كشف الفارس محمد طارق طلعت، لاعب المنتخب الوطني للفروسية، عن بعض الحقائق الغائبة فيما أثير عن مجاملة الاتحاد المصري للفروسية له على حساب الفارس سامح الدهان، وظهور مادة محظورة في تحليل العينة الخاصة به التي خضعت للاختبار في 2019، ما أدى إلى صدور قرار من الاتحاد الدولي للفروسية بإيقافه لمدة عامين.
وأوضح الفارس محمد طارق في تصريحات صحفية أن ما قيل عن أن الاتحاد المصري للفروسية جامله بالمشاركة في أوليمبياد طوكيو 2020 بدلاً من الفارس سامح الدهان هو كلام عارٍ تمامًا مِن الصحة ومَن ردده تعمد التضليل وإيصال الحقائق منقوصة لأهداف خاصة ومؤسفة أخجل من تناولها، ومن البديهي والمعروف لممارسي رياضة الفروسية أن هناك تصنيفًا عالميًا وتصنيفًا أوليمبيًا، وهناك فرق كبير بينهما؛ الأول يعتمد على فارس واحد وأكثر من جواد، والثاني يعتمد على فارس واحد وجواد واحد.
ولفت طارق إلى أنه كان في التصنيف الأوليمبي أفضل من الدهان وفرسان آخرين قبل اختيار الفريق المقرر مشاركته، وهذا الكلام موثق ويمكن العودة للاتحاد الدولي للتأكد من ذلك، بل إن الدهان أكد أن المستوى الذي قدمته يعطيني أحقية الوجود ضمن الفريق المشارك في الأولمبياد، وأرسل لي أكثر من رسالة تشجيع خلال الأوليمبياد، إلا أنه التزم الصمت خلال الهجوم الأخير بحثًا عن الشهرة.
وأكد طلعت أن النتائج التي حققها خلال مباريات التصفيات قبل الأولمبياد كانت رائعة ونجح خلالها مع المنتخب المصري في تحقيق المركز الثاني والرابع وكان ضمن أفضل فارسين، في حين أنه في التصفيات التي شارك فيها الدهان مع مصر احتلت المركز الأخير وكان له مشاركة واحدة لأنه لم يتأهل للجائزة الكبرى للمشاركة الفردية.
وأشار إلى أنه خلال مشاركاته كافة في بطولة الأمم- وهي المعيار الأساسي للخبراء في الاختيار لأنها بمثابة أولمبياد مصغرة- كان دائما بين أفضل فارسين، بالإضافة إلي أنه كان أكثر الفرسان في عدد المشاركات في الارتفاع الأوليمبي 160 وثاني أقل متوسط أخطاء بعد عبدالقادر سعيد في التصنيف الأخير.
وما يؤكد أن الفارق بين التصنيف العالمي والأوليمبي ليس بدعة يمكن النظر إلى اختيارات ألمانيا التي ضمت أصحاب المراكز الأول والثاني والسابع والثامن للسفر، وفي فرنسا صاحبة ذهبية ريودي جانيرو تم اختيار أصحاب المراكز الثالث والرابع والسادس حتى الحادي عشر من أصحاب التصنيف الفرنسية؛ لأنهم يعتمدون التصنيف الأوليمبي على فارس واحد وجواد واحد. وهذا الكلام يتأكد من خلال نتائج عبدالقادر سعيد، وهو كان أعلى فارس في التصنيف العالمي في مصر قبل السفر للأولمبياد، ولكنه كان أسوأ نتيجة بين المصريين في البطولة، ولم يستكمل المشاركة.
الأمر الآخر أن الدهان نفسه كان يعلم أنه مستبعد قبل البطولة لأن مستواه كان منخفضًا جدًا، إلا أنه ادعى مفاجأته للقرار مع أول نتيجة موفقة في بطولة باريس، والتي كانت بعد التصفيات التي تم من خلالها اختيار الفريق المشارك في الأوليمبياد وأخفق فيها الدهان. وتجاهل البعض الخطأ الذي وقع فيه الدهان في إجراءات الحجر الصحي وتم استبعاده، ولا يملك الاتحاد وقتها تسفيره حتى لو أراد ذلك .
ثانيًا أن الدهان طلب استبدال حصانه كبير السن والذي تعرض أيضًا للإصابة أثناء المشاركة في الارتفاع العالي، وقرر اصطحاب الجواد الثاني إلا أنه كان دون المستوى المطلوب لذلك تم رفضه، والدليل أن الدهان لم يحقق أية مشاركة موفقة بالفرس الكبير بعدها، ولم يستكمل أية مباراة على الارتفاع الأوليمبي حتى يومنا هذا، ثم جاءت مشاركة الفرس الجديدة التي طلبها في بطولة براج لتؤكد أنها دون المستوى، وكانت نتيجة الفارس الانسحاب مع العلم أنها بطولة أقل كثيرًا من المستوى الأوليمبي. وكشف هذا الكلام الفارس المخضرم أندريا سكاكيني صاحب أعلى مشاركة لفارس مصري في الأولمبياد، وأكد خلال مداخلة تليفزيونية صحة الكلام، وقال إن الدهان كانت نتائجه أقل ولا يستحق الوجود في الأولمبياد.
الأمر الأخير أن من اتهم الاتحاد بمجاملتي في البداية على حساب الدهان هو الفارس محمد طاهر زيادة ولم يتناول أي من هؤلاء اختيار محمد طارق، وفجأة خرج هؤلاء بكلام مغاير تمامًا لكلامهم السابق وقالوا إنني من تمت مجاملته على حساب الدهان. وأوضح محمد طارق أن الدهان عندما حقق مركزًا قبل السفر كان بعد التصفيات وبعد اختيار الفريق المسافر بالفعل، وأشار إلى أن الفريق المصري المشارك في الأولمبياد في بطولة الفرق كان متفقًا على أن مستوى الدهان أقل من المطلوب للمشاركة.
وذكر طلعت أنه تفاجأ من دفاع أحد الفرسان العالميين عنه عقب هوجة الاتهامات الموجهة للاتحاد، وأكد أن هذا الكلام موثق على صفحة الفارس العربي عبدالله الشربتلي المصنف رقم ٢ على العالم، وكتب على صفحته الشخصية أن الفارس محمد طارق طلعت في آخر بطولات تجهيزية قبل طوكيو أظهر تفوقًا على منافسيه وكان الأحق بتمثيل بلده في أولمبياد طوكيو 2022 .
وعن قرار الاتحاد الدولي للفروسية بإيقافه لمدة عامين بداعي إيجابية العينة التي خضعت للاختبار في بطولة الأمم الأفريقية 2019، قال الفارس محمد طارق أنه لا داعي لاستباق الأحداث وننتظر قرار المحكمة الرياضية الدولية التي تقدم إليها بطعن على النتيجة.
وأشار إلى أن من يتناول المنشطات يهدف إلى زيادة التركيز الذهني والقوة البدنية بما يجعله مميزًا عن الشخص العادي، ومن يتناول المخدرات يهدف إلى الدخول في عالم من الوهم والغياب عن الوعي والإدراك. وهنا أبدى طارق اندهاشه: "كيف يتمكن شخص غائب عن الوعي والإدراك من تحقيق نتائج من أفضل النتائج التي حققها الفرسان المصريون في بطولة كأس الأمم في المغرب؟"
وأضاف طارق أن المادة التي تم اكتشافها عنده كانت عند فارسين آخرين من قطر، لكن المدة كانت بينهما شهرين، حيث تم اكتشاف المادة عنده في أغسطس 2019 وعندهما في أكتوبر 2019، وهنا يأتي السؤال: "لماذا لم يتم الإيقاف وقتها ؟ لماذا الانتظار ما يزيد على عامين بأثر رجعي؟" وأكد الفارس محمد طلعت أنه على ثقة من إنصاف المحكمة الرياضية الدولية له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة