يقف صامدًا كصمود المعبد تزين وجهه ابتسامة الرضا كما تزين الرسومات واجهة معبد دندرة بقنا الذي ظل يعمل بداخله على مدار السنوات الماضية، محافظًا علي مهنته التي اكتسبها منذ الصغر وهي بيع المنتجات للسياح والحديث معهم، ومحافظًا أيضًا علي نظافة المكان المتواجد فيه.
ورغم عدم التحاقه بالتعليم إلا أنه استطاع تعلم الحديث بالعديد من اللغات من خلال تعامله مع السائحين من مختلف أنحاء العالم علي مدار أكثر من 50 عامًا مضت، لم يتجه للعمل في مجال آخر ولا يعرف شيئًا سوي الذهاب صباحًا للمعبد لممارسة عمله والكسب والرزق، يتمتم بآيات من القرآن في وقت استراحته ويواظب علي أداء الصلاة في أوقاتها.
قال حسن خليل، بائع بمعبد دندرة، إنه بدأ العمل في مجال منذ الصغر ولم يعمل في مجال آخر سوى السياحة التي اعتمد عيها كمصدر رزق، ولم يلتحق بمدرسة أو كتاب لذلك لا يجيد القراءة والكتابة، لكنه تعلم اللغات بالممارسة من خلال التعامل والبيع والشراء في مجال السياحة حتي أصبح يجيد معظم اللغات، لافتًا إلى أن حسن التعامل مع السائحين ساعده في تعلم كلى شيء، لأن السائح يأتي من الأقصر، فلذلك يجب أن تكون معاملته طيبة وحسنه حتى يعود مرة أخرى.
وأوضح العم حسن خليل، أنه وجد صعوبة في التعامل مع السائحين ببداية عمله ولذلك كان يتواصل معهم عن طريق المرشدين للبيع والشراء، ولكنه بعد سنوات أتقن البيع والشراء مباشرة مع السائحين والتحدث باللغة الفرنسية والإنجليزية والإسبانية وبعد اللغات الأخرى.
وأكد العم حسن خليل، أن معبد دندرة من أجمل المعابد الموجودة في مصر وذلك لتمتعه بالنقوش والرسومات المختلفة ووجود سرداب أسفله يتبع المعبد، ويتميز بمساحته الواسعة والدقة في رسوماته وكذلك الحائط التي تتواجد في البداية والتي يزيد عرضها عن 7 أمتار.
وأشار العم حسن، إلى أن فترات الفراغ بالنسبة له يستغلها في العزف علي الكولة وهي موهبة اكتسبها عن طريق الممارسة وليس عن طريق التعلم ويعزف بها المديح النبوي داخل البازار الخاص به، ويستمع إليه البائعين وكذلك السائحين الذين يستمتعون بعزفه علي آلة الكولة التي صنعها من قطعة حديدية.
وتابع العم حسن خليل، حديثه لافتًا إلى أنه عمل في مجال السياحة طوال حياته ورغم تراجع الأعداد بسبب فيروس كورونا إلا أنها مصدر دخل ورزق وحيد له وللأبناء، يقوم من خلالها ببيع الجلباب والشال وغيرها من المنتجات للسائحين، مؤكدًا أنه محب للمهنة.
مراسل اليوم السابع مع عم حسن
