978م.
ويقول الكاتب الكبير سعيد الشحات فى إحدى مقالاته بعنوان "يوميات جمال عبد الناصر بقلم السناوى": فى كتابه المدهش "يوميات جمال عبد الناصر فى حرب فلسطين.. النصوص الكاملة بخط يده"، يحكى الكاتب الكبير الصديق الأستاذ عبد الله السناوى فى مقدمة الكتاب، قصة كتابة عبد الناصر هذه اليوميات، مشيراً إلى أن الصاغ جمال عبد الناصر والذى كان رئيس أركان الكتيبة المصرية السادسة فى حرب فلسطين، ورقى خلالها إلى رتبة بكباشى، كان يجلس على مكتب متواضع فوقه "لمبة جاز" فى غرفة صغيرة لا يوجد باب عليها، ويكتب يومياته فى دفترين، أولهما: دفتر رسمى، يكتب على أساسه تقاريره إلى رئاسة الحملة، سجل عليه "ملخص الحوادث والمعلومات"، وتشمل تعليمات القيادة وحركة القوات وعمليات القتال، وتضمن هذا الدفتر ملاحظات وشهادات، يقول عنها السناوى إن لها قيمة تاريخية تكتسبها من أن صاحبها رجل قدر له بعد أربع سنوات أن يمسك بمقاليد الأمور فى مصر، ويقود أوسع عملية تغيير اجتماعى واستراتيجى قلبت معادلات المنطقة وحسابات القوة فيها.
أما الدفتر الثانى فكان شخصياً أودع فيه جمال عبد الناصر مكنونات صدره عن ذات الأحداث والوقائع بتفاصيل أكثر تعبيراً عن آرائه وأفكاره، ودواعى الغضب الذى اعتراه من تخبط القادة وغياب التخطيط، وهو غضب لخصه فى عبارة قاطعة كتبها بخط يده: "فقدنا الإيمان فى قيادة الجيش وفى قيادة البلاد"، ويقول السناوى، إن تلك العبارة بخلفياتها فى ميادين القتال والفوضى الضاربة فيها نقطة تحول جوهرية فى حياة جمال عبد الناصر حكمت مصيره ومصير مصر والعرب معه بعد سنوات قليلة، وهذه العبارة بالذات تلخص الموقف كله، ففيها تبدو فكرة الثورة عند لحظة ولادتها فى قلب رجل يواجه الموت فى ميادين القتال.
"ستون عاما على ثورة يوليو جمال عبد الناصر – الأوراق الخاصة"
ستون عاما على ثورة يوليو جمال عبد الناصر
صدر عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، فى ستة أجزاء صدر منهم خمسة حتى الآن وهي: "جمال عبد الناصر طالبا وضابطا"، و"الثورة فى سنواتها الأولى"، "تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثى على مصر فى 1956"، "الوحدة المصرية السورية"، "ثورة داخلية فى مصر وانطلاقة عربية وعالمية من 1961 – 1967"، وسيصدر الجزء السادس تحت عنوان "عدوان 1967 وحرب الاستنزاف".
والكتاب من إعداد هدى جمال عبد الناصر، ابنة الرئيس الراحل، وهو عبارة عن أوراق لم تكتب للنشر بل كتبها "عبد الناصر" لنفسه، فكشفت عن أفكاره ومعتقداته وسياساته المختلفة.
"فى سبيل الحرية"