المتحف القبطى يعد أحد أقدم وأهم المتاحف المصرية، ويحتوى على أكبر وأهم مجموعة من القطع الأثرية القبطية فى العالم، إذ تبلغ حوالى 16 ألف قطعة، تم افتتاحه فى سنة 1910م، بواسطة مرقص سميكة باشا الذى يعتبر أحد الشخصيات المسيحية البارزة وقد كان مهتماً بحفظ التراث القبطى.
وبدأ بناء المتحف فى عام 1908 على يد مرقس سميكا باشا (1944-1864) أول مدير متحف مصرى، بدعم من الكنيسة القبطية متمثلة فى البابا كيرلس الخامس البطريرك رقم 211، وافتتح المتحف رسميا فى يوم 14مارس 1910م.
ويقع المتحف فى مصر القديمة (مجمع الأديان)، داخل أسوار حصن بابليون الرومانى، وتحيط به مجموعة من أقدم، وأهم الكنائس فى مصر، أشهرها كنيسة السيدة العذراء والكنيسة المعلقة و كنيسة أبى سرجة، وأقدم معبد يهودى (بن عزرا) الذى يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، وعلى بعد دقائق قليلة سيرًا على الأقدام من المتحف، يوجد مسجد عمرو بن العاص.
تعكس مجموعة الآثار بالمتحف التاريخ القبطى من بداياته الأولى فى مصر خلال ازدهارها كمركز رائد للمسيحية فى العالم، ترجع أصول الميسحية "القبطية" فى مصر إلى زيارة القديس مرقص لمدينة الاسكندرية فى القرن الأول الميلادى، وتعكس الآثار المعروضة فى المتحف المزج بين الفن القبطى والثقافات السائدة بما فى ذلك الفرعونية، واليونانية، والرومانية، والبيزنطية والعثمانية، وتطورها ليصبح لها شخصيتها وهويتها الخاصة.
تحتوى المجموعة الكبيرة الخاصة بالمتحف على المخطوطات المزخرفة بشكل رائع، والأيقونات، والأعمال الخشبية المنحوتة بدقة، والجداريات (الفريسكات) المتقنة المزخرفة بالمناظر الدينية والباقية من الأديرة والكنائس القديمة.