تعد حديقة الحيوان أحد أبرز المعالم الترفيهية بالجيزة، فقد لقبت منذ افتتاحها عام 1891 على يد الخديوى توفيق بـ "جوهرة التاج لحدائق الحيوان بإفريقيا"، حيث اعتبرت حينها ثانى أكبر حديقة حيوان فى الشرق الأوسط، والأكثر احتواء للنباتات والحيوانات النادرة.
ثمة علاقة تاريخية وذكريات خاصة تربط بين كل مكان بداخل الحديقة وبين زوارها من الجمهور، فبمجرد اجتياز بواباتها العريقة الضخمة تمتزج المشاهد بين الماضى الملكى والحاضر الترفيهى الذى تلتقطه عيناك أثناء التجول بها، فبتذكرة لا يتعدى ثمنها بضع جنيهات تقضى بصحبة أسرتك ساعات وسط الطبيعة البرية، والخدمات الترفيهية التى أضيفت لها فى السنوات الأخيرة.
ولأن حديقة الحيوان هى المقصد الأول للأسرة المصرية تعكف وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى حالياً على إعداد خطة متكاملة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة بتطوير الحدائق فى مصر وفى مقدمتها حديقتي الحيوان و الأورمان بالجيزة ، بحيث يتم البدء فى التنفيذ فى أقرب وقت ، وبما يضمن تحقيق تطوير على كافة المستويات سواء الخدمات المقدمة للزائرين وتشغيل تلك الحدائق.
ويهدف مخطط المشروع إلى تطوير الحدائق بما يضمن تحقيق نقلة عالمية بحيث تضاهى الحدائق العالمية ، وذلك ضمن خطة تطوير شاملة للحدائق.
بالطبع هناك العديد من الخدمات أضيفت لحديقة الحيوان مما يضيف أجواء عصرية للطابع التاريخى للحديقة، لكن هناك الكثير من التطوير الذى يحلم به كل زائر، يوضح مصدر مسئول بوزارة الزراعة أن التطوير يشمل الخدمات والمنشآت بما لا يضر بالحيوانات أو يؤثر عليهم، وأن مصر تطبق كافة المعايير الدولية في الحفاظ على الحيوانات.
أضاف أن برامج مراكز الإكثار فى حديقة الحيوان، ساهمت فى عام 2019 فى ظهور ولدات جديدة من الحيوانات البرية والمهددة بالإنقراض، حيث تم ولادة 21 مولوداً من عدة فصائل حيوانية و14 نوعاً من الحيوانات والطيور المضافة لحدائق الحيوان.
وأكد المصدر أن المخطط يتضمن أن تتم أعمال التطوير بالشراكة مع الخبرات الأجنبية العريقة التي تمتلك خبرات واسعة فى تشغيل الحدائق خاصة فيما يتعلق بالإدارة والتشغيل، بهدف التطوير، مؤكدا أن الهدف الاساسى من أعمال التطوير تعظيم الاستفادة من الحدائق والارتقاء بها وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتبلغ مساحة الحديقة نحو 80 فدانًا، وهى من أكبر الحدائق مساحة على مستوى العالم، وتواجه بوابتها الرئيسية جامعة القاهرة، وتوجد على الضفة الغربية لنهر النيل وتوجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مائية وجسور خشبية، وبحيرات للطيور المعروضة. كما تضم متحف تم بناؤه عام 1906 يحتوى على مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة.
وما زالت بصمات التاريخ الملكى محفورة فى العديد من الأماكن بالحديقة، وهو ما يعطيها نكهة خاصة ومكانة متفردة وسط العديد من حدائق الحيوان على مستوى العالم، ملامح تحكى تاريخ، وطرق ما زالت تحتفظ بقصصها التاريخية، هنا سار الملك، وهنا تجول ابنائه، وهناك التقى بالملوك والرؤساء، ولعل أبرز تلك الملامح الأثرية هى المغارة الملكية، والطريق الملكى، والمتحف الحيوانى، وهى الأماكن التى ما زالت تحتفظ بطابعها الكلاسيكى الملكى بداخل الحديقة.
كما أقيم داخل الحديقة ما يعرف بالكشك اليابانى، وهو متحف صغير داخل الحديقة، يحوى بعض المقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديما وحديثا، تم إنشاؤه فى عهد الملك فؤاد عام 1924 بمناسبة زيارة ولى عهد اليابان لمصر.