- اليوم أصبح لمصر منصة حوار واقعية وافتراضية تتحدث بلغات العالم وتخاطب المستقبل بقوة
- قيمة منتدى شباب العالم أنه حوارا للمستقبل.. وأن يصبح لمصر سفراء أجانب فى 196 دولة
- الفن المصرى بلغات العالم.. "كنا واحد" تحفة مسرحية بـ 14 جنسية مختلفة أبهرت المشاركين فى المنتدى
لعقود طويلة، غرقنا حتى أذاننا فى المناقشات والحوارات الداخلية عن قضايا إقليمية ودولية، تمسنا، بينما العالم لا يرى ولا يسمع ضجيجنا، وكنا نلوم على الإعلام المصرى، غير القادر على إيصال رسائل الدولة المصرية، سواء رسميا أو شعبيا، وتصحيح مفاهيم مغلوطة، سواء لمحيطنا الإقليمى أو الدولى، كما كنا نتهم الإعلام الغربى بتجاهله الاهتمام بقضايانا، بينما لم نسأل أنفسنا يوما، سؤالا جوهريا: هل نمتلك جسور التواصل مع الخارج رسميا وشعبيا؟ وهل لدينا علاقات وثيقة مع كافة الدوائر المؤثرة خارجيا، رسميا وإعلاميا وشعبيا؟
الحقيقة أن الإجابة على السؤال السابق، كان واضحا وجليا يوم الجمعة 30 إبريل 2004، عندما قررت مصر، ممثلة فى وزارة الشباب حينها، تنظيم كأس العالم لكرة القدم، بعد قرار الفيفا تنظيم البطولة فى أفريقيا، فى منافسة جنوب أفريقيا والمغرب، على وجه الخصوص.
وبدأ صخب المناقشة والحوارات الداخلية، وتصريحات لافتة لوزير الشباب، تُنشر فى الإعلام الداخلى، عن أحقية مصر لتنظيم الحدث، لدرجة أنه من شدة ضجيج الحوارات والمناقشات الداخلية، اعتقدنا أن مصر ستفوز بتنظيم البطولة باكتساح وإجماع الأصوات فى الفيفا، وزُرع يقين فى صدور المصريين، أن استاد القاهرة سيشهد الافتتاح، وبدأت مناقشات ترتيبات الافتتاح، واختيار المدن التى ستشهد فاعليات البطولة!
وكان أبرز المناقشات والحوارات التى تبنتها وزارة الشباب وبين جماهير الكرة، حينها جمع توقيعات 20 مليون مصرى، لدعم ملف مصر وتعضيده بقوة فى الفيفا، وبالفعل أمكن جمع ملايين التوقيعات، وقررت وزارة الشباب يوم الجمعة 30 أبريل 2004 تنظم مهرجان رياضى فنى كبير تحت سفح الأهرامات، لبناء هرم رابع من أوراق التوقيعات، وتنظيم ماراثون ينطلق من ميدان الرماية بمشاركة أكثر من 15 ألف شخص.
ثم ألقى وزير الشباب كلمة أعلن فيها عن ختام مبادرة جمع توقيعات 20 مليون مواطن، مؤكدا استعداد مصر لتنظيم أفضل كأس عالم فى التاريخ وثقتها فى نزاهة أعضاء الفيفا الذين سيصوتون لاختيار الدولة التى ستفوز بحق التنظيم.
وعقب حدث بناء الهرم بأسبوعين فقط، كان اجتماع الفيفا والتصويت على اختيار الدولة المنظمة، وحصل ملف مصر على "صفر" وكانت الصدمة عارمة.. دون إدراك ومكاشفة حقيقية، إننا كنا نخاطب أنفسنا، ونتحاور ونتناقش بصوت صارخ وصاخب، دون أن يسمعنا أحد، ولا يرانا أحد.. فى الوقت الذى كانت تواصل وتحركات جنوب إفريقيا خارجيا مثاليا، وفازت بالفعل بتنظيم المونديال.
تصحيح الأخطاء التاريخية فضيلة
ونقولها بالأدلة والأسانيد، أن منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، منذ انطلاقته، وحتى الدورة الرابعة الحالية، صحح الأخطاء القديمة، واستطاع أن ينقل صخب الحوار والمناقشات الداخلية، إلى مناقشات وحوارات هادئة هادفة، مع الخارج من خلال استضافة وفود 196 دولة، أى ما يزيد عن عدد الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة "193" دولة.
الرهان على الواقع والمستقبل.. كله مكاسب
منتدى شباب العالم، فى نسخته الرابعة، يجنى ثمار النضج، وزيادة الخبرات، وثقل فى اختيار القضايا المطروحة للنقاش، وتنوعها ومواكبتها للحدث، وفى توجيه الدعوات للشباب والشخصيات المؤثرة فى دولها، ليأتوا ويتشاركوا فى الحوار مع الشباب المصرى، وهنا تتحقق المكاسب والفوائد الكبيرة. تتحق مكاسب تلقيح الأفكار، وإزالة الخلافات، وتبادل الثقافات، واكتساب مهارات كيفية طرق وأساليب وأدبيات المناقشة والحوار.
أيضا، وهو الأهم، إيصال بشكل عملى، قوى وفاعل، النجاحات والمنجزات المصرية والترويج للمشروعات، وتسليط الضوء على وجه مصر الحضارى، والثقافى وعمقها الاستراتيجى، ثم الترويج السياحى.. الدليل، ما أعلنه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس، عن إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية عام 2023 وهى رسالة مزدوجة، تكشف سير مصر على طريق التصنيع، وأيضا المحافظة على البيئة.
تأسيسا على ذلك أيضا، ما قاله أحمد رزق، نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" بأن المنتدى، فرصة للتعريف بأفكار ومبادرات ملهمة مثل مبادرة حياة كريمة، موضحا بأنه وخلال الورشة التى حضرها كمتحدث تلقى الكثير من أسئلة الشباب يمثلون مختلف الدول حول مبادرة حياة كريمة، وكان لديهم رغبة قوية لمعرفة المزيد عن المبادرة، مضيفا أنهم خرجوا من الورشة "سفراء لحياة كريمة" فى دولهم.
هنا يتأكد عمق الفائدة من المنتدى، وقدرته العظيمة فى أن يكون لدى مصر سفراء غير مصريين فى 196 دولة، يتحدثون بلغات بلادهم عن إنجازات مصر، ويروجون لوجهها الحضارى الثقافى السياحى، فى نقلة نوعية وتاريخية من المحلية للدولية، وهو ما كنا نرجوه ونتمناه، أن نغلق نافذة الحوارات والنقاشات الداخلية فى القضايا التى تتماس إقليميًا وعالميا، مع فتح نافذة كبيرة تنقل هذه المناقشات والحوارات المعبرة عن أمال وطموحات ومنجزات الدولة المصرية، إلى العالمية.
المنتدى.. منصة حوارية عظيمة الأثر
عندما تقرأ أجندة منتدى شباب العالم الذى يدور معظمه حول تداعيات كورونا والوضع الاقتصادى ومشروع القرن "حياة كريمة" والمناخ والبيئة وريادة الأعمال والعمق الأفريقى وحقوق الإنسان والمسرح والفن، وجميعها، مسارات قطعت الدولة فيها شوطا كبيرا، وحققت نجاحات متميزة، يتبين أهمية المنتدى فى تسليط الضوء بعيون وأذان شباب "المستقبل" ويصير لمصر سفراء أجانب فى 196 دولة، وهو أمر عظيم لو تعلمون.
"موراتينوس" يمنح شهادة نجاح بامتياز للمنتدى
من خلال السرد، والتأكيد على أهمية المنتدى، ندلل على ذلك بشهادة الممثل السامى للأمم المتحدة لتحالف الحضارات "ميجيل موراتينوس" والذى قال: "كان البعض يردد أن فكرة إقامة منتدى حوار شبابى عالمى فى مصر، لن يكون بالأمر اليسير.. لكن عقب انعقاده حقق نجاحا كبيرا".
وأضاف: رؤية الرئيس السيسي هي خلق جسر للتواصل بين شباب العالم واتاحة أرضية مشتركة للتواصل والتفاهم، والاستفادة من الخبرات.
هنا بيت القصيد، وجوهر نبل الهدف.
الفن المصرى يتحدث 14 لغة فى المنتدى
لا يفوتنا، أنه ووسط أجندة المنتدى المزدحمة بالقضايا الدسمة، والتى تشغل بال المجتمع الدولى بأثره، كان الفن المصرى، رمز قوة مصر الناعمة، حاضرا وقويا ومتميزا ومبهرا، على مسرح المنتدى، فوجدنا فقرات مدهشة، أبطالها فرق موسيقية ومطربين إيطاليا وأسبانيا والهند وجنوب إفريقيا وفرنسا، وغيرها من الدول.
وكانت درة حفل مسرح المنتدى، مسرحية "كنا واحد" تتحدث عن تفاصيل الإنسانية بين الخوف والأمل.. من إخراج المبدع والمتميز "خالد جلال".. وعظمة المسرحية، إنها ضمت ممثلين من 14 جنسية من الولايات المتحدة الأمريكية، والسويد، وروسيا، والبرازيل، وتونس، والمغرب، ومالاوى، وطاجيكستان، والبرتغال، وصربيا، وبيرو، واندونيسيا، واليمن.
جميعهم، ضمتهم خشبة مسرح منتدى شباب العالم، فى تأكيد على رفع قيمة التعايش والتسامح والتلاقى فى الهدف والرؤى حول مستقبل الإنسانية، وما يواجهنا من مشاكل ومصير مشترك.. هنا كان الإبداع حاضرا بكل قوته، ومعبرا عن براعة الفن المصرى، فى إيصال الرسالة، بحرفية مبدعة.
فى الأخير، نقر بأن منتدى شباب العالم، انتشل حواراتنا ومناقشتنا من الغرق فى بحر المحلية، إلى صدارة المشهد الإقليمى والدولى، وأن الشهادات المتنوعة والعديدة، من حكام ورؤساء حكومات وسياسيين وخبراء ومثقفين وإعلاميين، حول قيمة وجوهر المنتدى. بجانب الوفود الشابة القادمة من 196 دولة، دليل عملى واضح وضوح الشمس فى كبد السماء.
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال الشيخ
شكرا
شكرا شكرا على ابداع التفكير وابداع التوضيح شكرا استاذ دندراوى👍❤️