قرأت لك .. "المتمردة" كتاب عن إلهام شاهين ورحلتها مع المسرح

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 07:00 ص
قرأت لك .. "المتمردة" كتاب عن إلهام شاهين ورحلتها مع المسرح غلاف الكتاب والزميل جمال عبد الناصر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نلقى الضوء على كتاب "المتمردة.. إلهام شاهين" للزميل جمال عبد الناصر، وقد صدر الكتاب على هامش المهرجان القومى للمسرح المصرى في دورته الـ 14.

ويقول جمال عبد الناصر تحت عنوان: لماذا هى متمردة؟

حينما كلفت بمشروع " كتاب " عن النجمة إلهام شاهين فرحت فرحا شديدا، لأننى من المعجبين بتجربتها الفنية وبشخصيتها الإنسانية،  فهى فنانة صاحبة تجربة استثنائية فى الفن، مارست كل أنواع الفنون الأدائية،  والحقيقة أن إعادة تأمل مشروعها الفنى كاملا لم يكن سهلا لأنها تمتلك مسيرة ثرية من الأعمال المسرحية والسينمائية والتليفزيونية،  إضافة لعملها كمنتجة تختار ما تقدمه من موضوعات تتماس مع المجتمع ومع قضية المرأة التى هى همها وشاغلها الشاغل فى الفترة الأخيرة إضافة لكونها فنانة مثقفة تواجه ما تجده فى مجتمعها من سلبيات وتعبر عن رأيها بكل أريحية وطلاقة ولا تخشى لومة لائم وتكشف عن آرائها فى الملأ.  

المتمردة
 
كنت فى حيرة من اختيار اسم لكتاب النجمة إلهام شاهين ما بين " سيزونيا المسرح المصرى " استنادا للشخصية التى قدمتها فى مسرحية كاليجولا مع النجم نور الشريف والتى حققت بها نجاحا كبيرا وبين اسم "المتمردة" التى هى نفسها عندما سئلت فى أحد البرامج عن اختيار عنوان لكتاب تقدمه عن نفسها يتناول قصة حياتها فقالت "المتمردة"،  ولكنى فى النهاية وبعد تفكير جنحت أكثر إلى "المتمردة" لعدة أسباب أولها أنها فعلا كانت متمردة منذ طفولتها،  فقد تمردت على رفض والدها دخولها عالم الفن ودراسته بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية وقررت تحقيق أحلامها ومواجهة سلطة الأب ونجحت فى تمردها والتحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية ودرست ما تحبه،  وكانت تلك بداية فكرة التمرد فى حياتها،  واستمر التمرد فى حياة إلهام شاهين الفنية فقدمت الكثير من الأدوار التى تتماس مع تمردها فى المسرح والسينما والتليفزيون،  وحتى خارج إطار الشخصيات ستجد أن الهام شاهين شخصية متمردة فى حياتها والتمرد على الواقع الذى لا يرضيها الذى هو كان أولى خطوات النجاح بالنسبة لإلهام شاهين ومازالت تلك النجمة تعيش حالات التمرد حتى الآن حينما تتمرد على الواقع الذى لا تراه مناسبا للمرأة فتقدم الشخصيات المتمردة فى السينما وفى الدراما التليفزيونية،  فالتمرد على سكون التقاليد وعدم إعادتها لذاتها هو عنوان الفنانة الهام شاهين دائما وتمردها دائما يقودها الى الثورة على الذات والواقع .
 
تكريم الهام شاهين فى المهرجان القومى للمسرح ربما قد يدهش البعض لكونها بعيدة عن المسرح منذ فترة لكن المتأمل فى مسيرتها المسرحية سيجدها تمتلك رصيد لا باس به من الأعمال التى شاركت فيها كبار النجوم مثل محمد صبحى ومحمود عبد العزيز وسمير غانم ونور الشريف وحسن عابدين وعبد المنعم مدبولى وجورج سيدهم و يوسف شعبان و حسن حسنى فكل هؤلاء العظام وقفت أمامهم على خشبة المسرح،  كما تعاملت مع كبار المخرجين فى المسرح المصرى وتعلمت منهم بداية من كمال ياسين مكتشفها ثم سعد أردش وجلال الشرقاوى وفهمى الخولى ومحمد عبد العزيز وغيرهم، فرصيدها المسرحى يتجاوز الـ 25 مسرحية وهو عدد كبير فى مسيرة فنانة عشقت المسرح وكان هو بوابة عبورها للفن ولذلك وجب تكريمها فى المهرجان القومى وربما تأخر هذا التكريم ولكن الفنان القدير يوسف اسماعيل رئيس المهرجان كان صاحب المبادرة فى تكريمها وأجمعت اللجنة العليا على التكريم لوعيهم بما قدمته من تجارب كثيرة على المسرح المصرى والعربى . 
جمال عبد الناصر
 
مسارات متعددة ومتشابكة قطعتها النجمة الهام شاهين طوال مشوارها الفنى،  فمنذ اللحظة الأولى التى دخلت فيها المعهد العالى للفنون المسرحية وهى تحمل بداخلها التمرد،  وطوال مشوارها الفنى كانت ترفض تقديم النوعية السهلة من الفن،  فالهام شاهين الفنانة المسرحية قدمت اوجه كثيرة على خشبة المسرح عبر رحلتها فقدمت المرأة القوية والمرأة البسيطة والجريئة والغامضة والمتمردة وقدمت الكوميديا أيضا فى عدة أعمال منها المتحذلقات لموليير،  وكان المسرح هو بوابة العبور للسينما والتليفزيون حينما شاهدها مخرجو السينما فى المسرح فالتقطوها وقدموها فى السينما فى اول اعمالها " امهات فى المنفى عام 1981،  وبعدها فيلم "العار " عام 1982 الذى كان بداية شهرتها وانطلاقتها الفنية،  وظلت طوال مشوارها الفنى تتعامل مع مهنة التمثيل باعتبارها حياة تعيش فيها وليس باعتبارها عملا موازيا أو مكملا للحياة فهى دائما مهمومة بالقضية الفنية التى تقدمها . 
 
إلهام شاهين كان آخر وقوف لها على خشبة المسرح أمام الراحل سمير غانم فى مسرحية "بهلول فى استنبول" التى عرضت عام 1995 واستمر عرضها لمدة خمس سنوات،  و رغم ابتعادها عن المسرح منذ عام 2000 إلا أنها لم تنقطع عنه كعاشقة ومشاهدة ومتابعة فكنت دائما اجدها حاضرة فى المسارح تشاهد زملائها من النجوم بل تذهب لتشاهد الكثير من التجارب الشابة وأنا شخصيا شاهدت لى عرضا من اخراجى قدمته على مسرح الهوسابير وهو " حكاية طرابلسية " بطولة الفنانة الليبية خدوجة صبرى ووقتها اتذكر أننى سألتها لماذا لا تعود إلهام شاهين إلى المسرح فقالت : اذا وجدت التجربة التى تستفزني كممثلة سوف أعود لأننى توقفت عن المسرح حينما وجدته ليس المسرح الذى أحبه والذى تربيت عليه فقد انحرف مسار المسرح وغرق فى الاعمال السطحية . 
 
قراءة مسيرة الهام شاهين الفنية سوف تتركز فى هذا المشروع على أدوارها المسرحية وبدايات حبها للمسرح الذى وجهها لدراسته فهى خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية وتكاد تكون هى النجمة السينمائية الوحيدة التى خرجت من بوتقة المسرح عبر المعهد،  و بما أن التكريم هذه المرة يأتى من المهرجان القومى للمسرح باعتبارها أحد اللواتى اسهمن فى اثراء هذا الفن فى فترة ما،  ولكن لا مانع من التطرق لبعض اعمالها السينمائية او التليفزيونية بشكل عابر،  وكما ذكرت أن بداياتها المسرحية ساهمت بشكل كبير فى شهرتها فى الوسط الفنى وحصولها على ادوار فى السينما والتليفزيون حتى اصبحت ممثلة تحترف تجسيد كل الشخصيات الدرامية واستفادت كثيرا من عملها بالمسرح حينما ذهبت للسينما،  فالتجارب المسرحية التى قدمتها اضفت على ادوارها خبرة مكنتها من القدرة على التعبير عن الالم والحزن بدون افتعال او جهد وهنا تصعد الجملة الشهيرة: " ممثل المسرح يستطيع ان يمثل فى السينما والتليفزيون بسهولة شديدة لأنه واجه جمهوره بشكل مباشر " وهكذا كانت الهام شاهين فى اولى خطواتها فى السينما ممثلة تمتلك حضورا ونضجا وقدرة على التشخيص .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة