"الحاجة ام الأختراع والأزمات قد تكون دافعا للنجاح والتميز".. هكذا يمكن الحديث عن نسمة أو الأسطة نسمة كما تعرف فى ديرب نجم بمحافظة الشرقية والتى تتمتع بحب وشعبية جارفة بين الأهالى هناك فيكفى أن تذكر فقط "الأسطى نهى" لتجد العشرات يرحبون بك ويأخذونك فورا على منزلها الذى صار بوصلة وعلامة معروفة داخل مركوز ديرب نجم أو غالبية المحافظة نظرا لقصة كفاحها وامتهانها العديد من المهن لتربية أولادها الثلاثة أو بسبب مشاركتها فى العديد من الأنشطة التطوعية الخيرية سواء من مساعدات للمرضى أو مشاركتها فى حفلات خيرية للأطفال والأيتام.
قبل عدة سنوات لم تكن "نسمة" سوى فتاة عادية تعيش بين أسرتها حياة هادئة مستقرة تحلم بالزواج والاستقرار وتربية أبناء على أحسن ما يكون ولكن سرعان ما توفى والديها تباعها وانتقلت للعيش مع أختها وزوجها وتمت خطبتها هناك لصديق زوج أختها والذى كان يعمل بالخارج فى إحدى الدول العربية واستطاع تأسيس شقة فى العقار عائلته.
وتقول نسمة: "عشت مع زوجى عدة سنوات كان حياتنا عبارة عن زيارة متقطعة خلال أجازاته السنوية من عمله حيث كان يعمل فى إحدى الدول العربية ورزقت خلالها بأطفالى وبعدها قررت السفر إليه ونظرا لغلاء المعيشة ورغبتى فى مساعدة زوجى وعدم إضافة أعباء جديدة له قررت العمل ولم تكن لى أى خبرة فى ذلك نظرا لعدم عملى قبل ذلك ومن خلال التعرف على عدد من الجيران عملت فى قرية ترفيهية خاصة بالنساء فقط ثم استطعت تعلم "التصوير الفتوغرافى" وعملت على تصوير الأفراح الخاصة بالنساء أيضا وعملت فى التدريس واستطعت إدخار مبلغ لم أكن أعلم وقتها إنه سيكون سندى بعد العودة لمصر التى اضطررت إلى الرجوع إليها بعد انتهاء الإقامة وعدم امكانية تجديدها.
وواصلت: بعد الرجوع عملت على السكن فى شقة مستقلة بعيدا عن منزل عائلة زوجى وكان هناك اتصال مع زوجى عبر الهاتف بشكل يومى والتى كانت تقل بشكل تدريجى إلى أن توقفت تماما ومعها انقطعت المصروفات التى كان يرسلها بشكل تام لذلك فكرت فى البحث عن عمل لإعالة أولادى الثلاثة والتى كانت البداية مع صناعة الأكل البيتى وتوزيعه على المنازل ثم التفكير فى توز يع العسل على المحال والأسر ولكن العائد لم يكن موازيا لنفقات الأسرية من مأكل وملبس وتعليم لذلك فكرت فى عمل اخر فالتحقت فى حصر التعداد لمدة ثمانية أشهر وكان العامل الأساسى فى الوظيفة أو عمل جديد أقبل عليه هو أن يكون بجوار المنزل أو على الأقل فى المنطقة المحيطة بالمنزل حتى أتمكن من متابعة أولادى خلال ساعات اليوم.
وتابعت: فكنت أقسم اليوم صباحا أقوم بتحضير الفطار ثم العودة من العمل لتجهيز الغذاء وأظل هكذا بين العمل والمنزل إلى أن أعود من عمل ليلا لأتابع مع أولادى دروسهم اليومية بجانب العمل فى التصوير الفتوغرافى بعد نجاحى فى شراء كاميرا عبر مواقع البيع فى مواقع الإنترنت ووافق مالكها على تقسيط ثمنها.
على الرغم من عملها " نسمة فى عدة أعمال ولكن تعتبر النقلة الحقيقية وسبب معرفة الناس الحقيقية بعد قيادتها لاحدى السيارات واعمل عليها فى توصيل الفتيات ثم مدربة قيادة فيما بعض.
وهى ما تقول عنه "خلال حديثى مع أحدى صديقاتى علمت أن تمتلك سيارة لا تقودها وانها بحاجة لإصلاح وغيره فعرضت عليها شرائها عبر تقسيط المبلغ وبالفعل حصلت عليها وقمت بأصلاحها و استخدمتها فى توصيل الطعام للمنازل ثم توزيع العسل وأخيرا فى توصيل الفتيات والسيدات وتعليم القيادة وهو ما رحبت به العديد من الأسر داخل مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية حيث أعتبره بديل أمن فى وسائل التنقل لأسرهم.
وقالت نسمة: "من خروجى من منزل أسرتى بعد وفاة والدى والعيش فى منزل شقيقتى المتزوجة وزواجى فيما وسفرى كانت هناك العديد من المحطات والمواقف الصعبة التى مريت بها أحدثت تغييرا فى شخصيتى ولكنها اكسبتنى خبرة فى التعامل وقوة وصلابة فلولا هذه الظروف لم أتمكن من تعلم العديد المهارات واكتساب خبرات العمل عبر التنقل فى مهن مختلفة فأنا خارج المنزل مشهورة بالأسطى نهى واتعامل مع كل كل الفئات وداخل المنزل أم وأب بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأعيش حياة هانئة مع أولادى سندى فى هذه الدينا والذين استمد منهم قوتى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة