كان عام 2021 الأسوأ بالنسبة لسلوكيات ركّاب الطائرات الخارجة عن القانون في الولايات المتحدة، بحسب بيانات إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، وبحلول ديسمبر، أعلنت الإدارة عن عدد هائل من التقارير المُحررة بحق ركاب مشاغبين بلغت 5,981 تقريرًا، منها 4,290 ترتبط بحوادث متعلّقة بالكمامات، أى ما نسبته 72%، حسبما ذكرت شبكة "سى ان ان" الأمريكية.
ويصادف الخميس مرور عام على إعلان إدارة الطيران الفيدرالية عن سياسة "صفر تسامح" مع سلوك الركّاب الشرس، الذى يتخطّى التنبيهات والتفاوض، ويتّجه مباشرةً إلى العقوبات، التي قد تتضمن غرامات كبيرة وصولًا إلى السّجن.
كان مقرّرًا أن ينتهي القرار الصادر عن مبنى الكونجرس الأمريكى، الذي نغّصته حوادث ارتبطت بوضع الكمامات، والعنف أساسًا بحلول مارس عام 2021. لكن تمّ تمديده لغاية وقف الحكومة الفيدرالية الأمريكية العمل به.
وأشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى الصفحة التي تتعقب فيها الحوادث إلى أن معدّل حوادث اعتداء الركّاب تراجع بنسبة 50% تقريبًا منذ تسجيله معدلات مرتفعة قياسية في مطلع عام 2021، لافتة أنّه "لا يزال هناك الكثير من العمل الذى يتعيّن علينا القيام به".
وتُدرك مضيفة الطيران، والرئيسة الدولية لجمعية مضيفي الطيران (CWA)، سارة نيلسون، بأسف ما يواجهه أعضاء أطقم شركات الطيران باستمرار.
وقالت نيلسون: "اليوم عندما يرتدى مضيفو الطّيران زيّهم الرسمى، لا يدرون إن كانوا سيكونون مؤشرًا للقيادة وبسط السلامة في المقصورة أم هدفًا لهجوم عنيف".
قبل عام 2021، لم تتتبّع إدارة الطّيران الفيدرالية عدد حوادث اعتداء الركاّب المُبلّغ عنها، لأنّ الرقم كان ثابتاً إلى حدٍ ما.
لكن مع الارتفاع الحاد في سلوك الركّاب غير المنضبط، أواخر 2020، دفع بالوكالة إلى الشروع بتتبّع التقارير عام 2021.
لكن إدارة الطيران الفيدرالية سجّلت ارتفاعًا في عدد الحوادث من قبل ركّاب غير منضبطين، وصلت حد إجراء تحقيق في الأمر منذ عام 1995.
وعدد التحقيقات المفتوحة منذ العام 1995 لغاية 2020، بمعدل 182 تحقيقاً سنوياً.
وفي عام 2021، استهلّت إدارة الطيران الفيدرالية 1,081 تحقيقاً، أى بزيادة نسبتها 494% عن المعدل الوسطي التاريخي للتحقيقات.
أما الأخبار السّارة، فهي تسجيل تراجع في معدّل الحوادث بنسبة 50% تقريبًا منذ مطلع عام 2021، وذلك عندما أطلقت إدارة الطيران الفيدرالية حملتها لعدم التسامح مع المعتدين مع تسجيل عدد قياسي للحوادث.
واعتباراً من 4 نوفمبر، أحالت إدارة الطيران الفيدرالية 37 قضيّة من أصل 227 قضيّة استهلّتها، تدابير الإنفاذ إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) لمراجعة الملاحقة الجنائيّة، ذلك أن إدارة الطيران الفيدرالية لا تملك سلطة المقاضاة في القضايا الجنائيّة.
وشكّل هذا الأمر جزءًا من الاهتمام المتزايد من قبل وزارة العدل بسلوك الركّاب غير المنضبط.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية لـCNN إنه يتم إحالة حالات إضافية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي بانتظام.
وفي بيان، قالت مجموعة شركات صناعة خطوط الطّيران الأمريكية، Airlines for America، التي تعمل مع الحكومة لمعالجة حوادث الركّاب الجامحة إنها تواصل "الدّعوة إلى زيادة وتسريع الملاحقة القضائيّة من قبل وزارة العدل في قضايا جنائيّة تتعلّق بالعنف، أو الاعتداء على الركّاب، أو الطاقم".
واتُّهم راكب واحد في الحد الأدنى بتورّطه بحادث عام 2021، بجرم الاعتداء على طاقم الطائرة والتشويش عليه.
وأشارت نيلسون إلى أن إدانة بعض الركاب وسجنهم في نهاية المطاف "سيشكّل الرّادع الأكثر فعّالية للحد من الحوادث على الطائرات".
كما أنها ترغب أيضًا في رؤية قائمة حظر طيران مركزيّة للمخالفين، تستخدمها شركات الطيران لمنعهم من إجراء الرحلات الجويّة.
وغُرم بعض الركّاب في عام 2021 بغرامات باهظة، ويمكن لإدارة الطيران الفيدرالية اقتراح غرامات تصل إلى 37 ألف دولار ضد الركّاب المشاغبين لكل انتهاك.
وبدأت إدارة الطيران الفيدرالية إجراءات الإنفاذ على 350 قضيّة حقّق فيها عام 2021.
وقالت الوكالة إنها لم تحسب مبلغ الغرامات التراكمى الإجمالى المفروض على الركّاب المشاغبين لعام 2021، لكن الرقم تجاوز الرّقم مليون دولار بحلول أغسطس.
وترتبط العديد من الحوادث التى غرّمت سلوك المعتدين عام 2021، بالكحول.
وحتّى الثلاثاء، تم الإبلاغ عن 76 حادثة لركّاب مشاغبين منذ بداية هذا العام، مع بدء تحقيق وإجراء تنفيذي واحد.
وأكدت نيلسون أن "الغالبيّة العظمى من الأشخاص الذين يصعدون على متن الطائرات يريدون فقط اختبار رحلة آمنة، خالية من الأحداث، ولا يزال هذا غير متاح".
وذكرت نيلسون أن العمل مع الوكالات والمطارات وشركات الطيران وسلطات إنفاذ القانون قد "بنى نقاط انطلاق" نحو معالجة المشكلة.
وحتى الآن، كان التغيير الأوضح الذي شهدته نيلسون منذ يناير 2021 هو نشر الوعي على نطاق واسع، مع الترحيب بإبداء الركاب اللطف، والتقدير لطاقم الطائرة كتصرّف ثانوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة