أقامت تونس معرضا لأزياء السلاطين والحكام أو ما يسمى "القصبة الكبرى" لحكام السلالة الحسينية وذلك في معرض "البيت الحسيني" في قصرمركز السعيد للفنون والثقافة والآداب في تونس حيث يسلط المعرض الخاص بالعصر الحسيني الذي استمر من 1705 إلى 1957 ، الضوء على أهم سمات الملكية الحسينية، وذلك حسب ما نشرت الأنباء الأوروبية
كان القصر في البداية الإقامة المفضلة لإسماعيل السني، أحد أبرز أعيان العائلة الحسينية وصهر محمد باي ومحمد الصادق باي. في 1867، اتُهِم إسماعيل السني بتدبير مؤامرة ضد هذا الأخير، فتم إعدامه. انتقلت ملكية القصر إذا للصادق باي، وسمَّاه قسر السعيد واستقر فيه ابتداءا من 1869 بعد أن أدخل عليه تغييرات هامة. في 12 مايو 1881، وقع محمد الصادق باي في هذا القصر على معاهدة باردو التي أقرت الحماية الفرنسية في تونس.
بعد وفاة الصادق باي في 1882، ترك علي باي الثالث قصر السعيد مفضلا الإقامة في المرسى. الجيوفيزيائي الفرنسي شارل لالمون الذي أقام بتونس عدة سنوات بعد إقرار الحماية، قال بخصوص القصر: «قصر السعيد محاط بحدائق عظيمة. مشاتله رائعة، تحتوي على آلاف أشجار التفاح الذهبية. القصر نفسه في حالة جيدة، وبعض شققه تتمتع بصيانة جيدة.
في بداية القرن العشرين، عاد القصر ليصبح إقامة للبايات، حيث أقام به محمد الهادي باي، وهو الوحيد الذي فعل ذلك بعد محمد الصادق باي. في 1951، جعل محمد الأمين باي من القصر مركزا استشفائيا يحمل إسمه، قبل أن يعاد تسميته باسم أبو القاسم الشابي في 1957. أثناء هذه المدة، شهد المبنى عدة إضافات وتغييرات.
من ناحية الهندسة المعمارية والديكور، يصنف قصر سعيد من قصور وإقامات بايات تونس في القرن التاسع عشر. تزويقه الداخلي متأثر بالطراز الأوروبي، ولكن للطراز المحلي (التونسي والعربي الإسلامي) طابعه أيضا. هذا التوافق، بعيدًا عن كونه خليطًا من الأنواع، يشكّل توليفة ناجحة تتعايش فيها مختلف الأنماط بانسجام.
يتجلى التأثير الأوروبي في العمارة العامة للقصر. أعطيت الأولوية للطابق الأول، الذي أصبح من أهم أجنحة القصر، حيث يوجد فيه في نفس الوقت جناح الضيوف والغرف الخاصة بالباي. هذا التأثير يظهر بشكل كبير في الزخرفة الداخلية للغرف: كل الجدران مغطاة ببلاط الخزف المستورد بشكل رئيسي من إيطاليا، والرخام الأبيض المستورد من كرارا (إيطاليا)، الذي يمكن رؤيته في الأعمدة والتيجان وهياكل الأبواب والأرصفة. جميع اللوحات على السقوف هي أيضا من صنع إيطالي، وكذلك الأثاث والستائر والمفروشات، كما هو موضح بالصور والبطاقات البريدية في أوائل القرن العشرين.
يحتوي قصر السعيد على عدة مجموعات إستثنائية: أهمها وأكبرها هي لوحات تاريخية ذات أبعاد كبيرة، تمثل رجال دولة تونسيين أو أجانب، أو مشاهد مهمة في تاريخ البلاد.
من بين اللوحات، يمكن ذكر: أحمد باي الأول مرتديا زيا أوروبيا، محمد الصادق باي مرتكزا بيده على دستور تونس 1861، خير الدين التونسي كأمير لواء، الوزير الأكبر مصطفى خزندار شابا، فيتوريو إمانويلي الثاني، لودفيك الثاني وآخرين. توج أيضا عدة لوحات تخلد أحداث سياسية وطنية في تلك الحقبة، مثل عودة الفيلق العسكري التونسي المشارك في حرب القرم في 1856، اللقاء بين محمد الصادق باي ونابليون الثالث في الجزائر العاصمة في 1860، أو أيضا استقبال ليوبولد الأول ملك بلجيكا لمبعوث الباي الخاص خير الدين باشا.
أزياء الحكام
أزياء حكام تونس (2)
أزياء حكام تونس
لوحات تصور أزياء الحكام
لوحات تصور حكام الأسرة الحسينية
لوحات توضح ملابس الحكام
لوحات معروضة بمركز قصر سعيد للفنون والثقافة والآداب
متحف الأزياء الحكام والسلاطين
مركز قصر سعيد للفنون والثقافة والآداب