أكدت حركة طالبان أن الحكومة الجديدة التي يتوقع أن تشكلها الحركة، لن تكشف قبل السبت على أقرب تقدير، وسيتعين على الأفغان والمجتمع الدولي الانتظار لفترة أطول قليلا، بعد تعهدها بأن تكون أكثر انفتاحا، حسبما ذكرت وسائل إعلام فرنسية.
وأوضح ناطق باسم الحركة، أنه "ليس من المقرر الإعلان عن الحكومة الجديدة، ويجب عدم توقع أي تطور في هذا الشأن قبل السبت".
وأكد نائب رئيس مكتبها السياسي، شير محمد عباس ستانيكزاي، الأربعاء، لشبكة "بي بي سي" أن "الحكومة الجديدة ستعلن في غضون يومين".
ورغم دعوات إدماج النساء في الحكومة الجديدة، إلا أن الحركة استبعدت ذلك، وفي هذا الإطار، قال ستانكزاي، إن "النساء سيتمكنّ من مواصلة العمل لكن قد لا يكون لهن مكان في الحكومة المستقبلية أو في مناصب أخرى رفيعة".
ودفع هذا الاحتمال ناشطات أفغانيات للنزول إلى الشوارع، وشاركت حوالى 50 امرأة في تظاهرة ندر مثيلها للمطالبة بحق العمل والاحتجاج على تغييب المرأة عن مؤسسات الحكم في هرات وهي مدينة كبيرة في غرب أفغانستان قرب الحدود الإيرانية.
ويعد الاقتصاد التحدي الأكثر إلحاحا إذ جمّدت المساعدات الدولية المقدمة لأفغانستان، إحدى أفقر دول العالم والتي يعتمد اقتصادها عليها إلى حد كبير.
بدوره، قال يبى كوفود، وزير الخارجية الدنماركي، إن بلاده لن تعترف بأى حكومة تشكلها حركة "طالبان" الأفغانية، بحسب "روسيا اليوم" .
وأضاف الوزير فى حديثه مع الإذاعة الدنماركية "دى آر" يوم الجمعة أن قادة بلاده يشعرون بالقلق بشأن "ضمان أن التقدم الذى أحرزناه على مدار عقدين من الجهود فى أفغانستان يمكن أن يستمر".
وأوضح أن الأولوية الأكثر إلحاحا هى ضمان أن يتمكن كل شخص مدرج بقائمة الإجلاء الدنماركية من مغادرة أفغانستان "بترتيب جيد".
وكانت مصادر فى "طالبان" قالت إن الملا عبد الغنى بردار، أحد مؤسسى الحركة، سيرأس الحكومة الجديدة فى أفغانستان.
وفى السياق ذاته، قالت مصادر من "طالبان" أن الحركة أصبحت تسيطر الآن على جميع أنحاء أفغانستان، وكانت الحركة أعلنت عن سيطرتها على ثانى أكبر منطقة فى ولاية بنجشير التى لا تزال آخر بؤرة للمقاومة المناهضة لها فى البلاد.
وفى وقت سابق، أعلنت حركة "طالبان" عن سيطرتها على ثانى أكبر منطقة فى ولاية بنجشير التى لا تزال آخر بؤرة للمقاومة المناهضة لها فى البلاد.
وذكر المتحدث باسم "طالبان" الحنفى وردك على حسابه فى "تويتر" اليوم الجمعة: "تم تطهير منطقة بريان الكبيرة والاستراتيجية فى بنجشير بالكامل من التشكيلات الإجرامية، وهى ثانى أكبر منطقة فى بنجشير".
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة التي حذّرت الثلاثاء من وقوع "كارثة إنسانية"، استئناف مساعداتها الإنسانية في شمال أفغانستان وجنوبها، فيما أعلنت شركة"أريانا للخطوط الجوية الأفغانية" استئناف رحلاتها الداخلية.
كذلك، تعهدت الصين إبقاء سفارتها في أفغانستان وزيادة مساعدتها للبلاد التي مزقتها عقود من الصراع، وفقا لناطق باسم طالبان.
