ضربت أم بمحافظة الدقهلية مثالاً للرحمة التى وضعها الله فى قلوب الأمهات على أبناؤهن، حيث قامت الحاجة وداد هلال حسن إبراهيم بالتنازل عن الدعوى المدنية المقامة ضد نجلها "محمد" البالغ من العمر 47 سنة، حيث رصد "اليوم السابع" بثا مباشرا من محكمة جنايات المنصورة، لجلسة محاكمة المتهم بإشعال النيران فى شقيقته بسبب الميراث، وقد شهدت المحكمة طلب من الأم التنازل عن الدعوى المدنية، وطلبت من القاضى أن يصفح عن المتهم كونها أصبحت بلا أبناء، فابنتها انتقلت إلى رحمة الله، وزوجها توفاه الله، ولم يتبق لها فى الدنيا غير ابنها فقط، فطلب القاضى من المتهم الخروج من القفص، وأن يقبل يد أمه، وبالفعل قام بتقبيل يدها وقدميها أمام المحكمة.
وقالت الأم الحاجة وداد هلال فى جلسة المحاكمة للقاضي: "هوا والله شوية زعل على الميراث وعاوزنى أكتبله الورث، لأن البيت بإسمى وعاوز أكتبهوله، وأبوها كاتبلها شقة وهوا عايش ودلوقتى متوفى من 5 سنين، وهوا معرفش الا بعدها وكل يوم كان بيزعل معانا، ومراته وزته عشان يولع فيها وولع بنزين فى اخته، ومراته رشت عليها مية عشان تزود النار ومطفتهاش، وهى بتقول ياماما لقيت إبنى قدامى بجركن البنزين وهيا كانت رايحة شغلها الصبح".
وأضافت الحاجة وداد أمام المحكمة، أن إبنتها القتيلة كانت تستعد للتوجه لعملها فى الثامنة صباحاً بعد إفطارها مع والدتها، وفوجئت بشقيقه مغلق البوابة ومتوقف أمامها منتظر نزولها، قائلةً:- "متوقعتش إنه هيولع فيها أنا قولت ضربها أو زقها على الحيطة، وفضلت تستغيث تقول ياماما يامام، وفتحت باب الشقة لقيته فى وشى بجركن البنزين، وأنا بزق الباب بينى وبينه وخبطنى بالباب ورش على غرفة نومه وغرفة نوم أخته، ولما سألته قاللى إنكتمى ورش البنزين فى جهازها وعلى السراير والصالة، وولع فى كل جهازها اللى كنت مدبقهولها لأنها كانت هتتجوز بعد رمضان، وبعد النار ما ولعت طلعت على السطح وأنا بصرخ وأستغيث بالناس، والجيران ظلوا يبحثون عن المفتاح وكان تفكيرى كله فى الشقة ومكنتش متصورة إنه مولع فيها كنت نزلتلها من السطح، وحدفت المفتاح للجيران من السطح عشان يلحقونا أنا وبنتى، والجيران لحقوها وطلعوا بيها على المستشفى، ومراته كانت على البوابة وبترش عليها ميه مش بتطفيها زى ما بتقول، وهوا ولع ونزل تحت فى الشارع".
وأكدت الحاجة وداد للقاضي:- "إبنى رش عليها وربنا هوا اللى عارف، وبنتى أبوها ميت وهى كانت لسه فى الكلية ومكانش بيسأل علينا، ومكانتش بتعرف إبن أبوها كتب ليها شقة، وكل ده كان عاوزنى أكتبله الورث وزعلان انه كتبلها هيا وهوا لأه، وأنا معادش ليا غيرى هو إبنى وهيا بنتى ومليش سند فى الحياة الله يباركلك، أنا قلبى مقسوم اتنين وهيا ماتت وعند رب كريم ومليش غيره دلوقتى، وكان بيعمل عمايل وحشة ومراته هى اللى وزته ومكانش بيشرب غير سجاير، ومراته هى السبب فى المشاكل دى كلها وكان بيسمع كلامها".
ومن جانبه طلب القاضى من المتهم محمد زكريا، التوجه لوالدتها لتقبيل قدميها، ولكنها قالت:- "لا لا خلاص أنا ياباشا ربنا يرحمنى برحمته وكل شيئ راح لحاله، انت مستشار محترم وابن حلال معادش ليا حاجه واتمنى يكون هوا سندى فى الحياة"، فرد عليها القاضي:- "جيتك النهاردة كبيرة قوى”، وردت الأم:- "متحرمنيش منه سيبه سندى فى الحياة بقى الله يباركلك، متحرمش منك انا بصلى وهدعيلك ربنا يكفيك شر المرض ويصلح ما بين أياديك"، وقال القاضى للمتهم:- "انت لازم تبوس رجلها ليل ونهار يامحمد.. بوس راسها وبوس ايديها"، وطلب القاضى من الأم أن توقع على أقوالها فى القضية.
وبعد جلسات الاستماع للجميع، قضت الدائرة السابعة بمحكمة جنايات المنصورة، بالسجن المؤبد لصاحب سوبر ماركت ومقيم كفر الكردى محافظة الدقهلية، فى اتهامه بقتل شقيقته عمدا، بعد أن أشعل النيران فى جسدها، مستخدما مادة قابلة للاشتعال بسبب خلافات على الميراث، وقد استمعت المحكمة برئاسة المستشار مجدى على قاسم رئيس المحكمة وعضوية كل من المستشار وائل صفوت راشد، المستشار محيى محمد الكنانى، المستشار محمد أحمد شعبان، وأمانة سر شعبان شمس الدين خفاجة، وأحمد كمال، إلى دفاع المتهم والذى طالب بالنظر بعين الرأفة للمتهم كونه تعرض إلى ضغوط نفسية كبيرة، بعد أن قامت والدته بتحرير دعوى طرد من المسكن وهو لا يملك شيء، وقيامها بتسجيل المنزل باسم شقيقته.
وترجع أحداث القضية بعد أن تبلغ لقسم شرطة الكردى بمديرية أمن الدقهلية بنشوب حريق بإحدى الشقق السكنية بدائرة القسم، وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية لمحل البلاغ وتبين نشوب الحريق بشقة بالطابق الثالث تقطنها (إحدى السيدات) وتم السيطرة على الحريق وإخماده، ونتج عن ذلك احتراق بعض محتويات الشقة وإصابة قاطنة الشقة بحروق متفرقة وتم نقلها للمستشفى لتلقى العلاج.
وبسؤال المصابة، قررت أنه حال نزولها على سلم العقار قام شقيقها (مالك محل بقالة- مقيم بالطابق الثانى بذات العقار) بسكب كمية من سائل البنزين عليها وإضرام النيران بها ثم قام بالصعود لشقتها، وإضرم النيران بها وعللت ذلك لخلافات على الميراث، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لذات الخلافات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة