قال نقيب موزعي الغاز في لبنان عبد الهادي كمال العبيدي، إن المخزون من مادة الغاز، يكفى حتى نهاية شهر سبتمبر الحالي، داعيا المواطنين إلى "عدم التهافت وشراء الغاز من السوق السوداء"، وأوضح العبيدى في بيان بحسب صحيفة "صوت لبنان"، أنه "إذا رفع الدعم عن قارورة الغاز المنزلي سعة 10 كلج كليا سيكون سعر القارورة بحدود 180,000 ليرة لبنانية (حوالي 10 دولار بحسب سعر الصرف في السوداء)، هذا إذا احتسبتا سعر صرف الدولار 18 ألف ليرة وسعر طن الغاز وسطي حسب نشرة "البلاتس" العالمي بحدود 900 دولار".
ولفت إلى أنه "لم يحدد بعد آلية لرفع الدعم، إن كان من خلال مصرف لبنان التحاويل أي نفس الآلية أو بتحرير السعر والشركات الخاصة تؤمن التحاويل وشراء الدولارات من السوق المحلي أو من الخارج وتأمين الأسواق حسب حاجتها".
وقال إن "الموزع يتحمل خسائر فادحة من خلال الكمية القليلة التي يحصل عليها من الشركات المعبئة بسبب (الكوتا) التي وضعتها الشركات المستوردة، أو تأمين مادة المازوت والبنزين إذا وجدت في السوق السوداء".
يذكرأن، استضافت المملكة الأردنية الهاشمية اليوم الأربعاء الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، تم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك.
وحضر الاجتماع المهندس طارق الملا ووزير البترول والثروة المعدنية والثروة المعدنية والمهندسة هالة زواتي وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية والدكتور ريمون غجر ووزير الطاقة والمياه اللبناني والمهندس بسام طعمة وزير النفط والثروة المعدنية السورى.
وقالت الوزيرة زواتي للصحفيين، إن الاجتماع يهدف بشكل أساس للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، وأن الأردن سيبذل كل جهد لمساعدة الاشقاء اللبنانين للخروج من محنة الطاقة وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وأكدت أن الاجتماع يأتي إيمانا بأن التعاون بين دول خط الغاز العربي سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة والتي من شانها الانعكاس ايجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول مؤكدة أهمية الاجتماع في إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربي والعلاقات الوثيقة التي تجمعهم واستمراراً للتعاون في مجال قطاع الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعي بشكل خاص.
وأشارت زواتي إلى اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربعة والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن ينهي الفريق المشكّل اعماله ضمن مدة محددة، وان يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الاطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت.
ومن جانبه قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، انطلاقا من دور مصر الدائم تجاه الاشقاء العرب في كافة القضايا وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتسخير كافة الإمكانيات لمد يد العون للشعب اللبناني الشقيق والتكاتف معه وتضافر الجهود لتجاوز محنة أزمة الطاقة والتحديات التي تواجهها لبنان، تعمل مصر علي سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعى المصري الي لبنان عبر الاردن وسوريا حرصا من مصر في التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره.
وأكد الملا حرص مصر على دعم هذا التعاون "ادراكا لما يمثله الغاز الطبيعى المصري من اهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبها الكريم."
بدوره قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، أن مشروع خط الغاز العربي يعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك والذي تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ العام 2003.
سورية كما لبنان ومصر ومن ثم الأردن هي الدول الأساسية في مذكرة التفاهم الموقعة في العام 2000 والتي انضمت إليها الأردن في العام 2001.
وقال، إيماناً من سورية بأهمية مشاريع التعاون العربي المشترك، تمت الزيارة إلى الأردن، وتم الاتفاق على تشكيل لجان فنية في مجال الغاز والكهرباء وقد اجتمعت لاحقاً في 23/8/2021 واتفقت على خطة عمل فنية وزمنية واضحة.
وأضاف طعمة، عملاً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني في مجال الطاقة، سنبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح نقل الغاز المصري أو الكهرباء الأردنية إلى لبنان لما فيه خير ومصلحة بلداننا العربية الشقيقة، وقد أبلغنا الجانب اللبناني موافقتنا على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية خلال زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي 4/9/2021.
وأكد الوزير طعمة انه سيتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان.
بدوره أعرب وزير الطاقة والمياه في الجمهورية اللبنانية الدكتور ريمون غجر عن شكره للاردن ومصر وسوريا الشقيقة على المبادرة التي قامت بها لإعادة احياء الاتفاقية الرباعية لاستجرار الغاز المصري الى لبنان، عبر الاردن وسوريا".
"وأكد أن هذه المبادرة لا يمكن ان تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الأربعة، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان ليؤمّن الغطاء أو المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصاً أن الفرق الفنية التي شكلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والادارية والفنية والمالية كي تكون متوازنة لكل الدول.
وقال، هذا التعاون سيؤدي في المستقبل الى اعادة احياء اتفاقية اخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن التي من الممكن ان تكون اسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة في لبنان. مؤكدا، أن لبنان، حكومة وشعباً، يشكر الدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة، ونتمنى ان ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة كي نستفيد من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالي 450 ميجاواط، والذي يؤمّن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين."
يذكر أن خط الغاز العربى تم تنفيذه على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول (265) كم وقطر (36) بوصة وباستطاعة (10) مليار م3 في السنة وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27/7/2003.
أما المرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة الى منطقة رحاب في شمال الأردن وبطول (393) كم وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة في شهر شباط 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول (30) كم وقطر (36) بوصة في شهر آذار من عام 2008.
وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر (36) بوصة، وتشغيلها في شهر تموز من عام 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر تشرين ثاني 2009، الى ان توقف في عام 2011.