نظمت هيئة قناة السويس، أمس الثلاثاء، ندوة بعنوان "قناة السويس وتجارة الطاقة العالمية"، ضمن الفعاليات التى تعقدها الهيئة بالجناح المصرى فى معرض “إكسبو دبى 2020".
وتهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على دور قناة السويس فى دعم تجارة الطاقة وسلاسل التوريد العالمية فى مواجهة التحديات المختلفة، وجهود الهيئة فى تدعيم قدراتها للحفاظ على مكانتها الرائدة، والاستعداد الجيد لأية تحديات مستقبلية.
وبدأت الجلسة بعرض فيلم تسجيلى عن قناة السويس بعنوان "الماضى والحاضر والمستقبل"، ثم استعرض أحمد عبد المنعم أخصائى بحوث اقتصادية رئيسى بإدارة التخطيط والبحوث بهيئة قناة السويس، العوامل التى تضع قناة السويس فى مقدمة خيارات الخطوط الملاحية وشركات الشحن حول العالم، إذ تعمل قناة السويس على تعظيم الوفورات على صعيد الوقت وتكلفة الشحن واستهلاك الوقود، فضلاً عن دعمها للمبادرات الدولية التى تستهدف الحفاظ على البيئة، عبر تقليل استهلاك الوقود بنسبة 60% لمختلف أنواع السفن العابرة للقناة مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح، وكذلك تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة إلى أكثر من 150%.
ثم تطرق عبد المنعم إلى دور قناة السويس الداعم لمنظومة تجارة الطاقة العالمية، موضحًا أنه بالنظر إلى هيكل الأسطول العالمى وفقا لأنواع السفن خلال عام 2020، فإن الناقلات استحوذت على نسبة 35% من إجمالى سفن الأسطول العالمي، متابعا: على صعيد إجمالى السفن العابرة لقناة السويس فى عام 2021، مثلت الناقلات 31% منها، والتى انقمست بين 14% ناقلات البترول، و8% ناقلات المنتجات البترولية، 4% ناقلات الكيماويات، و4% ناقلات الغاز الطبيعى المسال و1% ناقلات الغاز البترولى المسال.
وأوضح أن قناة السويس تمتاز بقدرتها على استيعاب 100% من كل من أسطول ناقلات الغاز الطبيعى المسال والغاز البترولى المسال والمنتجات البترولية والمواد الكيميائية، علاوة على استيعاب 60% من أسطول ناقلات النفط بحمولة كاملة، فيما يتم استيعاب النسبة المتبقية من خلال تفريغ جزء من الحمولة عبر خط أنابيب "السوميد" بدايةً من ميناء العين السخنة المطل على خليج السويس ثم تعبر السفن القناة لتستعيد الحمولة مرةً أخرى عند الوصول إلى ميناء سيدى كرير بالإسكندرية.
وأكد عبد المنعم أن قناة السويس نجحت بكفاءة فى أن تكون طريقا رئيسيا لتجارة الطاقة العالمية، حيث ضاعفت حصتها من ٤% من تجارة الطاقة عالميا فى عام 2005 إلى 8 % فى عام 2019، وتستهدف الوصول بها إلى 15% بحلول عام 2040، وتأتى هذه الزيادة نتاجا لتبنى سياسات تسويقية مرنة.
واستدل على كفاءة وتنامى دور قناة السويس بمنظومة تجارة الطاقة العالمية، بأن هذه التجارة نمت عالميًا خلال الفترة من 2005 حتى 2010 بمعدل 1.8%، وفى المقابل شهدت نموًا بنسبة 6.8% فى قناة السويس، كما أن عام 2021 شهد انكماشا لتجارة الطاقة فى العالم و فى قناة السويس تأثرًا بجائحة كورونا، بينما تمكنت قناة السويس خلال عام 2021 من تحقيق نموًا بواقع 4% مقارنة بمعدل نمو عالمى 3.3% فى إنجاز يعكس كفاءة إدارة المرفق الملاحى الأهم عالميًا.
ومن جانبه، تحدث محمود زكى الشحات مراجع حمولة ورسوم سفن أول بإدارة التحركات بهيئة قناة السويس، عن الإجراءات التى تنفذها القناة لدعم منظومة تجارة الطاقة عالميًا، عبر تسهيل نقل الوحدات الانتاجية والمعدات ومدخلات عمليات الإنتاج المختلفة والمنتجات، مع تعزيز عوامل الأمان الملاحى لضمان العبور الآمن للسفن وسلامة البضائع المحمولة عليها ووصولها فى الوقت المناسب لوجهتها، وذلك فى إطار عمل يراعى أعلى معايير السلامة، من سلامة السفن، البضائع والبحارة ويضع التدابير البيئية للحفاظ على البيئة على قمة أولوياته.
وأضاف الشحات أن هيئة قناة السويس تتمتع بقدرات فنية وتكنولوجية وبشرية تؤهلها لتوفير أقصى درجات الأمان الملاحي، ومنها نظام متطور لإدارة حركة عبور السفن، فضلاً عن امتلاك مركز متطور لمكافحة الانسكاب البترولي، وأسطول بحرى ضخم من اللانشات والقاطرات الحديثة لمصاحبة السفن أثناء رحلتها، مؤكدًا قدرة القناة على التعامل مع التحديات المختلفة بكفاءة واحترافية عالية، مستدلاً بنماذج واقعية، مثل تنفيذ عملية تعويم السفينة Ever Given خلال ستة أيام فقط، والإرشاد عن بُعد لسفينة الركاب الإيطالية الموبؤة COSTA DIADEMA، وتنفيذ أول عملية عبور من نوعها لمنزلق المواسير العملاقة.
وأشار إلى امتلاك الهيئة مركز تدريب بحرى ومحاكاة متطور يتمتع بتقنيات وقدرات تواكب أحدث أنظمة المحاكاة العالمية من أجل ضمان كفاءة تدريب المرشدين وغيرهم من العاملين بالهيئة فى مجالات مختلفة فى بيئة تحاكى الواقع بدقة بالغة دون تحمل أية مخاطر، إذ يحظى المركز بمجموعة من المحاكيات المختلفة تضم محاكيات لإرشاد السفن وقيادة القاطرات ومحاكى متقدم للتكريك علاوة على محاكى للخرائط الإلكترونية وآخر لمكافحة الانسكاب البترولي.
وأضاف أن محاكيات التدريب على الإرشاد البحرى فى القناة تمتاز بتزويدها بخرائط إلكترونية معتمدة لدى المنظمة البحرية الدولية IMO، وقاعدة بيانات متكاملة عن المجرى الملاحى للقناة شاملة المشروعات الجديدة، مع إمكانية إضافة قواعد بيانات جديدة عن الموانئ والممرات الملاحية المختلفة، فضلاً عن تدعيم المركز بنماذج رياضية عالية الجودة، وإمكانية بناء نماذج للسفن وتصميمها لأغراض المحاكاة، كما يتيح المركز تدريب ربابنة الخطوط الملاحية العالمية المختلفة بالإضافة إلى توفير برامج تدريبية لقباطنة القاطرات للشركات والموانئ العاملة فى المجال البحرى.
عقب ذلك، وجه الشحات الدعوة للقبطان حسام داوود كبير المرشدين بالقناة للقيام بإجراء نموذج محاكاة عملى على الإرشاد البحرى لسفينة تعبر فى القناة، وتقديم نموذج محاكاة دقيق لأجواء الطقس والرؤية وسرعة الرياح وحركة التيار.
وشهدت الجلسة تفاعلاً من جانب الحضور الذين حرصوا على استيضاح العديد من النقاط وتوجيه الأسئلة لممثلى الهيئة.