عندما غزا الألمانى اليونان عام 1941 لعب يوليوس رينجل وهو لواء في الجيش الألماني حينذاك دورًا في بدء أعمال التنقيب في جزيرة كريت حيث ازدهرت الثقافة المينوية اليونانية القديمة قبل أكثر من 3000 عام، كانت الأرض غنية بالقطع الأثرية من التراث الثقافي للجزيرة وقام رينجل بمساعدة قواته في كثير من الأحيان بنقل جميع أنواع الخزف والمزهريات وأجزاء من التماثيل الأثرية لحسابه الخاص حيث جرى نقلها لملكيته الخاصة والبعض الآخر تم إعادته إلى المتاحف الألمانية كغنائم حرب وفقا لما نشره موقع نيويورك تايمز.
كما قام رينجل قائد الفرقة الخامسة بنهب الكنوز القديمة التى تم اكتشافها بالفعل في اليونان أثناء عمليات التنقيب- وفقا لنيويورك تايمز- وصادر الآثار من فيلا أريادن المنزل السابق لعالم الآثار البريطاني السير آرثر إيفانز، والتى حولها إلى مقر الفرقة ووفقًا للخبراء سرق آخرون آثارا من غرفة مغلقة في قصر كنوسوس القديم وهو موقع أثرى مساحته خمسة أفدنة كان مركزًا للثقافة المينوية.
وقال فاسيليوس بيتراكوس الباحث الذى يعمل كمنسق للآثار والأمين العام لجمعية أثينا الأثرية:"لم يكن ضباط الجيش مثل رينجل ينقبون ونهب الآثار من أجل الثروة الشخصية فحسب، بل كانوا مسؤولين أيضًا عن تدمير الآثار فى كريت ومقدونيا وترينز وأسيني وساموس".
ولفت بيتراكوس الانتباه من خلال إلقاء الضوء على عمل العلماء الذين يقومون بحل ألغاز ما حدث للآثار التي تم التنقيب عنها أو الاستيلاء عليها قبل ثمانية عقود.
في الخريف الماضي على سبيل المثال تم نشر "الماضي في الأغلال" وهي دراسة من خمسة مجلدات حول نهب آثار اليونان خلال الحرب العالمية الثانية وقد كتبها بتراكوس.
وقالت إيرين بالد رومانو أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة أريزونا والمنسقة لعلم آثار البحر الأبيض المتوسط في متحف ولاية أريزونا: "تكثف اليونان وبعض الجهات المعنية بعلوم الآثار البحث بشكل كبير فى العديد من البلدان، بما فى ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبولندا واليونان".
وقبل الغزو الألمانى أعدت المتاحف اليونانية خطة تتعلق بالقطع الأثرية القديمة لحمايتها وإخفائها، مثل هذه المجموعة الرخامية لأفروديت وبان وإيروس فى المتحف الأثرى الوطنى فى أثينا والتى كانت مغطاة بالجص.
صورة تظهر تنقيب الألمان فى جزيرة كريت عام 1941