"النساء.. يفعلن كل شيء، يرتبن كل شيء، يعملن بكل شيء، ينفخن الحياة فى كل شيء، يصبرن على كل شيء".. فالمرأة اليوم أصبحت تتسلح بالقوة والعزيمة والشموخ، متمردة بأفكارها ومتمسكة بمبادئها محققة أهدافها بعزة وكرامة وعفة.
لم يعد عمل المرأة يقتصر على الأعمال التقليدية التى عاهدناها، بل أصبح من البديهى أن تجد امرأة سباكة أو نجارة أو ميكانيكية أو سائقة شاحنة أو حاملة أثقال أو جزارة تحمل الساطور والسكين أو حدادة تطوع الحديد فبدأت المرأة تقتحم مهن ذكورية شاقة من الدرجة الأولى، وكسرت الحدود بينها وبين العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية واتخذت من ذاتها القوية واجهة لها لقهر الظروف وضربت أروع الأمثلة فى البذل والعطاء وفعل المستحيل لتثبت لنا يوما بعد يوم أن المرأة صاحبة إرادة صلبة لا تقهر.
ومن هذه الأمثلة الناجحة والمؤثرة، المعلمة سهير عباس، الشهيرة بـ"أم طارق" والبالغة من العمر 60 عاما، الجميلة بشموخها وكبريائها، لاتزال صامدة فى وجه الريح بنفس روح الحماس والعزم الصادق رغم كل التحديات والمصاعب. فوجدت نفسها تحمل السكين والساطور وترى الذبيح والدماء وتنظف وتقطع الكوارع والممبار والكرشة ولحمة الرأس منذ أن كان عمرها ثمانى سنوات، حتى احترفت الجزارة اقتداءً بأجدادها ووالديها، متحملة المسئولية ومتحدية مشقة العمل لتصبح ملكة الجزارة بشارع السلخانة بمدينة المنصورة.
تحكى المعلمة سهير، أنها عندما نشأت فى طفولتها وجدت كل من حولها يعمل فى مجال الجزارة، من أجدادها لوالديها، فكبرت وترعرعت فى أسرة تحترف الجزارة وهذا بدوره أثر على طبيعة شخصيتها منذ الطفولة وجعل منها فتاة قوية جريئة بـ100 راجل.
وتقول المعلمة سهير، إنها بدأت جديا تعمل فى مجال الجزارة عندما توفى والدها وكان عمرها ثمانى سنوات، فقررت أن تساعد وتساند والدتها التى كانت تمتهن الجزارة هى الأخرى، ومن تلك اللحظة وهى الجزارة سهير.
وعن طفولتها، تقول سهير، إنها كانت سعيدة لكونها جزارة، فلم تشعر بالخوف يوما من الدماء والسكاكين، وذبح المواشي، مشيرة إلى أنها كانت تعشق وتهوى الجزارة.
"شربت ولادى الجزارة".. فتشير سهير، إلى أن زوجها كان يعمل أيضا فى مجال الجزارة، وقامت بتعليم أولادها الثلاث وابنتها الوحيدة مهنة الجزارة حتى امتهنوا المهنة وأصبحوا هم الأربعة يقفون بجوارها فى سوق الجزارة، مضيفة إلى أن مهنة الجزارة للمرأة ليست عيبا وأبنائها يفتخرون بها.
وتضيف سهير، أنها لم تعرف مهنة أخرى ولم تستطع العمل سوى فى الجزارة، فمن حبها فى المهنة تخصصت فى "حلويات المواشي" من كرشة ومومبار وكوارع ومخ وطحال.
وعن الأسعار تقول المعلمة سهير، إن سعر المومبار البلدى يتراوح بين 35 و 40 جنيها، والكرشة بـ35 جنيها، والكارع يتراوح سعره بين 60 جنيها و100 جنيه.
وتشير المعلمة سهير، إلى أن مهنة الجزارة اختلفت كثيرا عن الماضى فتغير الزمن وتغيرت الظروف، فمن حيث الأسعار كانت فى الماضى أقل والمواشى كانت أفضل وأصح عن اليوم، ومن حيث النظافة، كان فى السابق يبيعون المومبار والكرشة بشعرها دون تنظيف أما اليوم أصبح الزبون يشتهى حلويات المواشى النظيفة "المتشفية".
"حاجتى على الحلة وسنها صغير والزبون بيشترى منى غصبا عنه من نظافة وحلاوة حاجتي" فتقول سهير، إنها تقوم بتنظيف "السقط" جيدا عندما يأتيها من المجزر، وهذا ما جعلها ناجحة ومتميزة فى مجالها ومفضلة لدى الزبائن.
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(1)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(2)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(3)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(4)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(5)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(6)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(7)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(8)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(9)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(10)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(11)
أم-طارق-ملكة-الجزارة-فى-المنصورة-(12)