كحورية جميلة.. كطير حب كسر الجمود. كفراشة عاشقة تحلق برشاقة ولهفة لتنثر أحلامها وآمالها الحرة بسلام وأناقة، ترفرف بأجنحتها بقوة جامحة لتزهر بروحها وبريقها البساتين.
"الطفلة المعجزة".. هكذا لقبت البطلة الملهمة ياسمين محمد صاحبة الـ17 عاما، بعدما استطاعت بعزيمتها وإرادتها أن تتحدى صمت حروفها وعزلتها، وتتفوق فى جميع أنواع الفنون القتالية، وتحصل على المراكز الأولى على مستوى الدقهلية فى الكونغ فو والكيك بوكسينج، متخذة بفنون القتال التى عشقتها منذ الطفولة سبيلا تعبر به عن أحلامها وآمالها فى قريتها ميت سويد بمحافظة الدقهلية.
وقالت سماح محمد والدة ياسمين لـ"اليوم السابع"، أن ابنتها رزقت منذ طفولتها بالصم وضعف السمع، منحت القوة والإرادة التى مكنتها من التفوق الرياضى دون يأس أو استسلام حتى توجت كبطلة، حيث عشقت الفنون القتالية منذ طفولتها، وكانت تمكث لساعات طويلة أمام التلفاز لمشاهدة عروض المصارعة وهى فى الخامسة من عمرها، حتى بدأت تقلد ما تشاهده من مهارات قتالية مع نفسها فى المنزل، فوجدت لديها الرغبة والموهبة، مشيرة إلى أنها دعمتها وشجعتها على ممارسة هوايتها حتى اهتدت لإلحاقها بمركز شباب القرية، الذى ساندها نفسيا ومعنويا على إبراز موهبتها وتفوقها الرياضى، بإتاحة جميع الأدوات القتالية لها وحثها على التعبير عن طاقاتها وأحلامها بالفنون القتالية، وذلك بقيادة مدربها الكابتن أيمن الشريدى الذى آمن بموهبتها منذ اللحظة الأولى وفنى وقته فى تدريبها وتعليمها حتى أثقلها مهارات جميع الفنون القتالية.
وأضافت أنها لم تترد لحظة فى إدخال ابنتها عالم الفنون القتالية بكل ما يحمله من صعوبات، كونها أرادت أن تمنحها الحق فى ممارسة هواية طالما حلمت أن تتعلمها وتتفوق فيها، ولتكون وسيلة تعلمها كيف يمكن أن تدافع عن نفسها فى حالة مواجهة أى خطر، موضحة أن ابنتها لم تعرف فى حياتها سوى الفنون القتالية ومنذ الطفولة وهى تقضى كل وقتها فى ممارستها حتى استطاعت مع مرور الوقت أن تطور من مهاراتها القتالية وتشارك فى العديد من المسابقات وتحصل على المراكز الأولى فيها على مستوى الدقهلية.
وقال الكابتن أيمن الشريدى مدرب ياسمين، إنها أثبتت تفوقها الرياضى وجدارتها فى جميع أنواع الفنون القتالية منذ اليوم الأول لها فى المركز، مشيرا إلى أن ياسمين بدأت تتدرب معه منذ أن كان عمرها 13 عاما، مثبتة له وللجميع أنها فتاة موهوبة وقوية ولها شخصية مستقلة فى اللعب، تتميز بالذكاء وسرعة البديهة وتمتلك من المهارة والخبرة التى تؤهلها للمشاركة فى الأولمبياد وأكبر البطولات العالمية، فضلا عن إرادتها القوية وطموحها للنجاح والتميز، حيث اجتازت بامتياز العديد من البطولات المحلية فى جميع أنواع الفنون القتالية كالكونغ فو، والكيك بوكسينج وغيرها، حتى بات يخاف منها منافسيها من الفتيات والصبية، فلا ينقصها الآن سوى الفرصة والدعم للمشاركة فى البطولات العالمية.
واستطرد أنه واجه العديد من الصعوبات فى بداية تعليم وتدريب ياسمين، خاصة وأنها من ذوى الهمم من الصم والبكم، حيث عانى قليلا من إيجاد وسيلة مناسبة للتفاهم معها ولغة حوار يستطيع من خلالها توضيح قوانين وطريقة اللعب، وفى نفس الوقت تمكنها من تداركها والتعبير عن مطالبها واحتياجاتها، مضيفا أنهما مع مرور الوقت تمكنا من اجتياز ذلك بلغة تفاهم وحوار خاصة بهما، واستطاعت ياسمين أن تفهمه بسهولة وسرعة بالإحساس وقرائة حركة الشفاه ولغة الجسد.
وتابع أنه دعم ياسمين منذ اللحظة الأولى، حيث وفر لها كافة الإمكانيات التى تعينها على ممارسة هوايتها التى تحبها بسهولة؛ لأنه آمن بها وبموهبتها المبهرة على القتال منذ أن شاهدها وهى تمارس الكونغ فو، مشيرا إلى أنها استطاعت أن تثبت كفاءتها القتالية وتميزها، وفى غضون عامين أجادت جميع المهارات واحترفت جميع الفنون القتالية بمهارة شديدة، ونجحت فى المشاركة فى العديد من المسابقات المحلية، حصلت خلالها على المراكز الأولى بامتياز.
وأشار إلى أن ياسمين تطمح الآن فى المشاركة بالأولمبياد للوصول للبطولات العالمية، والبطولات المختلطة المعتمدة على الشراسة والقوة الفائقة، مضيفا أنها استطاعت أن تتفوق بسهولة شديدة على كل من بارزها فى أى لعبة قتالية، حتى حصلت على المركز الأول لأكثر من مرة فى الفنون القتالية على مستوى المحافظة، كان أهمها حصولها على المركز الأول فى مهرجان الفنون القتالية، والحزام الأصفر فى رياضة الووشو كونغ فو (ساندا / أساليب) لعام 2020 بالدقهلية.
والحزام الأخضر فى نفس البطولة لعام 2021، كما منحها الاتحاد المصرى لفنون الدفاع عن النفس شهادة حصولها على المركز الأول فى بطولة وسط الدلتا، وحصدها المركز الأول فى بطولة كأس القطاعات، وغيرها، مؤكدا أن قدراتها ومستواها اجتاز مستوى البطولات المحلية، حيث أجادت اجتياز جميع المباريات التى لعبتها بالضربة القاضية فى أقل من دقيقة واحدة، ولم يعد ينقصها سوى المشاركة فى البطولات العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة