كانت الفنانة الكبيرة فردوس محمد ولا زالت أشهر أم في السينما المصرية، فهى من أصدق الفنانات اللاتى جسدن أدوار الأم على الشاشة والتي يشعر الجميع بصدقها وإبداعها في تجسيد هذا الدور وبأنها لا تمثل بل تعبر عن مشاعرها الحقيقية.
وكانت الفنانة الكبيرة تتمتع بمحبة كل أبناء الوسط الفنى، واعتبرها الكثير من النجوم بمثابة الأم التي يبوحون لها بكل أسرارهم ويستشيرونها في كل أمورهم.
وحظيت فردوس محمد بمكانة كبيرة لدى الفنانة فاتن حمامة التى جمعتها بها صلة قوية منذ طفولتها وكانت تبوح لها بكل أسرارها، فتبكى فردوس محمد إذا رأتها حزينة وتنصحها بما تنصح به الأم ابنتها، كما كانت من أقرب صديقات كوكب الشرق ام كلثوم، وكانت أم السينما المصرية تجود بمعظم ما تحصل عليه من أجر على المحتاجين من العمال وصغار الفنانين.
وبلغت مكانة فردوس محمد بين أهل الفن أن نقابة الممثلين كرمتها فى أول احتفال بعيد الأم وتسلمت التكريم وهى لا تتمالك دموعها وسط تصفيق جميع الفنانين.
عانت الفنانة الكبيرة في نهاية حياتها مع المرض لفترة قبل وفاتها، حيث أصيبت بمرض السرطان وأحاطها كل أبنائها وزملائها فى الوسط الفنى بمشاعر الحب.
ورغم ذلك كانت أم السينما المصرية تبكى في نهاية حياتها ليس بسبب المرض لأنها كانت مؤمنة بقضاء الله لكنها كانت تبكى بدموع الشكر والعرفان لمشاعر الحب التي احاطها بها زملائها وابنائها في الوسط الفني فترة مرضها، وللدولة التي كرمتها وتدخلت لعلاجها على نفقتها وقررت سفرها للعلاج بالخارج.
وكان هناك سبب أخر لبكاء أم السينما المصرية في نهاية حياتها وهو عندما تطوعت بعض الصحف وقتها لتطلق دعوة للقراء للتبرع لعلاج الفنانة الكبيرة وحتى تعينها هذه التبرعات على مواجهة محنة المرض ، وهو ما شعرت معه فردوس محمد بالمرارة ، وهو ما كتب عنه الكاتب الكبير صالح جودت حيث أشار إلى أن من أطلقوا الدعوة للتبرع رغم حسن نيتهم وحبهم للفنانة الكبيرة لا يعرفون مقدار عزة نفسها وكبريائها وأنها لا تقبل أن تمد يدها لقبول هذه التبرعات، وترد دائما حين يسألها أحد حتى وإن كان من المقربين منها :"مستورة والحمد لله".