أجرى تليفزيون اليوم السابع، لقاء مع أشهر لص تائب، وذلك من خلال برنامج "ساعة شيطان" الذي يعده ويقدمه محمود عبد الراضي رئيس قسم الحوادث، حيث تحدث اللص التائب عن مشواره في عالم الجريمة، وقدم نصائح للمشاهدين بعدم السير في الطريق غير الصحيح لأن العواقب وخيمة، مشددًا على أهمية محاربة الجريمة وتفاديها.
اللص التائب
وجمع اللص التائب محمد راشد ملايين الجنيهات من تخصصه فى سرقة الشقق الراقية بالقاهرة، وانتهت رحلته إلى السجن، إلا أنه قرر التوبة بعد الإفراج عنه وتنازل عن الأموال والمجوهرات التى سرقها لوزارة الداخلية التى كرمته ومنحته رحلة حج، وخصصت له كشكًا يعينه على كسب قوته من عرق جبينه.
وأصدر راشد بعد خروجه من السجن بعدة سنوات كتابًا على نفقته الخاصة يروى فيه تجربته مع السرقة والتوبة، ويقدم فيه نصائح لساكنى العقارات لحمايتهم من السرقة، ويقوم بتوزيعه فى إشارات المرور.
ساعة شيطان
وعن النصائح التى يقدمها للمصريين لحماية منازلهم من السرقة يقول محمد راشد: «يجب عدم ترك قفل على باب الشقة لأنه يؤكد عدم وجود أحد بالداخل، كما يجب ترك لمبة مضاءة وإدارة راديو على أى محطة، لأن الإضاءة والصوت يعطيان أيضًا إيحاء بوجود سكان داخل الشقة، كما يفضل أن يكون باب الشقة من الحديد وليس من الخشب".
وأرجع اللص التائب اتجاهه للسرقة إلى ضعف الوازع الدينى لديه ونسيان الموت والحساب، بالإضافة إلى الاحتياج وأصدقاء السوء والفوارق الاجتماعية بين الفقراء والأغنياء الذين كان يراهم من حوله يستقلون السيارات الفارهة ويقطنون الفيلات والقصور، فى حين أنه لا يجد ما يسد جوعه.
محمد راشد
وعن الطقوس التى كان يتبعها قبل السرقة أضاف: «كنت أحرص على ارتداء بدل فاخرة غالية الثمن أشتريها من أشهر المحلات فى القاهرة، ولم أكن أستعين بلص آخر، واشتريت سيارة فارهة واستأجرت سائقًا لتوصيلى إلى المكان الذى أنوى سرقته، كما كنت أراقب حركة السكان فى الدخول والخروج من العمارة التى بها الشقة التى أنوى سرقتها، وأنظر من الخارج إلى الشرفات والشبابيك، وإذا وجدت شرفة الشقة ونوافذها مغلقة أصعد إليها، ولا أستعين بمفاتيح أو أدوات لكسر كالون الشقة، ولكن من خلال دفع الباب بكل قوتى وإغلاقه خلفى بعد التأكد من عدم وجود أحد فى الداخل ثم تبدأ رحلة البحث عن أموال أو مجوهرات، حيث كنت أسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه.
واستطاع راشد تكوين ثروة طائلة خلال سنوات قليلة، فاشترى شقة ووضع أمواله فى بنكين، أحدهما أجنبى يضع فيه العملات الأجنبية والآخر مصرى، أما المصوغات والمجوهرات فقد كان يبيعها إلى التجار فى الصعيد بعد أن يدعى أنه ابن عمدة كبير فى البلد. وتجاوز نشاط راشد فى السرقة الحدود المحلية، حيث سافر إلى عدة دول عربية، منها الأردن وقطر والسعودية، وتم القبض عليه وترحيله إلى مصر.
وعن توبته يقول إنه شاهد فى المنام شخصًا يقول له هنرجعك للدنيا وهنشوفك تعمل إيه، وعندما استيقظ من النوم سمع أذان الفجر، وأدى الصلاة وقرر التوبة والتوقف عن السرقة، وبعد أسابيع من الإفراج عنه استضافته الإعلامية نجوى إبراهيم، وروى تجربته فى السجن، وطلب منها التوسط لمقابلة وزير الداخلية آنذاك عبدالحليم موسى بعد أن أخبرها عن رغبته فى التنازل عن الأموال التى سرقتها».
ويتابع: «استقبلنى الوزير فى مكتبه بحفاوة وأثنى على توبتى والتنازل عن حصيلة سرقاتى التى تقدر بخمسة ملايين جنيه، بالإضافة إلى عمارة وسيارة وسوبر ماركت، وكافأنى برحلة حج إلى الأراضى المقدسة وتخصيص كشك لى على نفقة الوزارة».
وعن الجانب الإنسانى لسرقاته يقول: «ذهبت لسرقة شقة فلم أجد فيها شيئًا يسرق، فتركت لسكانها 80 جنيهًا رأفة منى بحالهم".