تعرف الحوريات فى الثقافات المختلفة بأنهن الجميلات العذراوات غير أن وجود الحوريات يختلط فيه الواقع بالخيال أو الواقع بالأساطير والدليل أن الأساطير اليونانية والرومانية احتشدت بالحوريات حتى اعتبرت جزءًا من الثقافة اليونانية القديمة وقد ورد ذكر الحوريات فى مواضع تاريخية مختلفة بين الواقع والخيال.
حورية إيجيريا
فى روما الإيطالية وبالتحديد فى كافاريللا بارك، يوجد موقع أثرى يسمى حورية أجيريا وهو موقع مرتبط بإحدى الأساطير القديمة لحورية تسمى إيجيريا.
ووفقا لما جاء فى الأساطير الرومانية كانت إجيريا عشيقة ثم زوجة الملك نوما بومبيليوس ثانى ملوك روما، وعندما مات الملك، ذابت إجيريا بالبكاء وأعطت الحياة النبع الذي أصبح فيما بعد مكانًا مقدسًا.
وينسب إليها دور أسطوري في التاريخ المبكر لروما باعتبارها القرينة الإلهية والمستشارة للملك نوما بومبيليوس، ثاني ملوك روما الذي نقل القوانين والطقوس المتعلقة بالديانة الرومانية القديمة، يستخدم اسمها كمرادف لمستشارة أو مستشارة.
وفقًا للأساطير فقد نصحت ووجهت الملك نوما بومبيليوس نحو إنشاء الإطار الأصلى للقوانين والطقوس فى روما ويشتهر نوما بومبيلوس بتدوين تعاليم إيجيريا في "الكتب المقدسة" التي دفنها معه.
توفى نوما بومبيليوس عام 673 قبل الميلاد وهو طاعن فى السن، وعقب وفاة نوما ذابت إيجيريا في دموع الحزن، وبالتالي أصبحت تلك الدموع نبعا.
ومازال نبع وبستان الحورية إيجيريا موجودين حتى اليوم بالقرب من بوابة روما ، في بورتا كابينا وهي منطقة نزهات مفضلة منذ القرن التاسع عشر ويقع النبع والبستان بين الحديقة الأثرية في كافاريلا ، بين طريق أبيان وطريق لاتينا الأقدم في العاصمة الإيطالية.
الحوريات في الأساطير الأغريقية
الحورية بحسب الأساطير الإغريقية القديمة، هي إحدى المخلوقات الأنثوية شبه الإلهية، التي تتخذ أشكالاً شبيهة بالإنسان، وتكون عادة محصورة في مكان معين، أو جزء من حاشية إحدى الآلهة، مثل آرتميس وقد كانت الحوريات تعتبر رموزاً لظواهر الطبيعة، وعلى هذا الأساس، فقد قسمت الحوريات إلى عدة أنواع، بحسب المنطقة التي حضرت فيها.
وتعنى كلمة حورية بالإغريقية الفتاة العذراء، أو العروس، أو الصبية الممكن زواجها "فتاة بالغة" كما وكانت هذه الكلمة تستخدم لتعريف كاهنات المعابد والحورية في الأساطير الإغريقية وفى الأساطير الرومانية عبارة عن روح طبيعية رقيقة
والحوريات فى الأساطير الإغريقية إلهات من الدرجة الأقل مستوى ويجسدن القوى الطبيعية وغالباً ما كن مرافقات لآلهة من الدرجة الأعلى مستوى مثل ديونيسيوس أو آرتيميس أو أفروديت.
اعتبرت الحوريات أرواح المدن والقرى أو الجبال أو الأشجار أو المروج أو الكهوف أو الينابيع أو الأنهار، وهن كالبشر لسن خالدات، لكنهن يعشن طويلاً كشابات، فالحورية تموت عندما يموت ما تجسده مثلاً عندما تقطع الشجرة التي تتجسد بها أو يجف النبع الذي تجسده.
تصور الحورية في الفنون التشكيلية بفتاة جميلة بلباس بسيط وتحمل الحوريات إذا كن يجسدن الماء، أباريقاً أو قِرَباً على رؤوسهن.
ومن الحوريات المشهورات الحورية إيكو (الصدى)، وهي حورية الجبل هيليكون، كانت تقص بتكليف من زيوس قصصا على زوجته هيرا لتسليتها.
تميّزت إيكو عن غيرها من الحوريّات بشغفها بالكلام فتناقش وتثرثر دون توقّف فكانت تبدأ الكلام ثم تقاطع الآخرين وتعطي رأيها في نهاية الحديث.
حوريات كولومبوس
ذكر المستكشف كريستوفر كولومبوس، أنه وهو يبحر بالقرب من جمهورية الدومينيكان، شاهد ثلاث "حوريات بحر" أثناء رحلته للعثور على طريق تجاري، وبدلاً من ذلك، قادته رحلته، إلى "العالم الجديد".
وحوريات البحر، مخلوقات أسطورية موجودة منذ زمن الإغريق القدماء، تُصوَّر حوريات البحر عادةً على أنها امرأة لديها ذيل سمكة بدلاً من الساقين وتعيش في المحيط، ووفقًا لبعض الأساطير، يمكن أن تتخذ شكلاً بشريًا وتتزوج من بشريين، حسب موقع هيستورى.