وبعد أسبوع تقريبا من انتهاء الجسر الجوي الذي أقيم في مطار كابول لإجلاء أفغان ورعايا أجانب، تواصل الشبكات الدبلوماسية نشاطها في محاولة لمساعدة اللاجئين الأفغان.
وتتفاوض المنظمات الإنسانية في الكواليس مع نظام طالبان الجديد بهدف مواصلة أنشطتها داخل أفغانستان، التي باتت على شفير "كارثة إنسانية" محتملة، فيما تخيّم الضبابية على الوضع الاقتصادي والمالي.
ويعاني البلد الذي يعد بين أفقر دول العالم من انهيار شامل إذ يرزح تحت وطأة الجفاف وجائحة كورونا وتدفّق الجرحى إلى المستشفيات ونزوح مئات آلاف السكان، فيما يعتمد الاقتصاد على المساعدات الدولية المعلّقة تقريبا في الوقت الحالي.
ويعيش 18 مليونا من أصل سكان أفغانستان المقدّر عددهم بنحو 35 إلى 40 مليون شخص في أوضاع إنسانية كارثية وحذّرت الأمم المتحدة مؤخرا من أن عددا مماثلا قد ينضم إلى هذه الفئة داعية إلى تقديم مساعدات دولية.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من "كارثة إنسانية" وشيكة في أفغانستان وحضّ دول العالم على تقديم مساعدات مالية عاجلة في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية".
ميدانيا، تعيش المنظمات غير الحكومية حالة عدم يقين بينما تحاول الحصول على ضمانات بشأن استمرارية برامجها.
وتقول المتحدثة الرسمية باسم المجلس النروجي للاجئين ميشيل ديلاني "إن فرقنا على الأرض بدأت تنخرط في مناقشات مع طالبان في عدّة ولايات. وطلبوا منّا في كلّ مرّة أن نواصل القيام بعملنا".
وأكّدت منظمات غير حكومية أخرى أنها تجري محادثات مع طالبان بغية مواصلة عملياتها على الأرض أو أنها تبلّغت ضمانات أمنية لمواصلة البرامج القائمة.
وكانت حركة طالبان علّقت تصاريح العمل الممنوحة لمنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر في المناطق التي سيطرت عليها، قبل إعادتها لاحقا.
وكانت هذه العقوبة فُرضت على اللجنة الدولية للصليب الأحمر طيلة أشهر عام 2018، فضلًا عن طلب طالبان حينها تغييرات في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي اعتبرها البعض مؤامرة غربية.
وبالتالي فإن أفغانستان وباكستان البلدان الوحيدان حيث لا يزال شلل الأطفال متفشّيًا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه يأمل أن تتصرف حركة طالبان بطريقة "متحضرة" في أفغانستان، كي يتمكن المجتمع الدولي من الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع كابول.
وقال بوتين، خلال جلسة عامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى الشرق الروسي، إن "روسيا مهتمة بعدم تفكك أفغانستان. إذا حصل هذا لن يكون هناك أي طرف للتفاوض معه".
وأضاف: "كلما أسرعت طالبان في الانضمام لأسرة الشعوب المتحضرة، إذا جاز التعبير، سيكون من الأسهل التواصل معها والتأثير عليها نوعا ما وطرح أسئلة".
وأوضح أن انسحاب القوات بقيادة أمريكية من أفغانستان الذي استكمل الشهر الماضي انتهى بـ"كارثة".
وتابع: "أنفقوا 1.5 تريليون دولار على هذه الحملة والنتيجة؟ لا نتيجة".
واتخذت روسيا نهجا حذرا في تعاملها مع طالبان التي سيطرت على السلطة في أفغانستان هذا الصيف.
والتقى سفير روسيا لدى كابول ممثلين عن طالبان بعد بضعة أيام من سيطرتها على السلطة، وقال إن موسكو ستبقي على سفارتها في أفغانستان.
وحذرت روسيا من احتمال تسلل جماعات متطرفة بين لاجئين بذريعة الاضطرابات السياسية لدخول دول مجاورة.
وتتشارك أفغانستان الحدود مع 3 جمهوريات سوفياتية سابقة في آسيا الوسطى، لروسيا قواعد عسكرية فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة