مدينة أخميم أو كما يطلق عليها "مانشستر ما قبل التاريخ"، أو بلد الـ 10 آلاف نول.. قلعة من قلاع صناعة المنسوجات منذ عهد الفراعنة حتى هذه اللحظة.. فعلى مر العصور لا يكاد منزل يخلو من نول ولا يوجد صوت بتلك المنازل كان يعلو عن صوت الأنوال، هذه الأنوال صنعت قديما أكفان ملوك الفراعنة، ومن بعدها صنعت كسوة الكعبة المشرفة، والآن تصنع الكوفرتات ومفارش الأسرة، والشال الرجالى والشال الحريمى.
صناعة النسيج اليدوى، واحدة من الصناعات التراثية التى اهتمت بها الدولة والتى ينادى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لإحياء تلك الحرف وإقامة معارض كبرى لها، تلك المعارض ساهمت بشكل كبير فى إعادة الحياة لتلك الحرف التراثية ذات الطابع الخاص والتى تعبر عن الهوية المصرية.
الحرفة رغم عراقتها ورغم تاريخها الطويل، مرت بالعديد من محطات التوقف لأسباب عدة، فى مقدمتها التمويل ووجود الأيدى العاملة المدربة ذات المهارة وعزوف الشباب من الأجيال الجدية فى ممارسة تلك الحرفة التراثية، وذلك لقلة العائد وعدم وجود أماكن لتصريف تلك المنتجات، خاصة مع جائحة كورونا التى تسببت فى توقف عشرات الأنوال المستخدمة فى صناعة النسيج.
الحكومة من جانبها لم تترك تلك المهنة فى مواجهة العقبات بل أنها سعت جاهدة للحفاظ عليها من خلال إنشاء قرية لصناعة النسيج بحى الكوثر ، والتى ضمت العديد من النوالين من أجل الحفاظ على المهنة من الإنقراض، وهذا ما تبناه شيخ النساجين عبدالصبور هريدى، والذى ظل النول الخاص به بلا توقف حتى الآن، سافر العديد من الدول للترويج لتلك المنتجات، شارك فى معرض التراث بحضور الرئيس السيسى ، علم أولاده الحرفة ويقوم بتدريب العديد من الشباب على كل الأعمال.
"اليوم السابع" التقى عم عبدالصبور هريدى شيخ النساجين، فهو الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك يستطيع أن يكتب كلمات بكل اللغات ويرسم صورة للأشخاص بدون أن حتى يحصل على مؤهل.
وقال عندى 10 أولاد، بينهم 6 ذكور، جميعهم حتى زوجتى يعملون فى مهنة النسيج اليدوى وفضلت تعليمهم مهنة النسيج اليدوى حفاظا على مهنة الأجداد من الضياع ، فكثيرا من الناس لا يعلم أن تلك المهنة عمرها يزيد عن 7000 سنة فى الماضى فى عهد الفراعنة كانت تصنع منها الأكفان لهم ، وبعدها تطور الحال مثل أى مهنة، والجميع لا يعلم أيضا أن كسوة الكعبة المشرفة كانت تخرج من هنا من مدينة أخميم سنوات وسنوات لما فى جودة الصنعه من عمل وخيوط وغيرها.
وأضاف عم عبدالصبور أن كسوة الكعبة بعد الانتهاء من تصنيعها وتجهيزها من الحرير الطبيعى بأخميم كانت تحمل على الجِمال وتسافر إلى ميناء السويس البحرى تمهيدا لإرسالها للمملكة العربية السعودية فى موكب فرح وغناء كأنه موكب عروس، مبينا أن متحف سوهاج القومى يعرض بين قاعاته تراث أخميم فى صناعة النسيج اليدوى وهذا الأمر يؤكد عراقة وقدم مهنة النسيج اليدوى التى تميزت بها مدينة أخميم.
أما ابنه أمين قال: تعلمت المهنة من والدى وأبدأ يوم العمل بعد الفجر مباشرة وينتهى الساعة الخامسة، فى هذا الوقت أقوم بإنجاز مفرش بطول 260 فى 220 سنتيميتر، يتم بيعها بمبلغ 200 جنيه، والنول الخشبى الذى أعمل عليه هو نفس النول الذى كان يعمل عليه الفراعنة القدماء لم يختلف عن الماضى، نفس المقاس ونوع الخشب والخيوط وطريقة الصنعة، والتى يتم التحكم فيها باليدين والقدمين فى وقت واحد، وأستطيع أن أنسج كوفرته وجهين بشكلين مختلفين والأسعار مختلفة حسب المقاس وحسب الجودة ونحن نقوم بصناعة الكليم والمفارش وغيرها من المنتجات.
عم عبدالصبور أوضح لـ"اليوم السابع" أنه بالرغم من عدم قدرته على القراءة والكتابة منحه الله بصيرة غير عادية، حيث يقوم بتصوير أى كلمه تكتب أو صورة ويقوم برسمها كما هى بدون فرق بينهما على القماش.
وفى نهاية حديثه طالب شيخ النساجين، كافة المؤسسات المدنية والحكومة بالتكاتف من أجل خلق جيل جديد من الشباب يمتهن تلك المهنة العريقة والتى فى مجملها مهنة تراثية تخلد تاريخ الأجداد.
أثناء العمل على النول
أجزاء من النول الخشبى
الخيوط المستخدمة فى عمل النول
النول من الأعلى
بالأقدام واليدين فى صناعة النسيج
شاب يعمل على النول
عم عبدالصبور شيخ النساجين
عم عبدالصبور يرتب الخيوط للصناعة
قرية النسيج بحى الكوثر
كوفرته زرزاخان صناعة يديوية
مقر عم علدالصبور شيخ النساجين
ملايه جديدة يتم صناعتها
منسوجات على النول بأخميم سوهاج
منسوجات على النول بأخميم سوهاج
منسوجات على النول بأخميم سوهاج
منسوجات على النول بأخميم سوهاج
منسوجات على النول بأخميم سوهاج
منسوجات على النول بأخميم سوهاج
نجل عم أمين شيخ النساجين
نول نسيج من عهد الفراعنة