صاحب إرادة وإصرار، تحدى الإعاقة فأصبح النجاح حليفه،وأثبت لنا جميعا أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد، بل إعاقة الفكر الروح، فعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت جسمه القيود، و صاحب هذه الإرادة القوية، وهو ابن الريف المصرى بقرية المجفف التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، " محمد عمر خيري" من أوائل دفعة 2020 لكلية الحقوق جامعة الزقازيق،حصل على تقدير عام ممتاز بمجموع 95%، وصدر له منذ أيام قرار رسميا من كلية الحقوق بجامعة الزقازيق تعيينه معيدا بالكلية، وذلك انتصارا جديد لذوى القدرات الخاصة، حيث أصبح أول معيد بمصر مصابا بمرض ضمور العضلات من نوع دوشين، وهو نوع حاد من ضمور العضلات
منذ أيام صدر قرار كلية الحقوق جامعة الزقازيق، برئاسة الدكتور " ممدوح المسلمى"، عميد كلية الحقوق، وبإشراف الدكتور عثمان شعلان، رئيس جامعة الزقازيق، بتعيين 10 معيدين من أبناء كلية الحقوق من الطلاب المتفوقين دفعة 2020، كان من بينهم " محمد عمر" من ذوى الاحتياجات الخاصة، ومن جانبه قدم عميد الكلية التهنئة ل"محمد" لتفوقه ول أسرته قائلا لولا المجهود المبذول من أسرته معه ما كان ليكون اليوم لتكريمه قائلا أنا شخصيا بتعلم من "محمد" أن يكون عندنا الإصرار والعزيمة والإرادة ،وهو شرف لكلية الحقوق قدوة لكل الطلاب.
فيما قال "محمد عمر" فى حواره لـ"اليوم السابع" إن التفوق كان توفيقا من الله، أنه أكرمه بقدر من الذكاء والتحصيل العلمى وحفظ القرآن الكريم كاملا فى الحادية عشر من عمره، فضلا عن تشجيع أسرته وقوفهم بجواره، وإصرارهم على إتمام دراسته، وعدم التأثر بكلام الناس بأن له أوضاع خاصة، ولكنه أكمل دراسته حتى وصل للجامعة.
وأردف : أنه أصر منذ الطفولة على تحقيق التفوق الذى كان حليفا له فى كافة المراحل الدراسية بحصوله على 98% فى الشهادة الابتدائية، و98% فى الشهادة الإعدادية، و98% فى الثانوية العامة علمى علوم، وكان مدرك تماما صعوبة التحاقه بكليات القمة لظروفه الصحية، لكنه حرص على تحقيق التفوق فى الثانوية العامة، وقرر الالتحاق بكلية نظرية تناسب أوضاعه الصحية، فكانت كلية الحقوق، تداعب طموحه وأحلامه، ويطمح فى الحصول على درجة الاستاذية.
وتابع "محمد" كنت طفلا طبيعيا منذ ولادتى حتى بلوغى سن الحادية عشر، بدأت أعراض المرض تظهر علي حتى فقدت القدرة على الحركة تماما، والحمد لله راض بقضاء الله، والإعاقة ليست عقبة فى حياتى، حيث حصلت على تقدير امتياز على مدار الأربعة سنوات بكلية الحقوق، وعلى لقب الطالب المثالي وشاركت في ملتقى شباب الجامعات الأول لتحدي الإعاقة في جامعة المنيا و حصلت على المركز الأول في مسابقة المعلومات العلمية، و على الطالب المثالي على مستوى الكلية ثم الجامعة وشاركت في اللقاء القمي السادس للطالب والطالبة المثاليين بالفيوم وحصلت على جائزة لجنة التحكيم .
وأردف: "أكثر صعوبات تحديتها في حياتى رفض المجتمع لمثل حالتى الصعبة، غير أنني أصريت على التحدي وكنت الأول باستمرار بامتحانات عادية وليست امتحانات دمج ، ودخلت علمي علوم في الثانوية العامة بهدف تحقيق مجموع كلية الطب بالرغم اني لن التحق بسبب ظروفي، و بالفعل حصلت على 98%، و التحقت بالحقوق لكونها تناسب ظروفي
و يكمل: "من أسعد لحظات حياتى عندما تحققت أمنيتى بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر شباب الجامعات قبل عامين ، في هذه اللحظة كانت المشاعر كلها رهبة و حب ولكن في لحظة التكريم و نزول الرئيس لتسليمه شهادته التكريم شعرت بإحساس لا يوصف من التقدير والاحترام والحب للرئيس.
فيما قال والده : أن نبوغ نجله بدأ عندما كان طفلا فى الحضانة، والتحدى عنده زاد عندما رفضت مديرة مدرسة الظواهرى بإدارة ههيا التعليمية قبول ملفه كونه معاقا، فالتحق بالمدرسة وحقق التفوق، وبعدها التحق بمدرسة المحمودية الثانوية وحصل على 98% علمى علوم، وفضل الالتحاق بكلية الحقوق، لأن كليات القمة تحتاج دراسة عملية أكثر، واستطاع "محمد" أن يحصل على امتياز بجميع الفرق حتى حصل على تقدير ممتاز بالكلية وكان من أوائل الكلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة