يضم متحف الأحياء المائية بالإسكندرية مجموعة من الأسماك النادرة ليس بمنطقة البحر المتوسط فقط ، بل من كل أنحاء العالم ، ويوجد داخل المتحف مجموعة نادرة من سمكة " البيرانا " أو "النهاش" والتى تعيش فى نهر الأمازون بالولايات المتحدة الامريكية، وهى سمكة شديدة الخطورة لا تقل خطورتها عن أسماك القرش المفترسة، حيث تتميز باللون الأسود المرعب وبالأسنان المدببة والحادة والتى تنهش أى نوع من اللحوم، فهى تتغذى على لحوم الأسماك أو الحيوانات وتأكل لحم الإنسان أيضا، واشتهرت بالولايات المتحدة الأمريكية بأنها تهاجم الغطاسين والسائحين خلال تواجدهم بمنطقة نهر الأمازون.
ويقول الدكتور حمدى عمر مدير متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، أنها سمكة كبيرة ذو أسنان حادة مدببة ومن أكلى لحوم البشر أو أى نوع لحوم أخرى، مطمئنا المصريين بأنها لا تعيش فى المياه المصرية، وقال إنها سمكة شهيرة فى أمريكا لتعرض المواطنين لإصابات منها وجسدت السينما الامريكية خطورة تلك السمكة فى عدة أفلام امريكية شهيرة، ولا تقل خطورتها عن أسماك القرش المفترسة.
وأوضح أن المتحف قام بوضع حوض زجاجى خاص لعرض هذا النوع من الأسماك الذى يتميز بالخطورة الشديدة، وأكد أنه يتم توفير الظروف البيئية المناسبة لنمو هذا النوع، بما يضاهى البيئة الطبيعية التى جاء منها مثل ضبط درجة الملوحة فى مياه حوض العرض وكذلك درجة الحرارة والإضاءة المناسبة، موضحا أنه يتم توفير لحوم الأسماك حاليًا لتتغذى عليها سمكة "النهاش" المفترسة داخل المتحف، كما أكد على أنها تلقى عناية فائقة داخل المتحف وازداد حجمها خلال فترة تواجدها بالمتحف، كما يتم توفير الظروف البيئية الازمة لعملية وضع البيض وإنتاج جيل جديد من الأسماك.
ومن المعروف أن أسماك البيرانا تعيش فى نهر الأمازون، الأورينوكو، أنهار غيانا، نهر بارانا، ونهر سان فرانسيسكو، وعادةً ما يكون طول أسماك البيرانا من 15 إلى 25 سنتيمتر طولاً، بالرغم من أن بعض البحّارين وجدوا أسماكًا يصل طولها إلى 43 سنتيمتر طولاً.
وأسماك البيرانا لها نَهَم شديد فى أكل اللحوم، لذلك فهى تقضى على أى كائن حى بمجرد تواجده فى منطقتها وتكون هذه السمكة متنقّلة باستمرار فى مجموعات كبيرة ولا تحافظ على مكان واحد لها.
ويكون موسم التبييض لها من شهر مارس إلى شهر أغسطس، وهى تضع عدة آلاف من البيض فى وقت واحد، وفترة التفقيس ما بين 10 إلى 15 يوما اعتمادا إلى حرارة ماء النهر المتواجده فيها.
وتقضي أسماك البيرانا معظم وقتها في الصيد، وهي ذات شهيّة كبيرة للطعام، وتعتمد أسماك البيرانا في الصيد على أساليب وتكتيكات مثل: السرعة والمفاجأة، وعلى الرغم من أنها تقوم برحلة الصيد فى جماعات إلا أنها عندما تهجم على فريستها تكون كل سمكة مسؤولة عن صيد فريسة مُنفصلة، وتمتاز هذه الأسماك بحاسة شم رائعة بل إن وجود دم فى الماء يجعل هذه السمكة فى حالة هيَجان أشبه بالجنون كما أنها تحسّ بأية ذبذبة غير مألوفة فى الماء من حولها، وهذا يعنى أن أى حركة في الماء تؤدّي إلى جذب أسماك البيرانا الضارية إلى موقعها مباشرة في مجموعات كبيرة وباستطاعة أسماك البيرانا أن تبتلع السمكة الصغيرة كلّها دفعة واحدة، وأمّا في حالة الأسماك الكبيرة فهي تقوم بمهاجمتها عن طريق قطع وتمزيق القطع الكبيرة منها ولا سيما اللحوم وتبتلع تلك القطع بأقصى سرعة ممكنة لتستعد للقيام بالنهشة التالية، وفي المياه الطينية أو في الأوقات التي يندر فيها الطعام يكون أي حيوان يدخل الماء لأجل الشراب معرّضا للافتراس بواسطة هذه الأسماك.
ويذكر أن متحف الأحياء المائية بالإسكندرية، المتواجد بمنطقة الأنفوشى – بحري، و بجوار قلعة قايتباى أحد أهم المزارات السياحية بالإسكندرية، والذى يستقبل أعداد كبيرة من السائحين الوافدين إلى محافظة الإسكندرية.
وهو المتحف الوحيد الذى يحتوى على أحياء مائية حية فى المحافظة، وهو متحف صغير يضم عدة أنواع من أسماك وحيوانات البحرين المتوسط والأحمر، كما يضم أنواعا أخرى تعيش في المياه العذبة كالنيل ونهر الأمازون، ما يجعله معرض ترفيهى وتثقيفى وعلمى فى نفس الوقت.
وأنشئ المتحف عام 1930، وهو يقع بالقرب من قلعة قايتباى بالأنفوشى، وبجوار معهد الأبحاث للأحياء المائية والمعهد القومى لعلوم البحار بساحة قلعة قايتباى.
ويضم عدة معامل ومكتبة وأحواض أسماك ونباتات البحار المالحة والعذبة، ويعتبر جزء من معهد علوم البحار لما يحتوية على مجموعة نادرة من الأسماك والأحياء المائية، حيث يقوم بدراسة جميع الأحياء المائية بالبحيرات المصرية من أسماك ونباتات واسفنج وصدف، مما يؤدى للحفاظ على الثروة السمكية.
والمتحف يستقبل الآلاف من السائحين سنويا من مختلف أنحاء العالم، كما يستقبل مئات الأطفال أسبوعيا للتعرف على أنواع الكائنات البحرية المختلفة ويعد من أهم معالم الإسكندرية السياحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة