آنا مارى روبرتسون موسى أو التى عرفت بالجدة موسى، هى رسامة اشتهرت بعدما قاربت الـ80 عاما، حيث قادت الصدفة أحد جامعى الأعمال الفنية أن يرى لوحة من لوحاتها المرسومة معلقة على جدار كوخها، فأعجب بها وبطريقة رسمها المتميز، وقام بعرضها فى مزاد بمدينة نيويورك باعها بـ 150,000 دولار، ومع حلول ذكرى ميلاده، إذ ولدت فى مثل هذا اليوم 7 سبتمبر من عام 1860م، ونستعرض فى التقرير التالى سيرة حياتها.
للجدة موسى قصة منذ أن كانت صغيرة، فعندما كانت الثالثة من بين عشرة أطفال، وكان والدها يدير مطحنة الكتان وكان مزارعًا، التحقت بمدرسة مكونة من غرفة واحدة لفترة قصيرة من الزمن، وهذه المدرسة هى الآن متحف بنينجتون فى فيرمونت، الذي يضم أكبر مجموعة من أعمالها في الولايات المتحدة.
بدأت جدة موسى بالرسم كطفلة باستخدام عصير الليمون والعنب لعمل ألوان لها مناظر طبيعية، وشملت المواد الطبيعية الأخرى التي استخدمتها لإنشاء أعمال فنية الطين والعشب ومعجون الطحين والجير البطيء ونشارة الخشب.
لكن الظروف جعلتها تترك منزلها وهى فى سن 12 عامًا ، لتعمل لدى عائلة ثرية مجاورة كمزارعة، استمرت فى العمل بجانب طهى الطعام وأعمال الخياطة لمدة 15 عامًا، لاحظت إحدى العائلات التى عملت من أجلها اهتمامها بمطبوعات كورير وإيفز وقد زودوها بمواد فنية لإنشاء رسومات.
وفى سن الـ 27 من عمرها عملت مع زوجها في نفس المزرعة بولاية فرجينيا، حيث قضيا ما يقرب من عقدين من الزمن، يعيشان ويعملان فى خمس مزارع محلية منفصلة، وفى وقت لاحق اشترى الزوجان مزرعة.
كانت الجدة موسى مبدعة فى منزلها، حيث كانت تزين جدار البيت بأعمالها الفنية، كما ابتكرت أيضًا أشياء مبطنة جميلة، فى سن 76، أصيبت بالتهاب المفاصل، مما جعل التطريز مؤلمًا، اقترحت أختها أن تكون اللوحة أسهل بالنسبة لها، وقد حفزت هذه الفكرة مسيرة موسى الفنية في أواخر السبعينيات من عمرها.
حلم الشهرة كان حلما لديها منذ الطفولة، لكن مع عدم وجود وقت فى حياتها الزراعية الصعبة لمتابعة الرسم، كان الأمر صعب تحقيقه، كانت مضطرة لتضع جانبا شغفها بالطلاء، كان تشجيع والدها هو الذى غذى شغفها بالطلاء وتمكن هذا الحلم من الظهور لاحقًا في حياتها، وكتبت وهى فى عمر ناهز 92 عامًا، "كنت صغيرة جدًا، كان أبى سيصطحبنى وأشقائى على ورقة بيضاء، كان يحب أن يرانا يرسم الصور".
كانت الجدة موسى تتقاضى ما بين 3 إلى 5 دولارات مقابل اللوحة، وهذا يتوقف على حجمها، ومع زيادة شهرتها، تم بيع أعمالها بمبلغ يتراوح بين 8000 دولار و10 آلاف دولار.
وكانت الصدفة التي جعلتها تحقق حلمها كرسامة مشهورة هو عند زيارة من أحد الأشخاص يدعى Louis J. Caldor، وهو جامع أعمال فنية، لشلالات Hoosick فى عام 1938م، اكتشف لوحات رسمتها الجدة موسى فى نافذة متجر للأدوية.
واشترى جامع اللوحات لوحاتها الموجودة بمتجر الأدوية وعشرة آخرين من منزلها مقابل 3 دولارات أو 5 دولارات لكل منها، وفى العام التالى، تم إدراج ثلاث لوحات للجدة موسى فى معرض متحف الفن الحديث فى نيويورك بعنوان "الرسامين الأمريكية غير معروف المعاصرة".
لترحل الجدة موسى عن عمر ناهز 101 فى 13 ديسمبر 1961 م فى نيويورك، وتم دفنها هناك، وذكرها الرئيس جون كينيدى قائلا: "موت الجدة موسى أزال شخصية محبوبة من الحياة الأمريكية، وأعادت مباشرة وحيوية لوحاتها نضارة بدائية لإدراكنا للمشهد الأمريكى، ساعد كل من عملها وحياتها أمتنا يجدد تراثه الرائد ويتذكر جذوره فى الريف وعلى الحدود".