روايات البوكر.. عباس بيضون يسرد تأثيرات الحرب الأهلية اللبنانية فى "علب الرغبة"

السبت، 04 سبتمبر 2021 08:00 ص
روايات البوكر.. عباس بيضون يسرد تأثيرات الحرب الأهلية اللبنانية فى "علب الرغبة" رواية علب الرغبة
كتب عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تظهر الحرب الأهلية اللبنانية كمشهد رئيس في العديد من الروايات اللبنانية خصوصا تلك التى حصلت على البوكر، ومن هذه الروايات "علب الرغبة" للكاتب اللبناني عباس بيضون، والتي صدرت عن دار العين عام 2020 والتى تبدأ فى لبنان، حيث يروي بسام وقائع اغتيال صديقه عزيز من قبل تنظيم إسلامى مناوئ للمقاومة الفلسطينية التى كان عزيز فى صف حلفائها.

وعلى خط آخر ربطت عزيز علاقة غرام بندى المتزوجة، الأمر الذى استغله التنظيم للتحريض على عزيز فى بلدته "الميدان" التى يسيطر التنظيم عليها، بحيث صار الجو مهيئا لمقتله، وبحيث بدأ الاغتيال بإرادة مشتركة بين عدة أشخاص، ووقف بسام إلى جانب ندى وتحول هذا إلى غرام بين الاثنين، فى هذه الاثناء، تحتل إسرائيل لبنان ويتصدى التنظيم لها، ويقتل قتلة عزيز الواحد تلو الآخر.

ندى بدورها وفى مرحلة مبكرة من حياتها أجبرت على الزواج من شخص لا تحبه، ولهذا أحبت عزيز الذى رأته مخرجا لها من حياتها البائسة وتتطرق الرواية عبر حكاية ندا وعزيز وتشعباتها إلى التغييرات التي طرأت على المدن والضواحى أثناء الحب الأهلية وتحويلها لثكنة عسكرية وانحيازات السكان.

ومن الرواية: "ندى الصولي شقراء، لا أعرف كلمة أفضل لوصفها. الشقرة التي تجعل صاحبتها ملونة ذهبية إلي حد. لا أعرف إذا كانت قسماتها جميلة، لكن لون وجهها ونظراتها الطرفية ونتعة عنقها من هذه الشقرة. لندى الصولي طلّة أكبر من هيئتها، طلّة أعلى من قامتها القصيرة وليس هذا دائمًا متناسقًا، لكنه دائمًا مشرق. ثم هناك فتحة الفم المضمومة كقُبلة، والنظرة الشهلاء الغضبي التي فيها من ذلك طرف دعوة. مدة العُنق إلى أعلى وبقدر من مبالغة. في هذا شيء من السينما، من فاتن حمامة وماجدة، ومن هند رستم هذه الغنّة والغُنج في الصوت. نظرنا إليها في المدرسة دائمًا كصورة. وهي تصرّفت كما لو أن طول نظراتنا يُهينها ويجعلها ترفع وجهها أكثر إلى أعلى، أو تقفله في وجوهنا".

عباس بيضون شاعر وروائى لبنانى ولد عام 1945 في صور، وقد صدرت له 18 مجموعة شعرية، ترجمت مختارات منها إلى الإنجليزية والألمانية والفرنسية وغيرها من اللغات كما أصدر العديد من الروايات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة